الصراع على القمة تحرير الدراسة

. . ليست هناك تعليقات:




العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (1)
قلة محدودة من الناس من تخيلوا في خمسينات القرن الماضي ان صين ماوتسي تونغ ستنهض اقتصاديا وتهز العالم.

وانها ستستعيد الاحلام القديمة، فتصبح بضائعها موجودة في جميع انحاء الكرة الارضية، وينتشر سائحوها في شوارع لندن وباريس ونيويورك لشراء الماركات الفخمة (التي وربما لسخرية القدر، فقد صنع بعضها في الصين، )
بعد ان تعودت هذه الشوارع على الانتشار السياحي الياباني والكوري اضافة للاميركي والخليجي، علما انه في كل من هذه المدن تكون في القرن الماضي حي صيني خاص يسمى تشاينا تاون.

فأن تفكر الصين ببعث طريق الحرير الذي شكل رئة التبادل التجاري بين الشرق والغرب في التاريخ، كما اعلن الرئيس تشي في ٢٠١٣ من المانيا، فهذا يعني انها بلغت مرحلة تنافسية تجعلها تبادر وتساهم في اعادة وصل البلدان والقارات بطرقات وسكك حديد وانابيب ومرافئ، لتسهيل حصولها على النفط والغاز والمعادن والمواد الضرورية لصناعتها المزدهرة وارسال فائضها الضخم للاسواق المتعطشة للمواد الاستهلاكية المنافسة، بما فيها الحواسيب والهواتف الذكية.

واذ ساعدت الصين بلدانا كثيرة واستثمرت في بناء الطرقات والبنى التحتية لتسهيل مرور البضائع والمواد في الاتجاهين، فإنها تفكر حتى في بناء نفق من ٢٠0 ميل( أو جسر) في مضيق بيرنغ حتى يذهب القطار من الصين الى كندا عبر روسيا والاسكا وصولا لقلب الولايات المتحدة.

وطريق الحرير الصينية دفعت الولايات المتحدة للتفكير في طرق الحرير، في اسيا الوسطى والخليج وفي دول الاتحاد السوفياتي السابق، فلأنها تدرك اهمية هذه الدول التي تختزن الغاز والنفط والمعادن المستعملة في صناعات التكنولوجيا الناعمة، كما تختزن اليورانيوم وغيره من لوازم الطاقة النووية، وبعضها يختزن مناجم ذهب واسعة تضاهي مناجم افريقيا الجنوبية، فضلا عن اهمية هذه الطرقات في التجارة العالمية في المنطقة التي يعيش فيها المليارات والتي تنمو صناعاتها واقتصاداتها بسرعة مذهلة. ولا يجب أن ننسى اهمية هذه الطرق بايصال الاسلحة والذخيرة الى الجبهات التي ادارتها وما تزال تديرها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة.

وهذا ما استخلصه الرئيس اوباما في ٢٠١٢

حين قال: نحن نمر في مرحلة انتقالية، فقلب العالم يتغير ويتجه من اوروبا نحو “اسيا- باسيفيك”، وعلينا ان نتغير معه لنبقى في الطليعة.
وهذا ما اكدته وزارة الدفاع البريطانية بالقول:
ان قلب العالم يتجه من جديد نحو الشرق بعد ان يمر بمرحلة من الغليان والتوتر والازمات وتصاعد في حدة الايديولوجيا، فضلا عن التغيرات المناخية وأخطارها الجمة على البيئة والإنسان.

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (2)
حيازة الصين للمعادن النادرة أداة التهديد الاقتصادي لهيمنة واشنطن
------------------------------
دشن الرئيس ترامب ولايته بافتعال جملة مشاكل مع الصين وروسيا، أوضحها كان في المجال الاقتصادي، وتذكيره المستدام للصين بأن نهضتها الصناعية قائمة على انتقال التقنية والمصانع الأميركية إليها سعيا وراء نسب مرتفعة من الأرباح. وسرعان ما تصاعد حجم العجز الأميركي في ميزان التبادل التجاري مع الصين على الرغم من أن نسبة صادراتها لأميركا تتأرجح بحدود 20% من مجمل صادراتها العالمية.

تجسدت تباشير تلك المعركة مع الصين إبان سلفه الرئيس باراك اوباما، وتبلورت الخشية من تفوق الصين بين صناع القرار في واشنطن لاعتقادهم بأن التقنية المتطورة والذكاء الإصطناعي “باتا مرشحين للإنتقال” إلى الشرق، عززها تخصيص بكين 

ميزانية عالية للإنفاق على صناعة التقنية والذكاء الاصطناعي بلغت 150 مليار دولار 

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (3)
الصين المصدر الرئيسي للمعادن الدقيقة
---------------------------
دقت وسائل الإعلام الأميركية، بالتزامن مع نزعات الإدارة العدائية للصين، ناقوس الخطر من تخلف الولايات المتحدة عن السيطرة على المواد الخام المصنفة استراتيجية، والتي تعرف بالأتربة أو المعادن النادرة التي تعد الصين أهم منتج لها وتوفر الجزء الأكبر من الإنتاج العالمي لهذه المعادن، مما يعطي بكين احتكارًا فعليًا لسوق الأتربة النادرة.

جاء ذلك أيضاً في سياق كشف وزارة التجارة عن استكمالها تقرير قدمته للبيت الأبيض بناء على طلب الرئيس ترامب عام 2017 لدراسة “آليات وصول الولايات المتحدة لاستخدام الأتربة النادرة،” التي تشمل 17 عنصراً تقع في أسفل الجدول الدوري الكيميائي للمعادن (4 حزيران الجاري).

وأضاف التقرير محذراً أن “الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير عل استيراد المعادن النادرة .. في حال قررت الصين أو روسيا إيقاف تصديرها للولايات المتحدة وحلفائها لفترة زمنية طويلة – مشابهة للحظر الذي طبقته الصين على تصدير انتاجها عام 57 فان ذلك سيعرض امريكا لخسائر



العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (4)
يجب استمرار تدفق المعادن الدقيقة من ااصين للولايات المتحدة
----------------------------------
وزير التجارة ويلبر روس أوضح أهمية تقرير وزارته قائلاً “تلك المعادن بالغة الأهمية عادة ما يتم التغاضي عنها .. التوصيات المتضمنة في التقرير تشير إلى أن الحكومة الفيدرالية ستأخذ اجراءات وتدابير غير مسبوقة لضمان استمرارية تدفق تلك المعادن الحيوية للولايات المتحدة.”

المعادن النادرة قليلة التركيز في التربة بخلاف باقي المعادن بل بنسب جد ضئيلة وهو ما يجعل استخراجها مكلف. أول من اكتشف تلك المعادن كان العالم السويدي كارل أكسل أرينيوس، 1787، في منجم قرب ستوكهولم.

توصيفها بالمعادن النادرة مرده جملة حقائق، منها انعدام القدرة البشرية عن استخراجها ومعالجتها حتى عقد الاربعينيات من القرن الماضي، بعد أن تم تطوير تقنيات متطورة لاستخراجها وانتاجها بكميات كبيرة.

المعادن النادرة هي: سكانديوم، الإيتريوم، وخمسة عشر اللانثانيدات (اللانثانم، السيريوم، البراسيوديميوم، النيوديميوم، بروميثيوم، السمريوم، اليوروبيوم، الجادولينيوم، التيربيوم، الدسبروزيوم، هولميوم، الأربيوم، الثوليوم، الإيتربيوم، اللوتيتيوم).

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (5)
تراجعت امريكا وتقدمت الصين
-----------------
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتقدم العلمي الذي حققته البشرية في مجال الإلكترونيات، دخلت تلك المعادن في صلب الصناعات المتطورة والاستراتيجية، الأسلحة والدفاع، لوائح الطاقة الشمسية، رقائق الهواتف المحمولة وشرائح الكمبيوتر، توربينات توليد الطاقة من الرياح.

على سبيل المثال، دخل عنصر (يوروبيوم) في تصنيع “لوحات الكريستال السائل” لشاشات الكمبيوتر والتلفزيون؛ والنيوديميوم في صناعة اقراص الكمبيوتر الصلبة وبطاريات السيارات الهجينة.

في التطبيقات العسكرية تحتل تلك المعادن حيزاً محوريا في اجهزة الليزر والاستشعار بالرادار أو “سونار” الغواصات، نظم الصواريخ الموجهة، نظم التحكم في المصفحة الأميركية “آبرامز-1،” الأجهزة الإلكترونية على متن المدمرات الأميركية من طراز DDG-51، الاقمار الاصطناعية، “القنابل الذكية،” أجهزة الرؤيا الليلية، وأجهزة التحكم بالطيران المدني.

مواطن الانتاج

تراجعت مكانة وقدرة الولايات المتحدة عن تبوأ المصدر الأساس لاستخراج وتسويق تلك المعادن، واحتلت الصين مركز الصدارة منذ عقد التسعينيات من القرن المنصرم.

وقررت واشنطن إعاد فتح والعمل بأكبر منجم لتلك المعادن، عام 2013، في “ماونتين باس” بولاية كاليفورنيا، وكانت تعتمد عليه منذ دخوله الخدمة عام 1949، واستطاعت تحقيق معدل اكتفاء ذاتي لفترة طويلة من الزمن، مكنها من تصدر صناعة شاشات العرض الملونة في عقد الستينيات من القرن الماضي، بفضل عنصر يوروبيوم. 



العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (6)
التنافس لامتلاك المعادن الدقيقة يتصاعد والصين تتقدم
--------------------------
تزايد اهتمام الدول المختلفة باستخدام تلك المعادن حفز العلماء على الاكتشافات والتنقيب الدؤوب عنها، وحققت الصين مخزوناً معتبراً منها وأضحت تشكل 70% من الانتاج العالمي لتلك المعادن، ألامر الذي دفع مشغلي المنجم الأميركي المذكور لتنقية ما تم استخراجه في الصين، وتدريجياً تراجعت القدرة والتقنية الأميركية عن عمليات التنقية المكلفة مادياً وما ينجم عنها من تلويث للبيئة باطلاق غازات سامة.

بيد أن كمية من ينتجه منجم “ماونتين باس” لا يكفي ليسد حاجة وزارة الدفاع الأميركية، لا سيما تخلفه عن انتاج عنصري “تيربيوم و ديسبروزيوم،” إذ يدخل الأول في صناعة البطاريات النقالة ونظم السونار البحرية، والثاني في صناعة الليزر وعواميد التحكم النووية والأقراص الصلبة والمدمجة.

واكتشفت الولايات المتحدة منجماً أخراً في ولاية أيداهو، داياموند كريك، تقدر محتوياته بنحو 13 مليون طن من المعادن النادرة، وفق تقديرات هيئة الجيولوجيا الأميركية؛ وفي مناطق أخرى متفرقة من الولايات المتحدة. كما أن الشركة الأميركية الوحيدة المنتجة لتلك المعادن، إم بي ماتيريالز، درجت على تصدير استخراج مناجمها إلى الصين بسبب عدم توفر القدرة الداخلية على تنقية المعادن.

بيد أن الصين درجت على الاستثمار في التنقيب واستخراج المعادن النادرة في عدة دول أخرى حول العالم، وخصصت مصادر مالية لتمويل تلك العمليات بما فيها داخل الولايات المتحدة نفسها، في ولاية ميزوري، وامتلكت حصة قدرها 17% من موارد الشركة الأميركية المالكة لمناجم منطقة “آيرون هيلز” بولاية كولورادو.

وعلقت دول أخرى آمالها على استخراج تلك المعادن، منها كندا واستراليا وجنوب افريقيا وفرنسا واستونيا واليابان.


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (7)
التنين الصيني
الصين تكسب معركة المعادن الدقيقة
-------------------------
الولايات المتحدة قلقة من تقدم الصين لجملة من العوامل، لا سيما من ابحاثها في التطبيقات المتطورة لتوسيع استخدام تلك المعادن، خاصة في المجال الدفاعي الذي تسعى البنتاغون بكل الوسائل لعرقلة جهود الصين إن أمكن.

في هذا الصدد، قدم أحد علماء المعادن الأميركيين، كارل شنايدر، والعامل في أحد معامل وزارة الطاقة، تقريراً لعدد من أعضاء الكونغرس يحذر فيه من تدني جهود الابحاث والتنقيب واستخراج المعادن الثمينة في بلاده إلى مستوى “يقرب من الصفر.”

ردت الصين على اجراءات العقوبات الأميركية والرسوم الباهظة التي فرضتها إدارة الرئيس ترامب على منتجاتها بحظر تصدير المعادن الثمينة للولايات المتحدة، التي وكما غيرها من الدول الصناعية تحتفظ بنسبة احتياط معتبرة تمكنها الاستمرار في تصنيع منتجاتها إلى حين.

المعادن النادرة، كما أسلفنا، تدخل في العديد من المنتجات والاجهزة اليومية التي تزين رفوف المنازل الأميركية، خاصة في تصاعد الطلب على الهواتف المحمولة المصنعة بمعظمها في الصين. بيد أن الأولوية لاستخدامها تذهب للقطاع الحربي وفق الاستراتيجية العسكرية المعتمدة.

أمام رفع الصين أسعار تلك المعادن، عام 2010، وارتفاع كلفة الأجهزة المنزلية وغيرها دفع الولايات المتحدة لتكثيف الجهود على استخلاص وتدوير مخزونها من تلك المعادن، لكن أهم عقبة تواجهها هي شح توفر العدد الكافي من المصانع لتنقية الشوائب، وهي عملية تستغرق زمناً طويلاً نظراً لطبيعة المعادن وندرتها قبل وبعد تنقيتها. كما أن تقنية التنقية المتوفرة لديها أقدم من نظيرتها الصينية في هذا الخصوص.

ما تقدم يلقي ضوءاً على تداعيات العقوبات الأميركية والاجراءات الصينية المقابلة لها، والتي ستجد صداها في إبطاء تقدم المجهود العسكري الأميركي وصدارة مكانته ومنتجاته في الاسواق العالمية على وجه الخصوص.
 


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (8)
الصراع على القمة
الرئيس الصيني يقول :
"أنا مستعد لملء الفراغ في القيادة العالمية الناجم عن تحول الولايات المتحدة الأمريكية للداخل أكثر من كونها قوة عالمية."
هكذا عبّر الرئيس الصيني شي جين بينج صراحةً عن نيته لوضع الصين في قيادة دول العالم، مُعلنًا طموحاته للهيمنة على المستوى الدولي، وذلك في يناير (كانون الثاني) 2017؛ إذ تسعى الصين لفرض سيطرتها، والهيمنة على المجتمع الدولي؛ فهي تعلم أنه بتحسين علاقاتها مع الدول الأخرى، وخاصةً الدول الأوروبية مثل فرنسا على سبيل المثال، فإنها بذلك تعمل على تحسينها مع الاتحاد الأوروبي بأكمله، خاصةً في ظل التنبؤات لماكرون بقيادة الاتحاد في الوقت القريب، متفوقًا حتى على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
أمريكا والصين، كلتاهما قوتان عظميان اقتصاديًّا، وسياسيًّا، ودوليًّا، ولكنهما مختلفتان في العديد من الأمور الخاصة بالنظام الدولي، والمحلي، والعسكري، والاقتصادي، والقدرة والسعي إلى الهيمنة، وهو ما سبَّب عددًا من الأزمات بين البلدين على مدار السنوات.
ومع قدوم الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، فإن هذه الأزمات ما زالت موجودة ومتجددة، 


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (9)الصراع على القمةصراع الجبابرة.. 8 ملفات تتنافس فيها أمريكا والصين حاليًالقراءه ملخص العلاقة بين أمريكا والصين في الوقت الحاضر،الملف الاول1- تثبيت سعر صرف اليوان الصيني وغزو الأسواق العالميةفي الحادي عشر من أغسطس (آب) 2015، قرر البنك المركزي الصيني -المسمى بنك الشعب الصيني-، تخفيض قيمة العملة الصينية «اليوان» بنسبة 2% في مقابل الدولار الأمريكي، لأول مرة منذ ثلاث سنوات، وذلك من أجل تعزيز صادراتها، واتخاذ خطوة أكبر وأقرب إلى أن يصبح اليوان عملة رسمية احتياطية في العالم.وكانت بيانات الإنتاج الصناعي والاستثمار، وبيانات مبيعات التجزئة حينها في الصين، قد وصلت إلى أضعف مستوياتها؛ أضعف مما كان متوقَّعًا حينها؛ إذ تراجعت قيمة الصادرات الصينية قبل القرار بنسبة 8.3%، وهو ما أنتج القرار الصيني بخفض قيمة عملتها أمام الدولار.ومنذ حملته الانتخابية، لم يُفوِّت الرئيس الأمريكي مناسبة تخص الاقتصاد الأمريكي من أجل انتقاد الصين، وسياساتها الاقتصادية والتجارية، فبعد تثبيت سعر صرف اليوان أمام الدولار الأمريكي في يناير 2017، فإن الصين بذلك عملت على تثبيت قوة العملة الصينية وسيطرتها مقابل الدولار؛ إذ إن بكين التي تتحكم في اليوان، لا تسمح له بالهبوط أو الارتفاع، بأكثر من 2% يوميًّا، وذلك لمنع تقلبات العملة، والاحتفاظ بالسيطرة عليها.تخفيض سعر العملة، أو حتى تثبيت سعر الصرف، شكَّل تخُوفًا رئيسيًّا للرئيس ترامب، ومن قبله الرئيس أوباما؛ إذ إن الصين بذلك تدعم منتجاتها المختلفة في الأسواق العالمية، وذلك من أجل غزوها؛ فذلك يؤدي إلى زيادة صادرات الصين باعتبار أن منتجاتها ذات أسعار أرخص من مثيلتها الأمريكية، كما أنه يؤثر بشدة في الصادرات الأمريكية، ويقلل العائد من صادرات الولايات المتحدة، وهو ما سبب تخوُفًا للرئيس ترامب، وذلك نظرًا إلى أنه يزيد من قيمة العجز التجاري بين البلدين.وكان ترامب قد ذكر في أبريل (نيسان) 2017 أنه يجب تسمية الصين بدولة «تتلاعب بالعملة»، بالإضافة إلى شروعه في إصدار رسوم جمركية عقابية تُقدَّر بـ45% على الواردات الصينية، وهو ما كان قد وعد به أثناء حملته الانتخابية ضمن وعوده في أول 100 يوم من رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية.
العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (10)الصراع على القمةصراع الجبابرة.. 8 ملفات تتنافس فيها أمريكا والصين حاليًالقراءه ملخص العلاقة بين أمريكا والصين في الوقت الحاضر،الملف الاول - 2----------------------منذ حملته الانتخابية، لم يُفوِّت الرئيس الأمريكي مناسبة تخص الاقتصاد الأمريكي من أجل انتقاد الصين، وسياساتها الاقتصادية والتجارية، فبعد تثبيت سعر صرف اليوان أمام الدولار الأمريكي في يناير 2017، فإن الصين بذلك عملت على تثبيت قوة العملة الصينية وسيطرتها مقابل الدولار؛ إذ إن بكين التي تتحكم في اليوان، لا تسمح له بالهبوط أو الارتفاع، بأكثر من 2% يوميًّا، وذلك لمنع تقلبات العملة، والاحتفاظ بالسيطرة عليها.
تخفيض سعر العملة، أو حتى تثبيت سعر الصرف، شكَّل تخُوفًا رئيسيًّا للرئيس ترامب، ومن قبله الرئيس أوباما؛ إذ إن الصين بذلك تدعم منتجاتها المختلفة في الأسواق العالمية، وذلك من أجل غزوها؛ فذلك يؤدي إلى زيادة صادرات الصين باعتبار أن منتجاتها ذات أسعار أرخص من مثيلتها الأمريكية، كما أنه يؤثر بشدة في الصادرات الأمريكية، ويقلل العائد من صادرات الولايات المتحدة، وهو ما سبب تخوُفًا للرئيس ترامب، وذلك نظرًا إلى أنه يزيد من قيمة العجز التجاري بين البلدين.
ووفقًا لعدد من التقارير الاقتصادية التى توضح حجم التبادل التجارى بين أمريكا والصين، بلغت قيمة الواردات من الصين إلى أمريكا خلال العام الماضى 463 مليار دولار، مقابل صادرات 116 مليار دولار، بعجز تجارى وصلت قيمته إلى 347 مليار دولار، أي بنسبة 60% من إجمالى العجز التجارى الأمريكي.





العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (11)الصراع على القمةصراع الجبابرة.. 8 ملفات تتنافس فيها أمريكا والصين حاليًالقراءه ملخص العلاقة بين أمريكا والصين في الوقت الحاضر،-------------الملف الثني2- التحالف الصيني الفرنسي.. اتفاقية باريس للتغير المناخيفي الأول من يونيو (حزيران) 2017، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للتغير المناخي، وهي الاتفاقية المهمة التي وُقعت في 2015 لمكافحة تغير المناخ، مُنفذًا بذلك وعدًا رئيسيًا قطعه خلال حملته الانتخابية، غير أن القرار قوبل بإدانات من العديد من دول العالم، بما فيهم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية أنفسهم.
وقال ترامب، مستخدمًا عبارته الأكثر شيوعا «أمريكا أولًا» التي رددها عندما فاز بالرئاسة العام الماضي، إن اتفاقية باريس ستقوض الاقتصاد الأمريكي، وستكلف الولايات المتحدة وظائف، وستضعف السيادة الوطنية الأمريكية، وستضع البلاد في موقف سيئ دائم مقارنة بباقي دول العالم، قائلًا: «لا نريد أن يهزأ بنا الزعماء الآخرون والدول الأخرى بعد اليوم».اقرأ أيضًا: الصين تعطي ترامب درسًا في التاريخ.. الاحتباس الحراري ليس خدعة صينيةوعن الصين، أكد ترامب حينها أن: «نفس الدول التي تطلب من الولايات المتحدة الأمريكية البقاء في الاتفاقية هي الدول التي تكلف الولايات المتحدة تريليونات الدولارات من خلال ممارسات تجارية قاسية»، وذلك في إشارة إلى الصين، وانتقد ترامب الاتفاقية التي تشارك فيها 195 دولة، والتي بموجبها كانت على الولايات المتحدة الحد طوعًا من انبعاثاتها الكربونية. وكان ترامب قد صرَّح في عام 2012، أن التغير المناخي يشكل مفهومًا اخترعته الصين لجعل الشركات الأمريكية أقل قدرة على المنافسة.وقد أدى انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، ومعارضتها لاتفاقية باريس، إلى حدوث العديد من التوترات بينها وبين عدد من الدول الأوروبية، والقوى الكبرى، وعلى رأسها فرنسا، والتي كانت منبع الاتفاقية.
الجدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عمل خلال الشهر الماضي على الاتحاد مع الصين،



العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (12)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (1)
احتياطي الصين.. 3.099 تريليون دولار
-------------------
أظهرت بيانات البنك المركزي الصيني الأحد أن احتياطيات الصين، وهي الأكبر في العالم، زادت بنحو تسعة مليارات دولار في مارس إلى 3.099 تريليون دولار.
وقد شهدت السنوات القليلة الماضية محاولات الصين وسعيها للارتقاء بدور عملتها «الرنمينبي»، لتعكس مكانتها باعتبارها قوة عالمية. هيّأت الصين على مدار العقد الماضي ترتيبات للصرف الأجنبي مع عشرات البلدان، بما في ذلك كندا وبريطانيا والبرازيل.

أيد الرئيس شي جين بينغ مجموعةً من مشاريع البنية التحتية العالمية بقيمة تريليون دولار في الصين ـ تُعرف باسم مبادرة الحزام والطريق ـ وذلك جزئيًا بمثابة وسيلة لتوسيع استخدام الرنمينبي على الصعيد العالمي. كما أقرت الصين العام الماضي نظامًا تجاريًا في شنجهاي يسمح بشراء النفط بالعملة الصينية.

لكن ظهور تباطؤ الاقتصاد الصيني للعيان، فضلًا عن القلق بشأن ارتفاع ديون الصين وعدم ارتياح الدول المجاورة من أن تكون استثماراتها مجرد شكل جديد من أشكال الاستعمار كله تضافر ليكبح خططها للبنية التحتية.

جدير بالذكر أيضًا الاشارة الى القيود التي فرضتها الحكومة الصينية على سحب الأموال من البلاد واحتجازاتها للأجانب المقلقة ـ غالبًا يتوازى ذلك مع ورطات ومسائل جيوسياسية ـ وهو ما وضع الأموال الصينية موضع امتحانٍ حقيقي.

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (13)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (2)
---------------------------
تتخذ إدارة تبادل العملات الأجنبية التابعة للدولة في الصين من بكين مقراً لها. وهي تعمل من برج كئيب للمكاتب يقع في شارع المال. وتدعى هذه الإدارة اختصاراً SAFE "سيف"، وهي تشبه إحدى المنظمات الوهمية المشبوهة التي كنا نشاهدها في أفلام الجاسوسية في الستينيات.
العمل المناط بهذه الإدارة جاد وحقيقي- وهو يتمثل في إدارة ممتلكات الصين من العملات الأجنبية.
في الماضي، لم يكن لهذه الممتلكات أهمية كبيرة خارج حدود الصين، ولكن فوائض هذا البلد التجارية الآخذة في التضخم، والتدفقات المالية الكبيرة الداخلة إليه، وفرت لـ"سيف" وعاءا استثمارياً يمكنها من منافسة عمالقة إدارة الصناديق العالمية.

ويتوقع أن يصل الاحتياطي الصيني من العملات الأجنبية في الأسابيع القليلة المقبلة إلى ألف مليار دولار، وهو رقم قياسي بالنسبة لأي بلد، ناهيك عن بلد نام مثل الصين. لكن لن يحتفل كل شخص في الصين بهذه المناسبة، خاصة المسؤولين عن "سيف" وأسيادهم في بنك الشعب الصيني، وهو البنك المركزي في هذا البلد.

يقول ها جيمينج، رئيس فريق الاقتصاديين في المؤسسة الدولية الصينية للأموال، وهي أكبر بنك استثماري في الصين: "إن ألف مليار مبلغ كبير ، ولكنه أيضاً موضوع تصعب معالجته. وإذا لم تحسن إدارته فسيكون أي تآكل في القيمة مصدر عار لأي شخص مسؤول عنه." تكوَّن هذا الجبل من العملات الأجنبية عبر سنوات من الاستثمار الأجنبي الداخل، ومن تدفقات رأس المال المضارب، وحديثاً عبر الفائض التجاري المتزايد الذي أغرق البلد بالدولارات.

وفي العادة، من شأن هذا الفائض من الدولارات أن يرفع قيمة الرينمينبي، ولكن من أجل المحافظة على استقرار قيمة العملة الصينية، اشترى البنك المركزي تقريباً كل ما دخل إلى البلد من العملة الأجنبية، وتولى إدارة هذه الأموال بنفسه في ميزانيته العمومية.
العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (14)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (3)
---------------
في الولايات المتحدة ، أصبحت الاحتياطيات الصينية هذه، المستند رقم واحد الذي يؤيد صحة اتهامها الصين من أن تدخلها في أسواق تبادل العملات الأجنبية هو الذي أبقى على عملتها منخفضة بشكل مصطنع، الأمر الذي يجعل من الصعب على الولايات المتحدة أن تصدِّر إليها وتخفض من العجز في ميزانها التجاري.

تمت إثارة موضوع الفائض النقدي هذا ثانية من جانب هانك بولسون، وزير الخزانة الأمريكي، أثناء زيارته إلى بكين نهاية الشهر الماضي.

يوافق الكثيرون في الصين على أن موضوع العملة بحاجة إلى إصلاح، ولكنهم يحاجون بأن الصين لا تستطيع فعل الكثير لوقف تراكم العملة من دون إدخال تغيرات على الاقتصاد الأمريكي.

يقول لي يانج من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية:
"أسست الصين سوقاً متخصصة لتكون مركز التصنيع العالمي، الأمر الذي عمل ببساطة على تحويل صادرات آسيا إلى الصين عبر نوع من تجارة التصنيع الوسيط."

ويضيف:
"الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر من ذلك، ولكنها لا تريد الاعتراف بذلك. وبدلاً من ذلك، فإنها تؤكد مشاكلها لتساعدها البلدان الأخرى في التغلب عليها." 

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (15)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (4)
-----------------------------
بسبب القيمة الضخمة لهذه الاحتياطيات، خرج إلى السطح جدل قوي داخل الصين نفسها حول كيفية إدارة هذه الأموال، وحتى إنفاقها. وتطرق اثنان من كبار الزعماء إلى مسألة الاحتياطيات لأول مرة بشكل علني في الآونة الأخيرة. وهذان الزعيمان هما وين جياباو رئيس الوزراء، وزينج كينجهونج، أحد نواب الرئيس الصيني.

وقال وين إن زيادة الاحتياطي: "حسنت القوة الوطنية العامة للصين كما حسنت قدرتها على الوفاء بالتزاماتها على الصعيد الدولي."
هذا بالرغم من أنه أقر بالجانب السلبي لهذه الاحتياطيات: أي الطريقة التي تتدفق فيها الاحتياطيات عائدة إلى النظام المالي المحلي، وتغذي الهيكل المشوه للاقتصاد.

أما زينج فقال إن الصين: "ستتخذ تدابير شاملة لتجنب مزيد من النمو الكبير." في الاحتياطيات.

وكان زياوتشوان، محافظ البنك المركزي، أكثر صراحة في تعليقات مرتجلة للمراسلين الصحافيين. فحين سئل عن الاحتياطيات، أجاب بقوله:"لدينا ما يكفي منها".

وفي ظل الضغوط العالمية التي مورست على الصين للسماح بارتفاع قيمة الرينمينبي ووقف تراكم الدولارات لديها، سمحت في شهر تموز (يوليو) من العام الماضي برفع قيمة عملتها مقابل الدولار بنسبة 2.1 في المائة لمرة واحدة، ووعدت بإدخال نظام أكثر مرونة فيما يتعلق بسعر الصرف.

ولكن من غير المحتمل أن توقف الصين موجة التهافت على شراء الدولار. ومنذ رفع قيمة عملتها في السنة الماضية، أحكمت بكين سيطرتها على الرينمينبي، وسمحت برفع قيمته بنحو 2 في المائة فقط.
ويقول منتقدو بكين، إن السياسيات الراهنة تجعل استمرار تراكم العملات الأجنبية لديها أمراً محتماً، لأنهم يرون أن الأمر خارج عن سيطرة الحكومة المركزية ما لم تتغير السياسة الخاصة بأسعار صرف العملات.
ويقول أحد الاقتصاديين الأجانب في بكين: "إذا كان لديك سعر صرف ثابت بصورة أساسية، فإنك لا تستطيع اختيار مستويات احتياطياتك.
العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (16)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (5)
لا توجد مؤشرات\
------------------
لا توجد اية مؤشرات على إدخال تغيرات في المدى القريب على سعر صرف العملة الصينية ، وذلك لعدة أسباب.

أن أخشى ما يخشاه الكثيرون من كبار المسؤولين الصينيين هو أثر رفع سعر الصرف على صناعات التصدير في المناطق الساحلية. لأن فقدان أية وظائف هناك سيشعر به الناس بالحدة نفسها التي يشعر بها أهل المقاطعات الداخلية الأفقر التي تعتمد على الحوالات المالية التي يرسلها العمال المهاجرون الذين يعملون في المناطق الساحلية

وهنا، يبرز اعتباران آخران في هذا الصدد.
الاول :
أن قطاعات كبيرة من نخبة صناع السياسة في الصين على قناعة بأن الركود الذي عانت منه اليابان يعود إلى رفع قيمة الين بنسبة كبيرة والذي فرضته عليها الولايات المتحدة في أواسط الثمانينيات.

ويقول لي من أكاديمية العلوم الاجتماعية، والذي يعمل مستشاراً للحكومة الصينية: "إن الركود الذي استمر في اليابان لمدة 15 عاماً يعود بشكل كبير إلى فشلهم في إدارة سعر الصرف. ولذلك، لن نسمح بتكرار هذا الأمر في الصين.

ويجادل البنك المركزي أيضاً أن الرينمينبي يجب أن تنتظر تطور سوق محلية لتداول العملات، وما زالت هذه السوق في مهدها.

الثاني :
تنطوي عملية إدارة النمو الهائل للاحتياطيات على مخاطرة كبيرة بالنسبة لـ"سيف" وللبنك المركزي. فعند شراء هذا المخزون الضخم من الدولارات، كان البنك المركزي يدفع مقابلها بالرينمينبي، و"يطهر" أو يعادل أثر هذه الأموال على التضخم في الاقتصاد المحلي للصين، وذلك بسحبه من التداول.

ولامتصاص هذا المخزون، تعين على البنك المركزي أن يصدر سندات قصيرة الأجل يستحق معظمها بعد سنة أو حتى أقل. ويعني ذلك أن السلطات واقعة تحت ضغط متزايد على الدوام لتحويل ممتلكاتها إلى سندات والتي كانت قيمتها تساوي 2903 مليارات رينمينبي (367 مليار دولار، 193 ملياGoogleر جنيه إسترليني، 286 مليار يورو) في نهاية شهر آب (أغسطس).

وتقوم بشراء السندات البنوك المملوكة للدولة التي لديها فائض نقدي وليس لديها مجال آخر لاستثماره.

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (17)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (6)
خيارات صعبة
---------------------
يقول زونج وي، رئيس تحرير مجلة "تشاينا فورين إكسشينج" الرسمية : "تتحمل البنوك بشكل متزايد عبء تكلفة المعادلة." ولكن رفع معدلات الفائدة الذي يزيد من عوائد البنوك الصينية، من المحتمل أن يؤدي إلى جذب المزيد من الأموال الأجنبية- وزيادة الحاجة إلى معادلة أثر ذلك على الاقتصاد.

ويقول نيكولاس لاردي، من معهد الاقتصاد الدولي في واشنطن: "الصين بحاجة إلى رفع أسعار الفائدة من أجل إبطاء الاستثمار، ولكن في ظل وجود سعر ثابت للصرف، يخشى المسؤولون أن تجتذب زيادة أسعار الفائدة تدفقات مالية أكبر.

وهكذا، فإن هنالك مقايضة. وعلى المدى الطويل، لن يكون بمقدورهم الاحتفاظ بسعر صرف متدن، وإبطاء خطا النمو الاستثماري في الوقت نفسه."

وبالنسبة للحكومة، فإن تكلفة معادلة أثر تدفق الدولار لا تؤثر فيها. وعلى جانب موجودات محفظتها، فإن لدى "سيف" مبلغاً ضخماً من السندات بالعملات الأجنبية، وخاصة سندات الخزينة الأمريكية، التي تزيد فائدتها بنسبة 3 في المائة عن السندات والكمبيالات المحلية على جانب المطلوبات.

ولكن أي تغير كبير في أسعار الفائدة الأمريكية يمكن أن يقلب هذه المعادلة المربحة بسرعة، كما أن انخفاض قيمة الدولار يمكن أن يؤدي إلى خسارة مالية هائلة.

تعتبر العناصر التي تتألف منها الاحتياطيات الصينية من الأسرار، ولكن يظهر من تحليل بيانات الصناديق العالمية أن بكين كانت وما زالت عاجزة عن تنويع مجد يخفف من اعتمادها على الدولار. ووفقاًَ للحسابات التي أجراها براد سيتسر، رئيس قسم البحوث في شركة روبيني جلوبال إيكونوميكس، فإن نحو 70 في المائة من الاحتياطيات بالدولار، معظمها على شكل سندات الخزانة الأمريكية، ولكن يتزايد استخدامها في أدوات مثل السندات المدعومة بالرهن، وفي سندات الأسواق الناشئة. وأصبحت الحاجة صين مناقشات سرية للحاجة إلى تنويع الاحتياطيات التي يمتلكونها بعيدا عن الدولار الأمريكي، ولكنهم كانوا حازمين في ضمان عدم نشر ملاحظاتهم خشية أن يكون لها تأثير في الأسواق العالمية التي تتسم بالعصبية.

وأصبحت الحاجة إلى التنويع بعيداً عن الدولار نوعاً من الحكمة التقليدية. 

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (18)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (7)
احتياطات ضخمة من العنلات الاجنبية
---------------------
يقول ها جيمينج: "ينبغي على الصين أن ترشِّد مكونات احتياطياتها من العملات الأجنبية، لأن الاتجاه الحالي للعملات العالمية يشير إلى أن الاعتماد على الدولار الأمريكي في المستقبل سيكون أقل". ولكن سيتسر يقول إن هذه النظرة حول التنويع يجانبها الصواب. ذلك أنه يرى: "أن المسألة الحقيقية هي خطى الزيادة في الاحتياطيات الكلية."

ويضيف قائلاً: "من وجهة نظري، فإن قيمة الرينمينبي متدنية مقابل معظم العملات في ظل الاحتياطيات الضخمة. لذلك ستتعرض الصين لخسائر مالية بغض النظر عن العملات التي تشكل احتياطياتها." وسيصبح البنك المركزي و"سيف" هدفاً للنقد اللاذع إذا تكبدت الصين أية خسائر مالية نتيجة للتقلبات في قيمة العملات حتى لو كان ذلك على الورق. وهذا أمر غير عادل، لأن البنك المركزي مجرد أداة من أدوات سياسة الحكومة الأوسع، ولكن خسارة الثروة الوطنية يمكن أن تكون موضوع نقاش مهم على أحد مواقع الإنترنت الشعبية التي يفقد الناس أعصابهم عليها.

ويقول اقتصادي أجنبي عمل مستشاراً غير رسمي للحكومة الصينية: "هذا الموضوع أصبح يشكل مخاطرة حكومية كبيرة. ولا يريد البنك المركزي وسيف أن يكونا مسؤولين عن إدارة هذا المبلغ الضخم من المال." إن حجم الاحتياطيات وحده هو الذي أشعل فتيل الجدل الجديد حول المجالات الأخرى التي يمكن أن تستثمر فيها هذه الأموال.
ووفقاً لبعض المحللين المحليين، يمكن أن تقرأ ملاحظة زهو في أن لدى الصين احتياطيات كافية كواحدة من عدد من الإشارات التي تصدر عن الحكومة المركزية ومفادها أن بكين استقرت على المبلغ الذي تحتاج الصين إلى أن تضعه جانباً كاحتياطي بالمعنى المعروف، وذلك كصندوق للتأمين الوطني ضد المخاطر المالية.

ويرى زيا بن، الاقتصادي في مجلس أبحاث التطوير، وهو هيئة استشارية يشرف عليها مجلس وزراء الولاية، إن الصين بحاجة إلى 700 مليار دولار من احتياطي العملات الأجنبية لهذه الغاية.
وذكر معلقون آخرون أرقاماً مشابهة بشكل عام . وهذا يبقي مبلغ 300 مليار دولار يمكن للحكومة أن تستخدمه وفقاً لتقديرها للإنفاق على مجالات أخرى- وهو وعاء كبير ينمو بنحو 20 مليار دولار في الشهر. وهناك نواح أخرى ينبغي الصرف عليها من هذه الاحتياطيات. 

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (19)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (8)
سخونة المنافسة
--------------------
وتزداد سخونة المنافسة بين الوكالات أيضا من أجل السيطرة على الأموال، مع ادعاء البنك المركزي ووزارة المالية بالأحقية في الأموال النقدية.

يقول لي: "درسنا الإدارة الخارجية لاحتياطي العملات الأجنبية في كل بقعة من العالم." وأعطت الصين اهتماماً خاصاً لتجربة كوريا الجنوبية الحديثة في السماح بإدارة بعض احتياطها كصندوق مشترك، مع الحصول على المشورة من البنوك الأجنبية. وتحب الصين كذلك النموذج السنغافوري، حيث تم تأسيس كل من شركة الاستثمارات الحكومية، وشركة تيماسيك Temasek القابضة لإدارة احتياطيات البلد من العملات الأجنبية، والاستثمارات المباشرة للدولة، على التوالي.

وتحلق المسؤولون الذين يؤيدون إصلاحات السوق حول البنك المركزي في بكين، حيث أسسوا بالفعل، وبهدوء، ما يحبون أن يطلقوا عليه اسم "تيماسيك الصغيرة"، علماً بأن اسمها هو شركة هيوجين المركزية للاستثمار، حيث تسيطر بين موجودات أخرى على أغلبية أسهم البنوك الصينية الكبرى. 


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (20)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (9)
تحويل الاموال الى مواد خام
------------------------
تأتي المواد الخام على رأس قوائم التسوق شبه العامة التي يتم تمويلها من خلال الاحتياطيات المالية الموجودة، وهو أمر يؤكده كل من وين وزنج. ومن الممكن أن يتم الدفع من الاحتياطيات الأجنبية لتمويل شراء مخزون استراتيجي من النفط ثم التخطيط له منذ فترة طويلة، واقتربت الخزانات الخاصة به من الاكتمال.
وتدرس الحكومة إضافة إلى كل ذلك احتمال شراء الذهب الذي يعتبر تحوطاً ضد هبوط محتمل للدولار الأمريكي.

يقول أندروكريكيت، الرئيس السابق لبنك التسويات الدولي، والرئيس الحالي لبنك جي بي مورجان: "أعتقد أن من المنطقي تحويل بعض الثروة إلى موجودات حقيقية." غير أن إنجاز ذلك بصورة كفوءة يمكن أن يكون فوق قدرات البيروقراطيين الصينيين في الوقت الراهن.

ويقول ها: "لا أعتقد أن لدى الحكومة الخبرة الكافية لإنجاز ذلك." تبلغ نسبة الموظفين غير السنغافوريين في شركة تيماسيك نحو واحد من خمسة، إضافة إلى أن الشركة تستعين بخبرات البنوك الأجنبية. وستحتاج الصين إلى وقت طويل قبل أن تتعامل بارتياح حتى مع الانفتاح النسبي لسنغافورة التي تتصف بإدارة متشددة.

وإذا ما تحولت الأسواق العالمية ضد احتياطيات العملات التي تملكها الصين، فإن كثيرين سينظرون إلى الخارج بحثاً عن أكباش فداء. ويقول مدير شؤون العملات الأجنبية في الصين، زهونج، إن ذلك سيكون من الأمور الخاطئة. ويضيف: "لا نستطيع أن نلوم الخزينة الأمريكية، حيث لم يجبرنا أحد على شراء الدولارات.". 

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (21) خلاصة الجزء الثالث
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟ (10)
الدولار قوي - و العملة الصينية ضعيفة ولا يمكنها مواجهة الدولار
-------
دخل اليوان الصيني ضمن عملات احتياطيات الدول في الربع الرابع من 2016، وبلغت إجمالي حيازة الدول من العملة الصينية إلى 1.23% في الربع الأخير من 2017، مقابل 1.12% في الربع السابق لها.

ومع دخول اليوان عملات حقوق السحب الخاصة بالتابع لصندوق النقد الدولي اعتبر الكثيريين أنه قادر على أن يحل بدلاً من الدولار في صدارة العملات المستخدمة عالمياً،
لكن حقيقة تراجع وتيرة استخدامه في المعاملات التجارية والقواعد الصينية بشأن سعر الصرف قللت من هذا الاعتقاد.
في مارس 2009 دعت الصين وروسيا إلى عملة عالمية جديدة تُصبح عملة الاحتياطي النقدي لدول العالم، وتكون مستقلة وبعيدة عن التقلبات، فضلاً عن إزالة أوجه القصور الناتجة عن استخدام العملات الوطنية المرتبطة بالائتمان.

ودعت الصين صندوق النقد الدولي بالفعل لتنفيذ ذلك، نتيجة مخاوفها أن تصبح التريليونات التي تمتلكها بالعملة الأمريكية أقل قيمة نتيجة لزيادة عجز الإنفاق في الولايات المتحدة، وإصدار سندات الخزانة الأمريكية لدعم الديون.

وها هي 10 سنوات ولم يتحقق شيئا يذكر
لماذا ؟؟
لان الدولار قوي جدا

فهناك أسباب عديدة دفعت الدولار إلى التربع على قائمة أقوى عملة على مستوى العام، وذلك بخلاف حجم وقوة الاقتصاد الأمريكي.

ومن ضمن تلك الأسباب
اولا :
أن أكثر من ثلث إجمالي الناتج المحلي العالمي يأتي من دول تربط عملاتها بالورقة الخضراء، ومن بين تلك الدول 7 حكومات اعتمدت الدولار رسمياً.
ثانيا :
سوق الصرف الأجنبي.. أكثر من 85% من تلك التجارة تقوم بالاعتماد على الدولار، كما يتم إصدار 39% من الديون العالمية باستخدام العملة الأمريكية.
ثالثا :
ويعد إقبال الدول على الاحتفاظ بالعملة الأمريكية في احتياطاتها واستحواذها على المركز الأول في هذا الصدد، دليلاً على قوة العملة الأمريكية، فضلاً عن استخدامها في المعاملات الدولية.
رابعا :
كما أن معظم عقود السلع العالمية مقومة بالدولار الأمريكي، خاصةً النفط والذهب وهما من أهم السلع العالمية، مما يجعل معاملات تلك السلع تتم باستخدام الورقة الخضراء.
خامسا :
كما أن العملة الأمريكية كانت دائماً قادرة على تخطي العثرات التي تتعرض لها وذلك أثناء فترات السبعينات والثمنينات، وفي الفترة من 1991 إلى 1993.

وعلى الرغم أن الجميع كان يراهن عن انهيار الدولار، وفكرت العديد من الحكومات في إنهاء ربط عملتها بالعملة الأمريكية إلا أنه كان بعود أقوى من الأول.


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (22)
الصراع على القمة
المعادن - ترتيب الصين الخامس
-----------------------
أظهر تقرير أعد من قبل ( 24/7 wall street) أن السعودية تحتل المرتبة الثالثة عالميا في قائمة الدول الأكثر توفرا على الموارد الطبيعية حيث تم تقدير القيمة المحتملة لمواردها الطبيعية والتي تتكون بشكل رئيسي من النفط والغاز بحوالي 34.4 تريليون دولار.

وجاءت روسيا بالمرتبة الأولى بقيمة تقدر بـ 75.7 تريليون دولار بفضل مواردها المتعددة، خصوصا النفط والغاز والغابات، فيما حلت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بـ 45.5 تريليون دولار.

وتم احتساب قيمة الموارد الطبيعية باعتيار الـ 10 سلع والموارد الطبيعية الأكثر قيمة وهي النفط والغاز والفحم والغابات و"الأخشاب" والذهب والفضة والنحاس واليوارنيوم وخام الحديد والفوسفات.

وجاءت السعودية في المرتبة الثالثة بفضل حيازتها 20 % من احتياطيات النفط
بالعالم، فضلا عن خامس أكبر احتياطي من الغاز في العالم.

ترتيب الدول
روسيا
- تمتلك روسيا احتياطيات ضخمة من النفط والغاز والأخشاب وأيضا تعد ثاني دولة بالعالم في احتياطيات الفحم والثالث بالعالم في احتياطيات الذهب.

الولايات المتحدة
- لديها احتياطيات مؤكدة من الفحم تصل نسبتها إلى 31.2% من المجموع العالمي كما تمتلك ثروة أخشاب وغابات تبلغ مساحتها 750 مليون هكتار وتعد أيضا من الخمسة الكبار على مستوى العالم في النحاس، الذهب، والغاز الطبيعي.

السعودية
- تعد الأولى في العالم باحتياطيات النفط والخامسة عالميا بالنسبة للغاز
- نظرا لكونها من كبار منتجي النفط في العالم فإن استمرار استنزاف الموارد يهدد بتراجع ترتيبها بشكل لافت، وهو ما لم يحدث منذ عقود.

كندا
- ساهمت اكتشافات الرمال النفطية في رفع احتياطياتها بالاضافة لذلك تمتلك ثروة ضخمة من الغابات والأخشاب تماثل الولايات المتحدة الأمريكية. وتمتلك احتياطيات لا بأس بها من الفوسفات والذهب.

ايران
- ثاني أكبر احتياطيات غاز وثالث احتياطيات نفط بالعالم

الصين
- الصين مشهورة بوجود موارد طبيعية هامة تتمثل في المعادن الأرضية النادرة التي تعد مسؤولة عن 90% من امداداتها العالمية، ولديها احتياطيات ضخمة من الفحم تمثل 13% من احتياطيات العالم.
- اكتشافات الغاز الصخرى المتتالية ستجعلها في مكانة متقدمة بين الدول الغنية بالموارد الطبيعية.

البرازيل
\- تمد البرازيل العالم بحوالي 17% بما يحتاجه من خام الحديد، وتمتلك ثروة كبيرة من الأخشاب تصل قيمتها إلى 17.5 تريليون دولار، وتعد مسؤولة عن 21.3% من إمدادات العالم من الأخشاب
-لديها احتياطي كبير من اليورانيوم، وكميات كبيرة من احتياطيات النفط.

أستراليا
- تحتوى أستراليا على ثروة كبيرة من الفحم، خام الحديد، النحاس وتمثل 14.3% من امدادات العالم للذهب، بالإضافة إلى 46% من امدادات اليورانيوم العالمية ولديها كميات كبيرة من الغاز الطبيعي على الساحل الشمالي الغربي، بينما تشترك مع اندونيسيا في بعضها.

العراق
- لديها احتياطات نفطية مؤكدة تمثل 9% من مجموع الاحتياطيات العالمية، ويمتلك العراق احتياطيا من الفوسفات تقدر قيمته بحوالي 1.1 تريليون دولار.

فنزويلا
- تعد من أغنى الدول بالنسبة لاحتياطيات خام الحديد، الغاز الطبيعي، والنفط، وتعد الثامنة عالميا في احتياطيات الغاز.

العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (23)
الصراع على القمة
هل تستطيع الصين الاستغناء عن الدولار ؟؟
الدولار قوي لهذه الاسباب (10)
-------------------------

ما أهمية الدولار الأمريكي :

دامت هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي لقرابة قرن من الزمان ولا زالت مستمرة، ويرجع المحللون ذلك للعديد من العوامل، أهمها الآتي:

اولا : كثافة التداول :
أولى العوامل التي جعلت الدولار الأمريكي على هذه الدرجة من الأهمية هو كثافة التداول، حيث تشير الإحصاءات إلى أن الدولار هو العملة الأكثر طلباً في سوق المال، وذلك لأنه يستخدم في حوالي 90% من التعاملات التجارية حول العالم، وقد قدر المحللون حجم تداول الدولار الأمريكي اليومي بحوالي 5 تريليونات، والأمر نفسه ينطبق على تعاملات البورصة حيث يشغل الدولار نسبة 87% تقريباً من تعاملاتها اليومية، بينما نسبة الـ 13% فتتقاسمها عملات النقود القوية الأخرى وعلى رأسها الجنيه الاسترليني واليورو الأوروبي والين الياياني.

ثانيا : استقرار معدلات الاحتياطي النقدي :
يشغل الدولار الأمريكي النسبة الأكبر من الاحتياطي النقدي في مختلف البنوك المركزية حول العالم، وذلك من الأسباب المباشرة التي حافظت على قيمته واستقرار سعر الصرف الخاص به. على الرغم من أن قيمة احتياطي الدولار قد شهد تراجعاً ابتداءً من عام 2000م إلا إنه لا يزال في الصدارة، حيث تراجع مستوى الاحتياطي من 71% إلى 62% تقريباً وفقاً للتقارير الصادرة عن صندوق النقد الدولي، لكنه في النهاية ظل محتفظاً بصدارة الاحتياطات النقدية بقارق كبير عن العملة التي تليه وهي اليورو التي سجلت حوالي 24% فقط من جمل الاحتياطي النقدي العالمي.

ثالثا : الأمان وثبات سعر الصرف :
يفضل رواد الأعمال ورجال التجارة والصناعة الاعتماد على الدولار الأمريكي في تعاملاتهم المالية، وذلك للعديد من المزايا التي يكفلها الدولار لهم وتفتقر إليها العملات الأخرى، أولها سهولة تحويل السندات الدولارية إلى سيولة نقدية في أي مكان بالعالم بجانب إمكانية بيعه وتحويله إلى أي عملة نقدية في أي وقت، أما ثاني العوامل فهو الثبات النسبي في سعر صرف الدولار، فمن غير المُرجح أن يتعرض الدولار الأمريكي إلى الانهيار في سوق تداول العملات، مما يُشعر المتعامل به بدرجة عالية من الأمان وضمان عدم خسارة مدخراته الدولارية بانخفاض أسعار التداول.

رابعا : زيادة الطلب :
العملات المحررة بشكل عام يتم تحديد قيمتها في سوق الصرف وفقاً لمعايير العرض والطلب، ولأن الطلب على الدولار الأمريكي في تزايد مستمر فإن هذا يجعل سعر صرفه متسم بالاستقرار النسبي أو في حالة ارتفاع مستمر، وذلك لأن العديد من المؤسسات والهيئات العالمية تشترط استخدام الدولار في التعامل معها، من أمثلة ذلك الممرات الملاحية الهامة ومنها قناة السويس في مصر وقناة بنما في بنما، كما أن بعض الدول التي تعمل على إنتاج وتصدير البترول تعتمد في تعاملاتها على الدولار الأمريكي.

خامسا : التحكم في الاقتصاد العالمي :
في النهاية تجدر الإشارة إلى أن هيمنة الدولار الامريكي على الاقتصاد العالمي ليست وليدة الصدفة أو اليوم، بل أن ذلك الأمر يعود لعِدة سنوات مضت وتحديداً في أعقاب الحرب العالمية الأولى، حيث بدأت خلال تلك الفترة إعادة هيكلة النظام المالي العالمي بعدما تعرضت أوروبا بشكل عام وإنجلترا بصفة خاصة لخسائر فادحة، وذلك أتاح الفرصة أمام الدولار للصعود وا\لتفوق على الجنيه الاسترليني الذي كان يعد أقوى العملات في ذلك الوقت. 


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (24)
الصراع على القمة
82 مليون صيني تحت خط الفقر (12)
----------------------------
يعيش أكثر من 82 مليون شخص في الصين بأقل من دولار واحد في اليوم، بالرغم من عقود من النمو الاقتصادي الهائل الذي جعل من البلاد ثاني أكبر اقتصاد في العالم.ويفيد تعريف الحكومة الصينية أن الفقر يعني عائدا سنويا يقل عن 2300 يوان (أي 375 دولارا أو 295 يوروا)، أي ما يوازي دولارا واحدا في اليوم تقريبا.وفي نهاية العام الماضي، كان أكثر من 82 مليون صيني يعيشون تحت هذا الخط، بحسب زينغ وينكاي وهو مسؤول كبير بقطاع التنمية بالصين.

وحدد البنك الدولي عتبة الفقر بـ 1.25 دولار يوميا، وهذا يعني أن الفقر يشمل حوالي مائتي مليون صيني إذا ما أخذت في الاعتبار "المعايير الدولية"، كما قال وينكاي.

وأضاف وينكاي، نائب مدير لجنة حكومية لمكافحة الفقر، أن الناس الذين يشملهم الفقر لا يعانون من العائدات المتدنية فقط، بل يواجهون أيضا صعوبات كبيرة ومتعددة للحصول على مياه الشرب وتأمين طرق المواصلات والكهرباء والتعليم والعناية الطبية أو القروض المصرفية.
ويسكن معظمهم في مناطق تتعرض لهزات أرضية أو فيها بنى تحتية ضعيفة جدا، "مما يزيد من تعقيد الجهود لإخراجها من الفقر".
ويبلغ إجمالي الناتج المحلي في الصين التي يبلغ عدد سكانها 1.36 مليار نسمة (أكبر بلدان العالم من حيث عدد السكان) لم يكن سوى 6767 دولارا للفرد العام الماضي، أي بالكاد 13% من إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة، كما ذكرت صحيفة غلوبال تايمز الصينية الرسمية.
وجاء في دراسة أعدتها جامعة بكين ونشرتها هذه السنة أن 1% من العائلات الثرية في الصين تسيطر على أكثر من ثلث ثروات البلاد. وتقلق هوة "اللامساواة" التي تزداد اتساعا في البلاد. 


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (26)
الصراع على القمة
الصين اضعف من ان تكون منافسا على القمة (2)
الاقتصاد الصيني ضعيف جدا بالمقارنة مع الاقتصاد الامريكي
----------------------------
اقتصاد جمهورية الصين الشعبية هو ثاني أكبر اقتصاد عالمي، من حيث الناتج المحلي فقط وهو ناتج لعدد سكان يصل الى حوالي 1.4 مليار انسان .. مما يجعل الناتج المحلي الاجمالي للصين بحساب عدد السكان اقل من الناتج المحلي الاجمالي لدولة صغيرة عادية مثل مصر او المكسيك او تركيا او هنغاريا
وتعتبر الصين أسرع اقتصاد كبير نامي والأسرع في الثلاثين سنة الماضية بمعدل نمو سنوية مرتفعة، يتجاوز 6.5 % كما أن الصين هي أكبر دولة تجارية وأكبر مصدر وثاني أكبر مستورد في العالم .

أسباب قوة الاقتصاد الصيني
بدأت القيادة السياسية الصينية الخروج من أسر النظرية الاشتراكية في الاقتصاد، وبدأت منذ عام 1978 تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج، ومنذ حينها يشهد الاقتصاد الصيني نموا اقتصاديا سريعا، وتمكن الاقتصاد الصيني بفضل تلك السياسة خلال الثلاثين عاما الماضية من تحقيق نمو اقتصادي مطرد، واستطاع التحول من المركزية المحلية ليصبح أكثر انفتاحا على العالم، ويعتمد على التجارة الدولية .

مؤشرات ضعف في الاقتصاد الصيني
اولا : الارتهان للاسواق وحالة الاقصاد العالمي
قال البنك الدولي في أحدث تقييم لثاني أكبر اقتصاد في العالم “بالنظر للمستقبل، سيكون التحدي الأساسي للسياسة في الصين مواجهة العوامل المعاكسة المتصلة بالتجارة ومواصلة جهود الحد من المخاطر المالية في الوقت نفسه”.

ثاتيا :ضعف الاستهلاك المحلي والاعتماد الرئيسي على التصدير
أضاف التقرير أن الاستهلاك سيظل المحرك الرئيسي لاقتصاد الصين حيث يؤثر ضعف نمو الائتمان على الاستثمار كما يؤثر تباطؤ الطلب العالمي وزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على صادرات بكين.
ثالثا : ارتفاع الضرائب على الشركات
وقال البنك “لتحفيز الاقتصاد، يمكن للسياسة المالية أن تركز على تعزيز استهلاك الأسر أكثر من البنية التحتية” مضيفا أن لدى الصين مجالا لخفض الضرائب على الشركات بدرجة أكبر.

رابعا : تعثر سداد الديون
تشهد الصين عدداً قياسياً لحالات التعثر عن سداد الديون ..
تواجه الشركات في الصين لحظة الاصطدام بأرض الواقع، بعد سنوات من زيادة الديون، وهو الأمر الذي تسبب في عدد قياسي من حالات التعثر عن السداد في سوق السندات.
وبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرج الأمريكية، فإن هناك 7 أسئلة تشرح أسباب مواجهة سندات الشركات الصينية هذا العدد القياسي من حالات التعثر عن سداد الديون.
وتسببت الحملة التي شنها الرئيس الصيني شي جين بينج لخفض الديون في عام 2016 من أجل الحد من المخاطر بالأسواق المالية للبلاد، في إضعاف الظل المصرفي وتشديد القواعد على إدارة الأصول.

خامسا : تعثر مصدري السندات عن السداد؟
والأمر عبارة عن أزمة السيولة بالدرجة الأولى، ولا يزال المستثمرون والبنوك، والذين كانوا يفضلون تاريخياً المؤسسات التابعة للدولة، في حالة من التردد بشأن تقديم الائتمان إلى الشركات الخاصة الأصغر حجماً.

وعلى الرغم من عائد السندات للشركات ذات التصنيف الائتماني "AA-"، والذي يعتبر درجة غير استثمارية "خردة" في الصين قد تراجع من أعلى مستوى مسجل في 3 سنوات ونصف خلال سبتمبر الماضي،

سادسا : ديون هائلة على الحكومة
تحتل الحكومة الصينية المرتبة الأولى بين الحكومات المدينة على مستوى العالم خيث تبلغ ديون الحكومة 25 تريليون دولار أغلبها لبنوك محلية..

سابعا : الصناعة الصينية صناعة تقليد للمنتجات الامريكية والغربية وليست ابتكارات خاصة بها
وقد يسال البعض ماذا تقلد الصين ..؟
والجواب ان الصين تقلد كل شيء" الإجابة المختصرة لكل ما تقلده الصين أو تُعيد تصنيعه مع تغييرات بسيطة في اللون ربما أو الحجم، قد يعتقد البعض أن الصين تقلد منتجات استهلاكية أو إلكترونية فقط، في الحقيقة الصين تقلد تصاميم لمدن ومبانٍ عمرانية عالمية وآثار تاريخية أيضًا مثل برج إيفيل في باريس أو الكرملين في روسيا، ومن أشهر المدن المقلدة والتي أثارت غضبًا ودهشة لسكانها الأصليين مدينة "هالستات" النمساوية.


لماذا الصين مقلدة وليست مخترعة ؟؟
لان ثقافة الشعب الصيني ثقافة شرقية تقوم على التاقليد وهذه الثقافة تقوم على وراثة العلم والاتباع، بعيدًا عن التفكيرأوالاكتشاف، فالمهارات الفكرية ليست مهمة، وإنما المهارات التقنية في صنع منتج ما تعتبر حدود السماء لديهم، حيث إنها طريقة للتعبير عن احترامهم لمخترع هذا المنتج فهم ينظرون له كمثال أعلى.


سبب النجاح الاقتصادي الصيني ؟؟
يرى الخبراء بأن العامل الأكبر في نجاح الصناعة الصينية هو وفرة اليد العاملة الرخيصة، فأغلبية هؤلاء العاملين من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و25 سنة ولم يتزوجن ولم ينجبن، لكن رغم الازدهار الاقتصادي الكبير الذي تحقق فإن الحد 
الادنى لأجور العاملين لم ترتفع إلا قليلاً عند 300 دولارا شهريا .. \



ان عدد براءات الاختراع هو مقياس التقدم والتطور
وليس القوة العسكرية او المباني او مصانع السيارات 


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (27)
الصراع على القمة
حيازة الصين للمعادن النادرة أداة التهديد الاقتصادي لهيمنة واشنطن (1)
==========
دشن الرئيس ترامب ولايته بافتعال جملة مشاكل مع الصين وروسيا، أوضحها كان في المجال الاقتصادي، وتذكيره المستدام للصين بأن نهضتها الصناعية قائمة على انتقال التقنية والمصانع الأميركية إليها سعيا وراء نسب مرتفعة من الأرباح. وسرعان ما تصاعد حجم العجز الأميركي في ميزان التبادل التجاري مع الصين على الرغم من أن نسبة صادراتها لأميركا تتأرجح بحدود 20% من مجمل صادراتها العالمية.

تجسدت تباشير تلك المعركة مع الصين إبان سلفه الرئيس باراك اوباما، وتبلورت الخشية من تفوق الصين بين صناع القرار في واشنطن لاعتقادهم بأن التقنية المتطورة والذكاء الإصطناعي “باتا مرشحين للإنتقال” إلى الشرق، عززها تخصيص بكين ميزانية عالية للإنفاق على صناعة التقنية والذكاء الاصطناعي بلغت 150 مليار دولار
و دقت وسائل الإعلام الأميركية، بالتزامن مع نزعات الإدارة العدائية للصين، ناقوس الخطر من تخلف الولايات المتحدة عن السيطرة على المواد الخام المصنفة استراتيجية، والتي تعرف بالأتربة أو المعادن النادرة التي تعد الصين أهم منتج لها وتوفر الجزء الأكبر من الإنتاج العالمي لهذه المعادن، مما يعطي بكين احتكارًا فعليًا لسوق الأتربة النادرة.


-العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (28)
الصراع على القمة
حيازة الصين للمعادن النادرة أداة التهديد الاقتصادي لهيمنة واشنطن (2)
------------------------------
جاء ذلك أيضاً في سياق كشف وزارة التجارة عن استكمالها تقرير قدمته للبيت الأبيض بناء على طلب الرئيس ترامب عام 2017 لدراسة “آليات وصول الولايات المتحدة لاستخدام الأتربة النادرة،” التي تشمل 17 عنصراً تقع في أسفل الجدول الدوري الكيميائي للمعادن (4 حزيران الجاري).

وأضاف التقرير محذراً أن “الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير عل استيراد المعادن النادرة .. في حال قررت الصين أو روسيا إيقاف تصديرها للولايات المتحدة وحلفائها لفترة زمنية طويلة – مشابهة للحظر الذي طبقته الصين على تصدير انتاجها عام 2010 – فأن أي عرقلة طويلة للإمدادات قد تتسبب بهزات ملحوظة؛” استناداً إلى دور تلك المعادن “المحوري والاستراتيجي في الاقتصاد العالمي.”

وزير التجارة ويلبر روس أوضح أهمية تقرير وزارته قائلاً “تلك المعادن بالغة الأهمية عادة ما يتم التغاضي عنها .. التوصيات المتضمنة في التقرير تشير إلى أن الحكومة الفيدرالية ستأخذ اجراءات وتدابير غير مسبوقة لضمان استمرارية تدفق تلك المعادن الحيوية للولايات المتحدة.”

المعادن النادرة قليلة التركيز في التربة بخلاف باقي المعادن بل بنسب جد ضئيلة وهو ما يجعل استخراجها مكلف. أول من اكتشف تلك المعادن كان العالم السويدي كارل أكسل أرينيوس، 1787، في منجم قرب ستوكهولم.

توصيفها بالمعادن النادرة مرده جملة حقائق، منها انعدام القدرة البشرية عن استخراجها ومعالجتها حتى عقد الاربعينيات من القرن الماضي، بعد أن تم تطوير تقنيات متطورة لاستخراجها وانتاجها بكميات كبيرة.


وهذه هي المعادن النادرة 
سكانديوم، الإيتريوم، وخمسة عشر اللانثانيدات (اللانثانم، السيريوم، البراسيوديميوم، النيوديميوم، بروميثيوم، السمريوم، اليوروبيوم، الجادولينيوم، التيربيوم، الدسبروزيوم، هولميوم، الأربيوم، الثوليوم، الإيتربيوم، اللوتيتيوم). 


-العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (29)
الصراع على القمة
حيازة الصين للمعادن النادرة أداة التهديد الاقتصادي لهيمنة واشنطن (3)
-------------------------------
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتقدم العلمي الذي حققته البشرية في مجال الإلكترونيات، دخلت تلك المعادن في صلب الصناعات المتطورة والاستراتيجية، الأسلحة والدفاع، لوائح الطاقة الشمسية، رقائق الهواتف المحمولة وشرائح الكمبيوتر، توربينات توليد الطاقة من الرياح.

على سبيل المثال، دخل عنصر (يوروبيوم) في تصنيع “لوحات الكريستال السائل” لشاشات الكمبيوتر والتلفزيون؛ والنيوديميوم في صناعة اقراص الكمبيوتر الصلبة وبطاريات السيارات الهجينة.

في التطبيقات العسكرية تحتل تلك المعادن حيزاً محوريا في اجهزة الليزر والاستشعار بالرادار أو “سونار” الغواصات، نظم الصواريخ الموجهة، نظم التحكم في المصفحة الأميركية “آبرامز-1،” الأجهزة الإلكترونية على متن المدمرات الأميركية من طراز DDG-51، الاقمار الاصطناعية، “القنابل الذكية،” أجهزة الرؤيا الليلية، وأجهزة التحكم بالطيران المدني.


-العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (30)
الصراع على القمة
حيازة الصين للمعادن النادرة أداة التهديد الاقتصادي لهيمنة واشنطن (4)
------------------
مواطن الانتاج
تراجعت مكانة وقدرة الولايات المتحدة عن تبوأ المصدر الأساس لاستخراج وتسويق تلك المعادن، واحتلت الصين مركز الصدارة منذ عقد التسعينيات من القرن المنصرم.
وقررت واشنطن إعاد فتح والعمل بأكبر منجم لتلك المعادن، عام 2013، في “ماونتين باس” بولاية كاليفورنيا، وكانت تعتمد عليه منذ دخوله الخدمة عام 1949، واستطاعت تحقيق معدل اكتفاء ذاتي لفترة طويلة من الزمن، مكنها من تصدر صناعة شاشات العرض الملونة في عقد الستينيات من القرن الماضي، بفضل عنصر يوروبيوم.
تزايد اهتمام الدول المختلفة باستخدام تلك المعادن حفز العلماء على الاكتشافات والتنقيب الدؤوب عنها، وحققت الصين مخزوناً معتبراً منها وأضحت تشكل 70% من الانتاج العالمي لتلك المعادن، ألامر الذي دفع مشغلي المنجم الأميركي المذكور لتنقية ما تم استخراجه في الصين، وتدريجياً تراجعت القدرة والتقنية الأميركية عن عمليات التنقية المكلفة مادياً وما ينجم عنها من تلويث للبيئة باطلاق غازات سامة.
بيد أن كمية من ينتجه منجم “ماونتين باس” لا يكفي ليسد حاجة وزارة الدفاع الأميركية، لا سيما تخلفه عن انتاج عنصري “تيربيوم و ديسبروزيوم،” إذ يدخل الأول في صناعة البطاريات النقالة ونظم السونار البحرية، والثاني في صناعة الليزر وعواميد التحكم النووية والأقراص الصلبة والمدمجة.
-العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (31)
الصراع على القمة
حيازة الصين للمعادن النادرة أداة التهديد الاقتصادي لهيمنة واشنطن (5)
---------------------------
اكتشفت الولايات المتحدة منجماً أخراً في ولاية أيداهو، داياموند كريك، تقدر محتوياته بنحو 13 مليون طن من المعادن النادرة، وفق تقديرات هيئة الجيولوجيا الأميركية؛ وفي مناطق أخرى متفرقة من الولايات المتحدة. كما أن الشركة الأميركية الوحيدة المنتجة لتلك المعادن، إم بي ماتيريالز، درجت على تصدير استخراج مناجمها إلى الصين بسبب عدم توفر القدرة الداخلية على تنقية المعادن.

بيد أن الصين درجت على الاستثمار في التنقيب واستخراج المعادن النادرة في عدة دول أخرى حول العالم، وخصصت مصادر مالية لتمويل تلك العمليات بما فيها داخل الولايات المتحدة نفسها، في ولاية ميزوري، وامتلكت حصة قدرها 17% من موارد الشركة الأميركية المالكة لمناجم منطقة “آيرون هيلز” بولاية كولورادو.

وعلقت دول أخرى آمالها على استخراج تلك المعادن، منها كندا واستراليا وجنوب افريقيا وفرنسا واستونيا واليابان.


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (32) الجزء الاخير من قسم المعادن النادرة
الصراع على القمة
حيازة الصين للمعادن النادرة أداة التهديد الاقتصادي لهيمنة واشنطن (6)
التنين الصيني
-----------------------------
الولايات المتحدة قلقلة من تقدم الصين لجملة من العوامل، لا سيما من ابحاثها في التطبيقات المتطورة لتوسيع مروحة استخدام تلك المعادن، خاصة في المجال الدفاعي الذي تسعى البنتاغون بكل الوسائل لعرقلة جهود الصين إن أمكن.

في هذا الصدد، قدم أحد علماء المعادن الأميركيين، كارل شنايدر، والعامل في أحد معامل وزارة الطاقة، تقريراً لعدد من أعضاء الكونغرس يحذر فيه من تدني جهود الابحاث والتنقيب واستخراج المعادن الثمينة في بلاده إلى مستوى “يقرب من الصفر.”

ردت الصين على اجراءات العقوبات الأميركية والرسوم الباهظة التي فرضتها إدارة الرئيس ترامب على منتجاتها بحظر تصدير المعادن الثمينة للولايات المتحدة، التي وكما غيرها من الدول الصناعية تحتفظ بنسبة احتياط معتبرة تمكنها الاستمرار في تصنيع منتجاتها إلى حين.

المعادن النادرة، كما أسلفنا، تدخل في العديد من المنتجات والاجهزة اليومية التي تزين رفوف المنازل الأميركية، خاصة في تصاعد الطلب على الهواتف المحمولة المصنعة بمعظمها في الصين. بيد أن الأولوية لاستخدامها تذهب للقطاع الحربي وفق الاستراتيجية العسكرية المعتمدة.

أمام رفع الصين أسعار تلك المعادن، عام 2010، وارتفاع كلفة الأجهزة المنزلية وغيرها دفع الولايات المتحدة لتكثيف الجهود على استخلاص وتدوير مخزونها من تلك المعادن، لكن أهم عقبة تواجهها هي شح توفر العدد الكافي من المصانع لتنقية الشوائب، وهي عملية تستغرق زمناً طويلاً نظراً لطبيعة المعادن وندرتها قبل وبعد تنقيتها. كما أن تقنية التنقية المتوفرة لديها أقدم من نظيرتها الصينية في هذا الخصوص.

ما تقدم يلقي ضوءاً على تداعيات العقوبات الأميركية والاجراءات الصينية المقابلة لها، والتي ستجد صداها في إبطاء تقدم المجهود العسكري الأميركي وصدارة مكانته ومنتجاته في الاسواق العالمية على وجه الخصوص.

النهاية - الجزء الاخير من قسم المعادن النادرة 


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (34)
بعد ان انتهينا من عرض معظم ما يتعلق بالصين ننتقل الى روسيا
فهل روسيا دولة عظمى تنافس امريكا على قمة العالم؟
لنكتشف الاجابة الصحيحة من خلال هذا الفصل من الدراسة
1 - تمهيد
---------------------
استعادت روسيا منذ الحرب الروسية – الجيورجية عام 2008 بعض النفوذ الذي كان لموسكو في المحيط السوفياتي السابق، في قرغيزيا وأوزبكستان وتركمانستان، وإلى حد أقل في أذربيجان. انتخب رئيس موال لموسكو في أوكرانيا عام 2010 ولكن الثورة التي حدثت ضده قادت لإطاحته في شباط (فبراير) 2014 ما دفع الكرملين لدعم تمرد الأقلية الروسية في الشرق الأوكراني، وللاتجاه نحو ضم شبه جزيرة القرم. في دول البلطيق الثلاث، التي انضمت إلى حلف الأطلسي، كان الفشل الروسي واضحاً في محاولة استعادة النفوذ. ظلت جمهوريات سوفياتية سابقة (كازاكستان، طاجيكستان، بيلاروسيا، أرمينيا) على الولاء لموسكو، فيما تأرجحت مولدافيا في توازن قلق بين يمين يميل للغرب ويسار شيوعي- اشتراكي موال لموسكو، من دون حسم لهذا التأرجح. لما فشلت روسيا في إخضاع جيورجيا في حرب 2008 اتجهت نحو فصل أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن سلطة العاصمة الجيورجية وإخضاعهما للنفوذ الروسي.(1)

هناك عقد كامل من الزمن فاصل عن الحرب الروسية – الجيورجية، التي كانت بداية جهد الكرملين لاستعادة النفوذ في «الحدائق السوفياتية السابقة». تعطي نتائج هذا الجهد الروسي صورة عن حدود قوة الكرملين المعاصر: هناك موازنة أميركية، في النفوذ السياسي والاقتصادي، تصل إلى حدود موازاة القوة الروسية في الكثير من الجمهوريات السوفياتية السابقة، في أوزبكستان، قيرغيزيا، تركمانستان، وأذربيجان، وهناك تفوق أميركي بالنفوذ على موسكو في جمهوريات البلطيق الثلاث وفي أوكرانيا وجيورجيا. هناك تفوق صيني اقتصادي على موسكو في الجمهوريات السوفياتية الوسط آسيوية (قرغيزيا- كازاكستان- طاجيكستان). هناك علاقات ثقافية لتركيا مع الجمهوريات السوفياتية المسلمة السابقة (ما عدا طاجيكستان ذات الثقافة الفارسية) أقوى من علاقات هذه الجمهوريات بالعالم الثقافي الروسي. لم تستطع روسيا أن تستعيد النفوذ لدى دول حلف وارسو السابق زمن السوفيات، بل هناك حالة عدائية تجاه الروس. هناك غرابة في أن العاصمة اليوغوسلافية السابقة التي قالت بالحياد بين موسكو وواشنطن في زمن تيتو، أي بلغراد، تميل الآن إلى موسكو سياسياً وثقافياً في إطار المدار السلافي- الأرثوذكسي بعد أن سيطر عليها القوميون الصرب منذ عام 1990 مع سلوبودان ميلوسيفيتش والذي دخل في مواجهات مريرة مع الغرب في البوسنة وكوسوفو.
(1) المصدر : الحياة - محمد سيد رصاص 


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (35)
هل روسيا دولة عظمى تنافس امريكا على قمة العالم؟
----------------------
ما تم عرضه في البوست 34 يؤشر إلى حدود القوة الروسية: وانها دولة كبرى في المحيط الإقليمي، وليست دولة كبرى من حيث التأثير في المحيط العالمي مثل فرنسا في زمن ديغول (1958- 1969) قادرة على تحدي ومحاولة زعزعة الثنائية القطبية العالمية للبيت الأبيض والكرملين في زمن الحرب الباردة،
ولا دولة عظمى كما كان الاتحاد السوفياتي في أثناء الحرب الباردة (1947- 1989).

يبدو أن الكرملين في حالة إدراك لهذا، لذلك جرت محاولات لتثقيل الدور الروسي من خلال إنشاء (مجموعة دول البريكس: روسيا- الصين- الهند – البرازيل) عام 2009 قبل انضمام جنوب إفريقيا في العام التالي.
فشلت «البريكس» بسبب التناقضات الصينية - الهندية وبسبب سقوط حكم اليسار في البرازيل.
الآن تجري محاولات جديدة لتثقيل الدور الروسي عبر ثالوث سوتشي: روسيا- إيران- تركيا، ولكن ليس عالمياً كما محاولة «البريكس»، وإنما في محيط إقليم الشرق الأوسط وبالذات في الموضوع السوري، في استغلال من الكرملين للمجابهة الأميركية - الإيرانية في عهد ترامب، وللخلاف التباعدي بين واشنطن وأنقرة البادئ عام 2013 ثم المتصاعد منذ خريف 2014 مع المراهنة الاعتمادية لواشنطن على (حزب الاتحاد الديموقراطي- pyd) الذي هو بمثابة فرع سوري لحزب العمال الكردستاني- pkk. لم يستطع الوجود العسكري الروسي في سورية منذ عام 2015 أن ينقل موسكو إلى وضعية القوة العالمية، بل جعلها لاعباً مهماً في الأزمة السورية اضطرت قوى إقليمية شرق أوسطية، مثل تركيا وإسرائيل، للتقارب مع الروس بحكم ذلك الوجود، وهذا ما جعل روسيا أبعد قليلاً من دولة كبرى في محيطها الإقليمي الخاص.

تبقى التقاربات الروسية – الصينية هي المدخل الوحيد لموسكو لكي تملك مفتاحاً للتأثير العالمي ولتشكيل قوة قطبية جديدة، ولكن حتى الآن لم تقترب علاقات موسكو وبكين إلى حدود التحالف، وإذا حصل ذلك ستكون موسكو الطرف الأضعف في التحالف الثنائي مع بكين بحكم الاقتصاد، 


العالم يهتز ويتغير ولا شيء ثابت (36)
هل روسيا دولة عظمى قادرة على التناقس على زعامة العالم ؟؟
تابعونا ...
----------------------
حتى عام 2018 ما زالت روسيا هي القوة العسكرية العالمية الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية وهذا يشمل الأسلحة التقليدية والنووية.
الصين في المرتبة الثالثة ثم الهند.
الموازنة العسكرية الأميركية هي 587 بليون دولار فيما الروس ينفقون فقط 44 بليوناً.
الإنفاق الصيني العسكري 161 بليوناً والهندي 51 بليوناً.
الأميركيون في المرتبة الأولى اقتصادياً (19390 بليوناً)
ثم الصين (12589) والهند في المركز السادس. الروس،
وهذا في مقاييس صندوق النقد الدولي عن أواخر عام 2017، يحتلون المركز الثاني عشر من حيث القوة الاقتصادية العالمية (1527 بليوناً كناتج محلي اجمالي) وراء كوريا الجنوبية وكندا وإيطاليا والبرازيل وفرنسا والهند وبريطانيا وألمانيا واليابان والصين والولايات المتحدة.

عندما كان الاتحاد السوفياتي يتنافس على زعامة العالم في الحرب الباردة أيديولوجياً وسياسياً وعسكرياً كان هو القوة الاقتصادية الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة. ظل هو القوة العسكرية الثانية حتى قبل وبعد هزيمته أمام واشنطن في الحرب الباردة عالمياً في عام 1989 ولكنه كان منذ النصف الثاني من الثمانينات قد تراجع للمرتبة الثالثة في الاقتصاد العالمي مخلياً المرتبة الثانية لليابانيين.

كانت هزيمة موسكو أمام واشنطن بسبب عدم قدرتها على المجاراة الاقتصادية في السباق العسكري بعد طرح الرئيس الأميركي مبادرة الدفاع الإستراتيجية - حرب النجوم عام 1983، التي جعلت ممكناً كسر التعادل النووي بين العملاقين.

الضعف الاقتصادي أنتج هزيمة أيديولوجية- سياسية، قادت لفقدان موسكو نفوذها العالمي والإقليمي عام 1989 ثم لتفكك داخلي للاتحاد السوفياتي عام 1991.

ترافق هذا مع بقاء القوة العسكرية الروسية بفرعيها النووي والتقليدي على حالها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابحث في الموقع

صفحة الدانة نيوز الثقافية

صفحة الدانة نيوز الثقافية
صفحة ثقافية منوعة وشاملة احدى مفاخرنا

المقالات المتحركة

الدانة نيوز - الصفحة الرئيسية

صفحة المرأة - السيدة العربية

صفحة المرأة - السيدة العربية
صفحة شاملة منوعة تتابع قضايا المرأة وشؤونها واخبارها

كيف ظهرت الحياة على الأرض

***** الأكاديمي الروسي إيريك غاليموف - المدير العلمي لمعهد الجيوكيماء بأكاديمية العلوم الروسية - هو صاحب فرضية منشأ القشرة الأرضية الكوندريتي الكربوني. كما يعتبر من أهم مؤلفات الأكاديمي غاليموف كتابه الشهير بعنوان "ظاهرة الحياة" التي يكشف فيها آلية تشكل المادة العضوية من اللاعضوية وظهور الحياة على الأرض وهذا هو موضوع حلقتنا هذه

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

الاخبار الرئيسية المتحركة

صفحة المقالات

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

اعلان

تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع
?max-results=7"> سلايدر الصور والاخبار الرئيسي
');
" });

اعلن معنا

سلايدر الصور الرئيسي