حقائق عن التعليم في امريكا قد تبدد بعض الاوهام
د. ندى الغاد
اولا :
التعليم لا يرفع دول ولا عليه تقوم الدول ولا به ترتقي المجتمعات-------------------قبل أكثر من 50 سنة ، صعد الرئيس ليندون جونسون المسرح في ما كان يعرف آنذاك باسم كلية ولاية جنوب غرب ولاية تكساس لتوقيع قانون التعليم العالي الأول.وقال جونسون:"بالنسبة لآلاف الشباب والشابات ، فإن هذا الفعل يعني أن طريق المعرفة مفتوح للجميع الذين لديهم التصميم على السير فيه". "وهذا يعني أن أي مدرسة عليا في أي مكان في هذه الأرض العظيمة لنا يمكن أن تنطبق على أي كلية أو أي جامعة في أي من الولايات الخمسين ولا يمكن إبعادها لأن عائلته فقيرة."ولكن للأسف ، اليوم ، وعد الرئيس جونسون لا وجود لهفعلى المستوى القومي ، أقل من نصف البالغين بين سن 25 و 34 عامًا على الأقل حاصلين على درجة الزمالة ، و 35٪ فقط من السود و 28٪ من الأمريكيين اللاتينيين حققوا هذا الإنجاز.
الطالب ذو الدخل المنخفض أقل حظًا بأربعة أضعاف من حصولهم على درجة البكالوريوس مقارنة بأقرانهم الأكثر ثراءً. وبالمثل ، فإن الطلاب ذوي الإعاقة يحصلون على درجة البكالوريوس بأقل من نصف معدل البالغين غير المعوقين.
ثانيا :
ديون الطلاب--------------------------بينما يعتقد البعض ان التعليم في امريكا وإتمام الدراسة الجامعية متاح للجميع ،تفاقمت ديون الطلاب وأصبح دين الطلاب خطرًا ماليًا متزايدًا.فحوالي خمس سكان الولايات المتحدة يدينون جماعياً بأكثر من 1.5 تريليون دولار من ديون التعليم الفيدرالي. واصبح ما يقرب من مليون شخص مقصرون وغير قادرون على تسديد قروض الطلاب الاتحادية كل عام. وما يقرب من نصف هؤلاء الطلاب تسربوا من الكلية ، ونحو 90 في المائة كانوا من ذوي الدخل المنخفض.
ثالثا :
معتقدات وظنون لا اساس لها ولا صحة
------------------------------------يظن الكثيرون ممن يعتبروا ان التعليم هو رافعة المجتمعات وان التعليم هو الذي رفع ويرفع الولايات المتحدة ان التعليم العالي في الولايات المتحدة ميسور التكلفة للجميع وانه لا يوجد عبء ديون على الطلاب. وان المساواة قائمة وعامة على نطاق واسع في الفرص والنتائج.وانه لا تمييز بين الطلاب على اساس العرق والجنس والوضع الطبقي والاجتماعي
وانه لا توجد عقبات امام الطالب تحد من قدرته على الوصول إلى الجامعة وتوفير تكلفتها وإكمال الدراسة الجامعية.ويعتقد كثيرون ان المؤسسات الجامعية تقدم دعما لمساعدة الطلاب على تحقيق هذه الأهداف ، وأن هذه الجهود تدعمها أنظمة مساءلة قوية تحمل الدول والمؤسسات المسؤولية إذا لم يتم تحقيق النتائج المرجوة.وكل هذه المعتقدات والظنون لا اساس لها ولا صحة ,, وه مجرد اوهام شائعة عند من لا يقرأوا الا عناون الصحف
رابعا :
اقتراحات لتوفير التعليم الجامعي للجميع في امريكا-----------------قدم مركز التقدم الأمريكي رؤية جديدة شاملة قال إنها اقتراحات لاستعادة الوعد بتعليم عالٍ ميسور التكلفة للجميع وتخفيض عبء ديون الطلاب. ويشمل أيضا التركيز على معالجة عدم المساواة على نطاق واسع في الفرص والنتائج. ويبدأ ذلك بضمان أن خلفية الطالب ، لا سيما عرقه أو عرقه أو جنسه أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي ،
وتضمنت الرؤية ثلاث وعود أساسية:اولا : وعد القدرة على تحمل التكاليف : لا يجب على أي طالب أن يقترض تكاليف الكلية.ثانيا : وعد الجودة : يضمن جميع الطلاب تعليماً عالي الجودة يلبي احتياجاتهم.ثالثا : وعد المساءلة : لكل فرد دور في الوصول إلى الطلاب والنجاح
خامسا :
المنح الدراسية الأمل الوحيد للشاب الامريكي للالتحاق بالجامعات
يتخذ الشباب الأمريكي من العلم والعمل الجاد، وسيلة للتقدم والرقي وضمان التفوق الدائم في المجالات المختلفة، وقاد بلاده لتكون رائدة في البحث العلمي والاقتصاد والفنون والإعلام، وكذلك القدرات العسكرية، لذا يحرص الشباب الأمريكي على التعليم منذ الصغر، و تولي الحكومة الأمريكية اهتماما بالتعليم باعتباره احد الركائز الأساسية التي تقوم عليها النهضة الاقتصادية وبالتالي النهضة الشاملة ،
ويعد التعليم حتى المدارس الثانوية إجبارياً، إذ إن أغلبية الشباب يحصلون على الشهادة الثانوية بالمدارس العليا المنتشرة بغزارة داخل الولايات المتحدة وتتعدد أنواعها ما بين حكومية وخاصة،
ويعتبر التعليم الثانوي عصب الاقتصاد الأمريكي، وعلى الرغم من امتلاك الولايات المتحدة أكبر وأعرق جامعات العالم وآلاف من المعاهد والجامعات المصنفة دولياً، إلا أن قلة من الشباب الأمريكي هم الذين يتمكنون من الالتحاق بها، إذ تعد الدراسة في الجامعات الأمريكية حلماً للكثيرين ولكن يصعب تحقيقه . ويعاني الشباب الأمريكي صرامة الاختبارات المؤهلة لتلك الجامعات، والتي تعتمد على أكثر المعايير الدولية صرامة في اختياراتها، والتي لا تتوافر بالطبع في كثير من الشباب
سادسا :
الجامعات تختار المميزون
وتحرص كبرى الجامعات على انتقاء أمهر وانبغ العناصر ليس في الولايات المتحدة فقط ولكن من دول العالم كافة . وإن توافرت عناصر النبوغ والتميز، يصبح هناك العقبة الكبرى أمام الشباب، تتمثل في توفير التكاليف الباهظة التي تتطلبها الدراسة، التي تصل لعشرات الآلاف من الدولارات، وفي الوقت نفسه لا يمثل امتلاك الأموال ضماناً للالتحاق بالدراسة، إذ تتطلب أيضاً اجتياز اختبارات معينة، ويتوافد الطلاب الأمريكيون كل عام على الجامعات لإجراء الاختبارات لينتظر كل منهم خطاباً يفيد بقبوله للدراسة أو برفضه، ولكن الجامعات في الوقت نفسه لا تضع العراقيل أمام أكثر المواهب نبوغاً بين الشباب الأمريكي الراغب في التعلم، حيث تقدم سنوياً الكثير من المنح الدراسية من دون مقابل، التي تعد بصيص الأمل الوحيد للشباب الأمريكي النابغ الذي يريد إكمال دراسته الجامعية، ولكن أيضاً بشروط بالغة الصرامة تعتمد في المقام الأول على التفوق العلمي، إذ يشترط أحياناً في الطلاب المتقدمين للحصول على المنح الدراسية حصولهم على ترتيبات متقدمة على مستوى الولايات والمدن الأمريكية، كذلك الإنجازات الرياضية والفنية أو أية أنشطة تمت بصلة إلى مجال الجامعة المراد الالتحاق بها .
سابعا :
التنوع في التخصص
ويتنوع الشباب الأمريكي في دراسة جميع التخصصات العلمية داخل الجامعات الأمريكية، وتعد جامعة هارفارد قمة طموحه، إذ تعتبر أقدم وأعرق الجامعات الأمريكية على الإطلاق، كما أنها تحتل التصنيف الأول في العالم بلا منازع، كذلك معهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة يايل وغيرها، ويدرس نحو 5 .20 مليون طالب أمريكي، يمثلون 5% من تعداد السكان، في أكثر من 2700 كلية ومعهد عال، ونحو 1800 معهد متوسط، إذ تتيح تنوعاً هائلاً في مختلف المجالات، وتحرص أعداد كبيرة من الشباب الأمريكي بنوعيه، إلى دراسة جميع أنواع العلوم، كالكيمياء والفيزياء والهندسة والبيولوجيا والطب، وكذلك العلوم التربوية كالآداب والفنون والإعلام والموسيقا والقانون والفلسفة وغيرها . وعلى الرغم من تضاؤل أعداد الشباب الملتحق بالجامعات، بالمقارنة بتعداد السكان، إلا أنهم احتفظوا بالريادة في جودة ونوعية الأبحاث العلمية على مستوى العالم لعقود.
ثامنا :
صعوبات كثيرة
وعلى الرغم من مظاهر الترف والرفاهية التي تبدو على الشباب الأمريكي من خلال وسائل الإعلام، إلا أنهم يواجهون الكثير من الصعوبات، ويكافحون للوصول إلي غايتهم، إذ يضطر أغلبهم في الالتحاق ببعض الأعمال البسيطة في أثناء دراستهم، لتعينهم على كسب القليل من المال لتسديد نفقات الدراسة بالمدارس والجامعات باهظة الكلفة، أو لمساعدتهم على المعيشة وأسرهم، فلا مانع لدى شباب نابغ يدرس في أرقى الجامعات العالمية، أن يعمل كنادل أو عامل في مقهى لتوصيل الطلبات أو حتى مربياً للحيوانات، وينبع هذا الإصرار من إيمان الشباب الأمريكي بأن طريق الصعود يتطلب بذل الجهد والكفاح في سبيل تحقيق الأهداف، ويحظى الشباب الأمريكي الحاصل على الشهادات الثانوية والمتوسطة بالنصيب الأكبر في فرص العمل، ويشغلون 90 في المئة من الوظائف العامة في الهيئات والمصالح الحكومية والشركات الخاصة والمصانع، كعمال وموظفين ومشرفين،
تاسعا :
الشركات تفضل حملة الشهادة الثانوية
ويعتمد الاقتصاد الأمريكي على مهارات وإمكانات حملة المؤهلات الثانوية والمتوسطة لتوفير الأيدي العاملة والحرفيين لآلاف من المصانع التي تواكب التطور الصناعي الهائل الذي تشهده البلاد كل عام، كما تعتمد الولايات المتحدة على خريجي الجامعات والباحثين من الشباب الأمريكي في الاحتفاظ الدائم بالصدارة العالمية لتميزهم من بين شباب العالم في رغبتهم الحثيثة على الابتكار والتميز في جميع المجالات، وعادة ما تستعين الهيئات الحكومية بالتقارير العلمية والأبحاث الجامعية في كثير من الأمور، التي يمكن أن تمس الأمن القومي الأمريكي، لذا فمن السهل لأي شاب جامعي أن يلتحق للعمل بكبرى الهيئات والمؤسسات الوطنية والخاصة، كلٌ حسب اختصاصه، ومجالات العمل داخل الولايات المتحدة تتميز بالتكامل ما بين التخصصات، ويحرص الكثير من الشباب الأمريكي على الالتحاق بوكالة ناسا لعلوم الفضاء لتعدد الاختصاصات بها، ووزارة الطاقة الأمريكية ومعامل الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع البنتاغون، ومعامل الأبحاث النووية، كذلك كبرى شركات السيارات كجنرال موتورز وفورد وشيفورليه .
عاشرا :
التهافت على مجال الاعلام
وفي مجال الإعلام يتهافت الشباب للحصول على وظيفة في كبرى الشبكات الإخبارية الأمريكية كCNN، ووكالة أنباء الأسوشيتد برس، ويتجه قطاع عريض منهم للعمل السينمائي، ويفضل آخرون استكمال الدراسات الأكاديمية، في ما يحرص العديد منهم إلى الجمع بين مهنة مرموقة وعمل الدراسات العليا للعمل كأساتذة في الجامعات، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي والرقمي الهائل للولايات المتحدة، إلا أن أعداد الخريجين الشباب في المعاهد والكليات التقنية لا يفي بالأعداد المطلوبة مع زيادة الاستثمارات في هذا القطاع، إذ يشكو الكثير من الطلاب من صعوبة المواد التقنية والرقمية، مما يجعلهم يعزفون عن دراستها، لذا اضطرت كبرى الشركات كميكروسوفت وجوجل وأي بي إم بتوجيه خبرائها لتدريس العلوم التقنية داخل المدارس الثانوية وعمل ورش عمل صيفية، كمساهمة منهم في غرس الرغبة لدى الشباب الأمريكي الصغير في الالتحاق بالكليات التقنية، بعد تخرجهم في المدارس الثانوية، كذلك انتقاء أفضل العناصر والمواهب الشابة للتدريب داخل مختبراتهم .
احد عشر
الاعمال الخاصة
ومن المعروف أن الولايات المتحدة مجتمع مفتوح ومتنوع، مما يجعله أرضاً خصبة للشباب لإقامة الأعمال الخاصة، وذلك ليقينهم بأنها الفرصة الوحيدة لجني الأموال وتحقيق ثروات ضخمة، ويعد مارك زوكريبج الملياردير الشاب خريج جامعة هارفارد، ومؤسس موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، رمزاً لنجاح تلك التجربة التى بدأت صغيرة وبأقل التكاليف، حينما صمم تطبيقاً يتيح للدارسين بالجامعة مشاركة ملفاتهم وآرائهم من خلاله، كما تتعاون بعض المجموعات الشبابية في إنشاء مشروعات صغيرة مشتركة يسهم كل فرد فيها بمجهوده وفى مجال تخصصه، كالمطاعم الصغيرة وتكوين الفرق الموسيقية والخدمات التي تقدم للشركات والأفراد، وخطط التطوير التي يعرضونها على الحكومة والهيئات، فضلاً عن المشروعات التقنية والاختراعات التي تمثل نواة لمشروعات عملاقة . كذلك إصدار الجرائد والمجلات الصغيرة، وبث القنوات الشبابية، التي لا تتطلب إصدار تراخيص أو موافقات مسبقة، ويمكن أن تبث من غرفة صغيرة لتغطي أحياءً بأكملها، وبعيداً عن تأسيس الشركات والمشروعات وتوفير العمالة ورأس المال، يتجه الكثير من الشباب الأمريكي إلى بورصة سوق المال وول ستريت ليخوضوا تجاربهم المحفوفة بالمخاطر في شراء الأسهم والمضاربة بالبورصة، التي كثيراً ما تؤتي ثمارها وتحقق مكاسب بملايين الدولارات .
اثنى عشر :
الرياضة وجهة للشباب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق