من اكثر الامور المثيرة للاستغراب لدى المهتمين بشؤون الاحزاب السياسية التقدمية واحزاب المعارضة السياسية والديمقراطيون عموما هو تجاهلهم شبه التام للاعلام الجديد .. او ما يسمى بالاعلام الالكتروني او الاعلام الشبكي او الاعلام الاجتماعي .. ورغم انه يفترض ان القوى التقدمية جماعات وافراد احزابا وتنظيمات يفترض انها تلاحق كل جديد وتوظفه في معاركها السياسية لانها هي الاقرب للجديد ..
ولانها هي التي تسعى للتجديد فيفترض ان يكون اهتمامها وعنايتها واستخدامها لكل جديد يسبق كل الاخرين .. ولكن هذا المفترض ليس موجودا ولا له وجود .. حتى الافراد التقدميون يتكاسلوا عن نشر ارائهم في المجموعات والجروبات المفتوحة .. ويقتصر نشاط معظمهم على دائرة الاصدقاء والمعارف والمحبين
.. وتجاهل الاعلام الجديد هو قصر ذيل وضعف ومحدودية في الوعي والادراك .. وليس تعاليا او تعففا او عن دراسة وبحث واستقصاء .. لان الاعلام الجديد (الالكتروني) هو نتيجة لسلسلة مضنية من التراكمات والجهود التي بذلها مغامرون وطموحون وفضوليون عبر سنوات وسنوات حتى امكن في عام 1972 تطوير شبكة الانترنت ودخولها عالم الملكية الجماعية .. ملكية كل البشرية دون استثناء ووفرت هذه الشبكة العملاقة امكانية بث وضخ المعلومات والبيانات والاراء والتواصل عبر رسائل لابريد الالكتروني بين ملايين البشر بغض النظرعن مكان الاقامة او الموطن او اي نوع من التمييز
.. ثم اخذ التطور يزداد ويتسع يوما بعد يوم حتى امكن تطوير تقنية تسمح لها بالعمل في نطاق تجاري .. وبدأ مع هذه الخطوة اتساع هائل في مجال الخدمات المجانية في عالم التواصل المعرفي والسياسي والاجتماعي والفكري والفني والانساني حتى اصبحت شبكة الانترنت اليوم اعظم منجزات البشرية في حقل الاعلام والتواصل ونشر المعرفة .. وتمثل احد اهم ميادين العلوم الانسانية .. ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق