هذا التعبير (عصر الوصلنة) كتبته عنوانا قبل 20 سنة تقريبا في تحقيق صحفي نشر في وكالة الانياء الكويتية حيث كنت اعمل محررا فيها حول معرض لاجهزة الاتصالات وكانت الهواتف النقالة في حينها عبارة عن صندوق او حقيبة كبيرة .. فكان عنوان التحقيق "عصر الوصلنة" وفعلا وكان ما توقعت ..
وها نحن نعيش اليوم في عصر الوصلنة .. فقد اصبح انتشار وسائل الاعلام الجديد (الالكتروني) واستخدامها من قبل اعداد هائلة من الجمهور ثورة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. وانتقلت البشرية من عصر الى عصر .. من عصر التكنولوجيا الى عصر الالكترون .. وباتت الورقة والقلم على وشك الاندثار لتلحق باللوح الطيني وورق البردى واعمدة الحجارة .. وتستريح الى جانب الفاكس والتلفون الارضي ومصباح الزيت وبريموس الكاز
.. نعم عصر جديد يتألق .. اعلام جديد يتالق .. واعلام قديم يتهاوى وصحف ورقية تعلن افلاسها وتوقف اصداراتها الورقية ,,, وأي كان المصطلح الذي يطلق على عصرنا الجديد سواء (العالم الافتراضي) او )لتواصل الرقمي) او (عالم المعرفة) .. او (عصر النانو) .. فكلها في الحقيقة مسميات لذات العصر وهو عصر ديمقراطية المعرفة ان جاز القول او ديمقراطية الاعلام او حرية المعلومة او عصر حرية الراي ,,
وفي المحصلة واي كانت التسمية فهي كلها تسير الى مضمون واحد رئيسي هو سهولة وحرية انتقال المعلومة .. وما من شك ان حرية المعلومة او تحرير المعلومات يعتبر عامل اساسي ورئيسي في تعزيز حرية الرأي من جهة وتعزيز المعرفة من جهة ثانية ,,
وفي كليهما ارتقاء للانسان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ,, وبالتالي مساهمته في تطوير الكون ستكون افضل واسرع واعمق
.. ولعل من اهم سمات عصرنا هذا عصر الوصلنة هي القضاء على احتكار النخب السياسية والمالية والثقافية لوسائل الاعلام والتخلص من قبضتهم وهيمنتهم على حرية الكلمة وحرية المعلومة .. وبالتالي انزالهم من ابراجهم العالية الى حيث يجب ان يكونوا ولعل من اروع ما اسفر عنه عصر الوصلنة انه جعل بمستطاع اي فرد بمفرده ان يكون رجل اعلام فاعل ومؤثر ويمتلك الوسائل التي توصله بالجمهور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق