وسائل الاعلام لا تعكس الواقع من حولنا بل تعكس رؤيتها هي للواقع وفق الكثير من الدراسات هناك ما يشبه الاجماع على أن وسائل الإعلام لاتعكس الواقع المحيط بالمجتمع – كما هو – لكنها تعيد بناؤه بصورة جديدة تختلف عن الواقع الحقيقي، ويترتب على تلك الصورة عدة نتائج، منها
1 - اعتقاد الناس بأهمية تلك الأحداث لمجرد قيام تلك وسائل الاعلام بتغطيتها
2 - تشكيل صور عن الواقع محرفة ومتحيزة في أذهان الجمهور وفق ما تريد الوسيلة الإعلامية إيصاله
3 - أن ما تتجاهله وسائل الإعلام من صور ومعلومات يساهم في بناء صورة مشوهة للواقع في اذهان الجمهور
وبذلك تكون المسالة المركزية تتعلق بمحتوى ومضمون الرسالة التي تقوم وسيلة الاعلام بايصالها أي ماذا : يقال ويكتب ويعرض, ويبث؟
وكيفية وأسلوب صياغة هذا المضمون أي: كيف : يقال .. ويكتب .. ويعرض .. ويبث .. ومتى ؟
ولوسائل الاعلام تأثير قوي في الجمهور ولكن هناك اختلاف في حجمه ونوعه بين الباحثين ولا يوجد اتفاق حول تاثيره المعرفي او العاطفي او السلوكي وذلك للاسباب التالية :
1 - أن (التأثير) لا يلمس ويدرك بشكل فوري وسريع لدى الجمهور
2 - أن محاولة معرفة (الأثر) من خلال سؤال الشخص محل الدراسة عن مدى تأثير وسائل الإعلام عليه لا يعطي نتائج دقيقة
3 - مدة التأثير هل هو بعيد المدى، متوسط المدى، قريب المدى
4 - تنوع طبيعة التأثير ( سلوكي، عاطفي، معرفي ( نماذج للدلالة على عدم عكس الواقع .
طبعا هناك عشرات الاف النماذج وكلما اتجهنا نحو البلدان الاكثر تخلفا تكون النتائج اوضح ولهذا اخترنا نموذجين يعتبران من اكبر وسائل الاعلام في العالم حيادية وموضوعية هما
المجلة القومية للجغرافيا (ناشيونال جيوغرافيك( وشركة والت ديزني –
وفق وجهة نظر خبراء تمثل مجلة ناشيونال جيوغرافيك بالنسبة لكل طفل بدأ مرحلة البلوغ في أمريكا، أحد أوسع عناصر التعليم انتشارا، فإنها تسير وفق أيدولوجية لاتخفى إذ أن العالم الذي تصوره اﻟﻤﺠلة هو العالم الواسع الذي تسيطر فيه حفنة قليلة من الدول الغربية على مصادره الأولية وعلى سكانه، ولا نجد “مقالة واحدة في اﻟﻤﺠلة تتحدث عن التمييز العنصري، أو عن سوء التغذية، أو جماعة الكلوكس كلان، أو الإعدام دون محاكمة، أو حركات الاعتصام، أو انتهاك الحرية الشخصية.
اما شركة والت ديزني وهي إحدى أكبر الشركات في أمريكان ويتابع منتجاتها مئات الملايين في أنحاء العالم. وبرغم أن ديزني قد أعلن منذ البداية أنه يقدم التسلية ولاشيء أكثر من ذلك، لكن برامج التسلية – في حقيقتها - تلمح للجمهور بالطريقة التي يتعين أن يتبعها في تحديد ما هو جدير بالاحترام في المجتمع الامريكي ، والكيفية التي يتصرف بها. فهي شكل من أشكال من التعليم.
وتحفل منتجات ديزني الترفيهية بالكثير من مفاهيم الجشع والعجرفة، فكثير منها تصور رحلة تستهدف البحث عن الذهب. وتتنافس الشخصيات على المال أو على الشهرة. وتقع نصف أحداثها خارج الكوكب الأرضي بينما تقع أحداث النصف الآخر في أراض أجنبية حيث تعيش أقوام تتصف بالبدائية بوجه عام. وهم جميعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق