معظم وسائل الاعلام وفي كل بلدان العالم تدعي الحياد والمصداقية وانها تنقل الحقيقة للجماهير .. فتجد مثلا قناة الجزيرة تنشر باستمرار مقطع اعلاني يقول ان القناة تمثل الراي والراي الاخر .. ,, وهناك قنوات تقول انها منبر من لا منبر له وفي قناة المنار مقطع يصور القناة وهي تكشف الحقيقة وتضع النقاط على الحروف الحروف.
وفي قنوات أخرى مقاطع تصور القناة على أنها عين على الحقيقة أو أنها تنقل الحقيقة والواقع. وصحيفة السفير اللبنانية مثلا شعارها الرئيس صوت من لا صوت لهم .. وشعار مجلة الهدف الفلسطينية .. كل الحقيقة للجماهير ..
وهكذا كل وسيلة اعلامية تدعي انها صوت الحقيقة وناقل الحقيقة وانها حيادية وموضوعية .. وكل هذا كذب وهراء وافتراء فهي تنقل الحدث من وجهة نظرها وبما يتفق مع مصالحها .. مثلي انا تماما ومثل أي شخص ..
فانا انقل ارائي من وجهة نظري وبما يتفق مع مصالحي الشخصية والتي اعتقد انني ربطتها بارادتي بمصالح الوطن والمجتمع فاعتقد انني بما اكتب اخدم الوطن والمجتمع .. واكون كاذبة تماما لو قلت انني محايدة او موضوعية او غير منحازة للرؤية والقضايا التي انتمي اليها وهكذا هي حال وسائل الاعلام ان ما تنشره ليس الحقيقة وانما تأويلها للحدث رؤيتها للحدث وهذا التاويل وهذه الرؤية لا بد وان تكون منسجمة مع مصالحها الخاصة ومصالح من تمثل
.. وبهذا تكون المنافسات بين وسائل الاعلام ليست صراعاً على الحقيقة.. بل هو صراع بين التأويلات والدلالات : بين تأويل هذه القناة وتأويل تلك القناة، وما يترتب على ذلك من استخدام الأساليب اللازمة لإحداث التأثير المطلوب. وبلغة الإعلام يمكننا القول إن الواقع والأصل والحقيقة والأفكار والأحداث المقصودة بالتغطية الإعلامية هي ليست موضوعات معطاة، بل أشياء يتم تشكيلها وإنتاجها وبثّها، بعد دراسة مستفيضة لإمكانيات المتلقي، (نقاط قوته ونقاط ضعفه، نقاط تنبهه ونقاط غفلته), ثم التعامل معها بطريقة تخدم الهدف الذي ُيراد إيجاده في سلوكه، و مشاعره، ثم في أفكاره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق