كيفية الوصول للجماهير هذا هو التحدي الرئيسي .. و للتذكير قلت في "في الفصل الاول تحت عنوان :المباراة السياسية في الدول العربية " ان الصراع السياسي هو صراع بين القوى على السلطة عن طريق اما القوة والعنف (انقلاب ثورة حروب صغيرة وكبيرة محلية وخارجية) او عن طريق العمل السياسي.
والعمل السياسي يستهدف اقناع الجماهير بوجهة النظر ومن ثم الحصول على تأييدها .
ويمثل الاعلام الاداة الرئيسية في الصراع السياسي السلمي .. بل انه الاهم على الاطلاق سواء لتغيير قيم ومفاهيم وتجديد افكار ورؤى او المحافظة على القديم وتثبيته .
. ويوصف الاعلام الذي يستهدف الجماهير بمصطلح (الاعلام الجماهيري) حيث يؤدي الى التواصل مع الجماهير ويعتبر وفق مختلف الدراسات البحثية المتخصصة في مجال الاعلام ان الاتصال الجماهيري من اهم الظواهر البشرية الاجتماعية التي شغلت علماء الاجتماع وعلماء علم النفس الاجتماعي لدوره الاساس في تشكيل وبناء الفكر الاجتماعي ومن ثم العلاقات الاجتماعية ,, وذك من خلال ما يضخه من معارف ومعلومات في عقل المتلقي مما يخلق ثقافة جمعية للمجتمع باسره .. ورغم هذه الاهمية القصوى ورغم انها تكاد تكون بديهية ومعروفة حتى للعامة الا ان القوى السياسية التقدمية في العالم العربي لم تهتم بالاعلام بصفته وسيلة الاتصال والتواصل مع الجمهور .. وهذا يعتبر احد الاسباب الرئيسية لعزلتها الجماهيرية ومحدودية دورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي
.. ومن المعروف طبعا ان الاعلام لا يتم الا من خلال وسيط اعلامي .. والوسائط الاعلامية التقليدية هي التلفزيون والراديو والصحيفة والمجلة والكتاب والنشرة والبيان المطبوع واعلان الحائط واعلان الشارع والندوة والمحاضرة والمنتدى والمؤتمر وشريط التسجيل والرسائل ,, وطبعا المسجد والمدرسة والجامعة، وغيرها من الوسائل
.. بل يمكن القول ان كل ما يمكنه ان يقوم بدور ايصال معلومة من جهة الى اخرى انه وسيط اعلامي ..
وهناك فروقات هائلة بين قوة هذا الوسيط او ذاك فبينما يتصدر التلفزيون الوسائط الاعلامية وكان يسبقه الراديو فان دور الراديو تراجع بشدة مع ظهور الوسائط الاعلامية الجديدة عبر الانترنت ..
فالوسائط او كما يقال الوسائل الاعلامية تتطور هي ايضا كلما تطور العلم والعلوم بل ان علوم الاتصال هي من اسرع العلوم تطورا في وقتنا الحاضر
.. ما ورد اعلاه يعتبر من البديهيات جدا .. ولم اتي بجديد نهائيا كل ما ذكرته هو فقط للتذكير ببعض الامور الاساسية في ميدان الاعلام فلماذا اذن لم يتمكن اليسار والقوى الوطنية عموما الا في حالات نادرة من امتلاك وسائط اعلامية مؤثرة من ناحية وعدم قدرتها على استخدام المتاح بفعالية من ناحية ثانية .
والمسالة الاخرى هل الاعلام مجرد وسائط ام انه ايضا مضمون ولغة وفن عرض وفنون استخدام اللغة وتقديم المعلومة واستثمار كل ما يمكن ان يشكل وسيطا للاتصال بالجمهور ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق