المقال السياسي لايؤثر في الجمهور لثلاثة اسباب رئيسية هي :
اولا : لانها تخلوا من اي منفعة مباشرة للناس .. مئات المقالات الصحفية تكتب يوميا في الصحافة الورقية وفي الصحافة الالكترونية التي في طريقها للتفوق على الصحافة الورقية ومن الطبيعي ان يعتقد ان الملايين يقرأون تلك المقالات وهذا مفيد طبعا لكن الفائدة مؤقتة ومحدودة الزمن جدا وتاثير المقال يشبه الى حد بعيد تاثير الفتاش بيد طفل في سرعة احتراقه وانطفائه ..
وبدون تعميم ولان لكل قاعدة شواذ يمكن القول ان مقالات الكتاب العرب وغير العرب هي نوع من الفتاتيش ينتهي مفعولها بمجرد قراءة السطر الاخير فيها حتى اسم الكاتب ربما لا يتم الانتباه له ..
وسبب هذه الظاهرة الواقعية يرجع الى ان الكاتب (انتبهوا لكل قاعدة شواذ) يكتب لأصدقائه وزملائه ورفاقه الذين يحتك بهم مباشرة وبالتالي ما يكتبه هو نوع من الحوار مع محيطه وليس كتابة للجماهير او للمجتمع ولذا فانه لا شيء يرسخ في ذهن القارئ العادي ولا شيء يرسخ في ذهن القارئ المثقف غالبا.
ولهذا السبب الكتاب لا يساهمون بفعالية في صياغة وجهات نظر المجتمع وممكن لشيخ دين صغير مبتدئ ان يكون تاثيره اضعاف مضاعفة من الكثيرين الذين يصنفوا بمصاف الكتاب الكبار والسبب ان ما يكتبه شيخ الدين فيه اغراءات وتقديم ثمن ومقابل اي يتضمن منفعة الا وهي دخول الجنة وما فيها .. بينما المقالات السياسية من النادر جدا جدا ان تحمل ما يشعر الناس بان في ذلك منفعة لهم وهذا احد الاسباب الرئيسية لعدم تأثير المقال السياسي في الاذهان والنماذج على صحة ما ادعي اكثر من الحصر
ثانيا :
لانها مقالات انطباعية طنية دون ان ننسى (ان لكل قاعدة شواذ) فان مقالات الكتاب العرب السياسية هي مقالات انطباعية ظنية .. اي تستند الى انطباعات الكاتب وما يظنه في عرض وجهة نظره ويفتقد المقال لاي اسانيد حقيفقية واقعية مثبتة واغلب هذه المقالات عادة هي تلك التي تتحدث عن المستقبل فهي اقرب الى المراهنات منها للحقيقة فمثلا هناك من توقع فوز ترامب بالانتخابات الامريكية وهناك من توقع فوز كلينتون فعلى ماذا استند هذا او ذاك سوى على ظنونهم وعلى انطباعاتهم فهي اذن توقعات ظنية انطباعية وبالتالي فهذا يهبط بالكاتب الى الدرك السفلي لان اي انسان كان يمكنه ان بتكهن ويظن ويعتقد وله انطباعات مثال على ذلك يقول احد الكتاب الذي تنبأ بفوز ترامب "الأسباب التي تجعلني أتوقع فوز دونالد ترامب؟ أولاً «ترامب» لم يمنح الناس فرصة التفكير وتكوين أرضية مشتركة مع توجهاته وأطروحاته، والناس إما أن تحب أو تكره دونالد وفي نهاية المطاف سيقارنه حتى من يكره مع مرشحه كونه أثار فيه فضولاً غير مشبع، وهنا يقع في فخ الشك في أنه اتخذ القرار السليم لما هو أفضل لأميركا، ولربما عكس تصويته في آخر لحظة. والأمر الآخر أن «دونالد» رجل أعمال يتقن فن الدعاية والإعلان، ويعرف كيف يسوق لنفسه كسلعة رابحة لها قيمة عالية وليس شخصا مرشحا للرئاسة فقط، والأمر الآخر في العقلية الأميركية التي تعشق شخصية المغامر غير المرشح، والذي يكسر جميع القواعد وينتصر. وشخصية المنتصر هي جزء من ثقافة المجتمع الأميركي" وهكذا هي طبيعة المقالات السياسية التي تتحدث عن المستقبل قائمة على ال (ربما) وعلى الظن والاعتقاد دون اية اسانيد ولهذا لا ترسخ في الذاكرة وليس لها اي تاثير في الجماهير
ثالثا :
الجميع تقريبا ينخدع ومخدوع في الاعلام توجد نظرية قديمة تقول (كثرة التكرار تعلم الحمار) وهذه النظرية تشكل قاعدة اساسية في الاعلام المعاصر كما كانت في الماضي .. ولهذا نجد ان اكثر المصطلحات تكرارا هي التي شكلت ثقافة العوام او العموم او الجمهور .. مثلا عبارة (الفوضى الخلاقة) فرغم انها عبارة فضفاضة ثالتها موظفة حكومية في لحظة زمنية ولا قيمة استراتيجية لها الا ان كثرة تكرارها جهل منها في ثفقافة المثقف العربي والعموم عموما مقولة ربانية الهية لا ياتيها الباطل من امامها او من خلفها وسبب ذلك نكرار ترديدها ,, ومثل اخر عبارة الشرق الاوسط الجديد هي عبارة اطلقها باحث اجتهد فقال هذه العبارة فاصبحت يا سبحان الله دستور المناضلين الجاهز لتفسير كل ما يدور في المنطقة واخذت تغزو مقالات الكتاب العرب ويوسعوها تحيللا وتفسيرا حتى اصبحت احدى ايات الله الواردة في القران الكريم مخالفتها كفر ورفضها الحاد ونفضها يلقي الناقد في نار جهنم خالدا ابدا وهكذا لعبت نظرية التكرار بيعلم الحمار في ترسيخ ثقافة مثالية عدمية لدى المثقفين العرب وكتابهم وحبرائهم ومحللوهم السياسيين ., كل ما في الامر اطلق كذبة وكررها مرارا تصبح حقيقة يستميت البعض في الدفاع عنها هذه حال المثقفين العرب وكتابهم كلهم خدعهم التكرار والجكهور كله مخدوع طبعا لانه مجرد تابع لا حول ولا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق