خلال العقدين الاخيرين ظهرت وسائل الإعلام بكثرة غير مسبوقة في التاريخ من حيث العدد والقدرة والاتساع والتنوع .. وادعى اغلبها انه يضيف اداة جديدة حرة الى قوى النضال من أجل تحويل الأنظمة المنغلقة على نفسها والقمعيّة إلى مجتمعات منفتحة ومنتجة وديمقراطية . وتلعب دورا مؤثرا في نشر المعلومات والوعي والمعارف مما يساهم بتطوير قدرات الفرد ومساهمته الايجابية في الحياة وكان من الصعب جدا في طفرة تسعينات القرن الماضي التنبؤ بمدى صحة ما تدعيه وتعلنه وتوسم به نفسها
. ولكن مع الوقت بدأت تظهر الخيوط السوداء وبدأت تظهر قوى سوداء، قوى ظلامية كانت مختبئة خلف قناع الدين وقناع السلطة حامية الموروث والتقاليد والاعراف القديمة. لقد ظهر، أو عاد إلى الظهور، العنصريون، والإرهابيون، والقبليون الإثنيون، وعصابات الاتحادات المنظمة للمجرمين، وعصابات المخدرات، والسياسيون المتسلطون في عدد كبير من البلدان. ولم نرى الصحافة الحرة ولا القناة الفضائية الحرة ولا الاذاعة الحرة ولا الكتاب الحر ولا القصة او الرواية او المسرحية او الفيلم الحر .. راينا وسائل اعلام تمثل نفس الطبقة المسيطرة والتنافس فيما بينها على من يخدم الطبقة اكثر ..
من يروج الخرافات اكثر من يروج الاساطير اكثر من يخضع ويروض الجماهير اكثر الاف الاف الوسائل الاعلامية ليس بينها من يعبر عن مصالح كافة طبقات المجتمع ويعبر عن كافة المكونات العرقية والدينية والطائفية في المجتمع مما يجعل هذه الوسائل الجديدة اضافة نوعية لادوات القهر والاخضاع ونشر التخلف وليس كما ادعت ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق