أسطورة فلسطين أرض العسل واللبن

جاء في الكتاب الاسرائيلي المقدس "التوراة "وقالوا قد ذهبنا الى الارض التي ارسلنا اليها وحقا انها تفيض لبنا وعسلا وهذا ثمرها" 
ولا توجد ارض في الدنيا بهذه الصفات وقطعا لا ينطبق هذا الوصف على فلسطين 

و هذه عبارة فصيحة بليغة، عُبِّر فيها عن خصب هذه الأرض وطيب تربتها وكثرة ماشيتها بفيضان اللبن والعسل، فإن كثرة اللبن تستلزم كثرة المواشي، وكثرة المواشي تستلزم كثرة المراعي، وكثرة المراعي تستلزم جودة الأرض وخصبها. 

وكذلك العسل، فإنه لو لم توجد في هذه الأرض النباتات والأزهار ما وُجد العسل. وكثرة النباتات والزهور تستلزم خصب هذه الأرض وكثرة مياهها.

وتروج الصهيونية بث هذه الاسطورة الخرافية لتثبيت احتلالها لفلسطين وجذب المهاجرين

وما زالت فلسطين بلد الاساطير التي تقترب في قوتها من الحقيقة المطلقة. ولعل بعضاً من هذه الأساطير بالذات كان سبباً في تعاسة البشر الذين سكنوا هذه البلاد ناهيك عن شعبها الفلسطيني المعاصر.

ومن بين الأساطير القوية الرائجة حتى يومنا هذا أن فلسطين هي الأرض التي تفيض عسلاً ولبناً.
فمن أين جاءت هذه الأسطورة في بلاد شبه صحراوية يتراوح هطول الأمطار فيها حول 500 ملم سنوياً ؟ والزراعة كانت بعلية بحكم غياب الأنهار. واكثر من نصف مساحتها صحراء (النقب) وثلثها جبال جرداء وساحل محدود وضيق جدا

فكيف تكون ارض لبن وعسل؟

وتقول اساطير تاريخية ان المطر كان شحيحاً يأتي ولا يأتي. لذلك طور الكنعانيون ديانة بطلها الإله بعل الذي يخصب الأرض ويأتي بالمطر.


ومن أجل تفسير أن المطر يختفي في بعض السنين طور الكنعانيون أسطورة فحواها أن بعل يموت في كل عام، فتجف الأرض طوال فترة حبسه في بطن موت.

وأحياناً يمكن أن يظل بعل في بطن موت سنوات سبع، وبذلك يكون هناك جفاف يستمر طوال تلك السنين يجب أن يتلوه سبع سنين من المطر الذي يجعل الأرض تفيض عسلاً ولبناً.

الكنعاني لم يذكر أبداً أن بلاده هي بلاد العسل واللبن، ولكن التوراة التي كتبها "الاسرائليون " في فارس التقطت الفكرة على نحو خاطئ، فذكرت أن أرض كنعان هي أرض العسل واللبن.

اليوم يواصل الإعلام الصهيوني بث الأسطورة في العالم لجلب المستوطنين متحدثاً عن بلاد تفيض بالعسل على الرغم من معرفتهم أن هذا غير صحيح، وأن أوروبا وأمريكا التي تتمتع بهطول يصل إلى 2000 ملم سنوياً أخصب من فلسطين كثيراً.

ومما يؤسف له ان الأسطورة راسخة في ذهن الجماهير التي تتبنى روايات التواراة على أنها الحقيقة التاريخية المطلقة. لسوء الحظ تحولت الأساطير الكنعانية أو طبعتها "الإسرائيلية" إلى معتقدات دينية مقدسة تشمل ديانات منطقتنا الأساسية الثلاث: اليهودية، والمسيحية، والإسلام.