اليسار الجديد ادرك ما يدور
الولايات المتحدة والإسلام السياسي
بقلم : ابراهيم رجب
مع توليه منصبه، فهم الرئيس أوباما أن الخلافات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، ومع الإسلاميين خاصة، تتسبب فيها سياسات محددة، وليست قيم الحكم الرشيد التي قد يتفق عليها الجميع. كما أنه من العوامل الرئيسية التي تسببت في حدوث هذه الخلافات، هو التصور عند الإسلاميين الذي ظل رائجًا لفترة من الزمن وعلى نطاق واسع، أن حرب أمريكا على الإرهاب هي حرب على الإسلام.
كما أدركت إدارة أوباما أيضًا أنه في حين أن نسبة ضئيلة جدًا من المسلمين هي التى تشارك في أعمال العنف والإرهاب، فإنه يجب على الولايات المتحدة أن تجد طريقة لإشراك الـ 1.6 مليار مسلم الموجودين في جميع أنحاء العالم، كان هذا ما دفع الرئيس أوباما في وقت مبكر من توليه منصبه، منح المقابلات الإعلامية للمذيعين العرب، وإلقاء خطابه التاريخي في جامعة القاهرة في يونيو 2009.
إلا أنه باستمرار حربين جاريتين في العراق وأفغانستان، واستمرار سقوط ضحايا مدنيين بغارات الطائرات بدون طيار في اليمن وأفغانستان وأماكن أخرى، أصبح المزيد من المسلمين أكثر تشككًا في التزام واشنطن بعلاقة صادقة مع العالم الإسلامي.
ولكن الانتفاضات العربية التي بدأت في عام 2011 والمعروفة أيضًا باسم ثورات الربيع العربي، والتي أدت إلى سقوط الديكتاتوريين العرب، دفعت الولايات المتحدة إلى دعم دعاوى الحرية والإصلاح السياسي والكرامة والديموقراطية، وأعلنت حينها واشنطن أنها ستتعاون مع الأحزاب الإسلامية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين وحزب النهضة، طالما التزما وكل الأحزاب الإسلامية الأخرى بالتغيير السلمي ومبادئ التعددية والانتخابات والديموقراطية.
هذه الحالة الغير متوقعة من الانفتاح المفاجئ؛ عززت من حظوظ الإسلام السياسي العربي بشكل كبير، وأيضًا أثرت الحالة السياسية الشاملة في العالم العربى، إلا أن ذلك التقارب مع الإدارة الأمريكية لم يدم أكثر من سنتين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق