امريكا ليست حرة في طباعة الدولار .. ولا توجد فوضى في طباعة الدولار
هناك قانون اقتصادي اساسي اسمه العرض والطلب ؟
وان قيمة السلعة يحددها حجم المعروض في السوق وحجم الطلب
و كلما زاد المعروض انخفض قيمة السلعة .. وكلما زاد الطلب ارتفعت قيمة السلعة وحتى تحافظ السلعة على سعرها يجب ان يتوفر التوازن بين العرض والطلب .
ولمن يعرف هذا القانون من السهل عليه ان يفهم لماذا الدولار يحافظ على قيمته منذ نصف قرن تقريبا ؟؟ويفترض ان نستنتج من ثبات سعر صرف الدولار ان هناك سياسة مشددة للحفاظ على المعروض .. وان يكون المعروض متوازنا مع الطلب حتى لا ينخفض سعر الدولار او يرتفع لانه في الحالتين خطر ؟؟
وهناك قواعد واسس اقتصادية علمية وقانونية ترفض رفضا حازما تخالف قناعات الكثيرين من اليسار العربي عموما عن حرية وفوضى طبع الدولارات في امريكا .
وللدلالة على عدم حرية الحكومة الامريكية بطباعة الدولارات مديونيتها الضخمة والتي تصل الى حوالي 20 ترليون دولار تقريبا .. فاذا كانت الحكومة الامريكية حرة بطباعة الدولارات كما يعتقد البعض كما تشاء وبأي كمية تريد كما يظن من ليس لهم علاقة بالاقتصاد ,, فلماذا اذا امريكا اكبر دولة مدينة في العالم ؟
لماذا تعرض سندات للبيع بمليار الدولارات .. وبيع السندات يعني الاستدانة
فلتطبع دولارات وتسدد ديونها وتخلص من ازمة الديون طالما هي حرة بالطباعة كما يظن من لم يتعبوا انفسهم حتى بالاسئلة المنطقية للامور ..
ثم الا يعرف اصحاب ادعاء حرية الحكومة الامريكية بطبع الدولارات ان اجهزة الحكومة توقفت عن العمل مرات ومرات بسبب عدم توفر اموال لدفع رواتب الموظفين ,, وعدم وجود اموال لتسديد التزامات المؤسسات الحكومية ..
فلماذا لا تطبع الحكومة دولارات اذن لتوفير ما تحتاجه مؤسساتها بدلا من اغلاقها ؟؟..
لا فوضى ولا حرية في طباعة الدولار ..
من الواضح ان بعض المثقفين المتياسرين ضللوا الناس وروجوا اكذوبة حرية طباعة الدولار في الولايات المتحدة دون توفر غطاء يعادل قيمة ما يطبع بعد ان تخلت عن الذهب كغطاء للدولار كما هو معمول به في دول العالم .
ولهذا يتوجب التوضيح ويتوجب العلم ان البنك الفيدرالي الامريكي (البنك المركزي) يحتفظ كغيره من البنوك المركزية في العالم ليس فقط بسبائك الذهب بل أيضاَ بعملات أجنبية و سندات ( ديون ) وغيرها من الأمور التي تشكل غطاءا لأي إصدار جديد للدولار .
ومن المعروف ان الدول لا تلتزم فقط بهذه الغطاءات بل تتعداه بنسب متفاوتة ..
ويبقى هناك عامل مهم جدا يحفظ للعملة قيمتها القانونية وهو هيبة الدولة و قوتها الاقتصادية والسياسية .
ومن الثوابت الاقتصادة انه عندما تكون ميزانية الدولة بحالة عجز ( أي مصاريفها أكثر من إيراداتها ) وحتى تغطي العجز بطريقة سهلة عن طريق ما يعرف بالتمويل بالعجز أي طباعة أموال بقيمة العجز وضخها في الاقتصاد الوطني ,, كما فعلت سوريا والعراق وتركيا وايران ودول اخرى فقيرة كثيرة فان ذلك يؤدي الى انهيار العملة كما حدث للدينار العراقي والليرة السورية والتومان الايراني والليرة التركية
لهذا فالولايات المتحدة لا تطبع دولارات على كيفها ولا تطبع دولارات لتغطية عجزها الضخم ..
ولو كانت تفعل ذلك كما يعتقد البعض لأصبح الدولار سعره مثل سعر الليرة السورية والدينار العراقي والليرة التركية والتومان الايراني ,,,والروبية الهندية .
ماذا يعني التضخم ولماذا يحدث ..؟
ولا يمكن لدولة اقتصادها من اقوى اقتصادات العالم ان لم يكن الاقوى ان تترك التضخم ينفلت من عقاله ,,
وكما هو معروف اقتصاديا فان التضخم يحدث عند ارتفاع عرض النقود في السوق أي زيادة كمية المتاح منها بالتالي يصبح في يد الناس المزيد من الأموال كورق لكن بنفس القيمة السابقة. وبالتالي يطلب البائعون المزيد من النقود كورق لكن بنفس القيمة السابقة لقاء نفس بيع نفس السلعة
فارتفاع معدل التضخم في بلد يعني انه أصبحت الـ 1000 من العملة قيمتها الفعلية 800.
هذا يعني أن السلعة التي كنت تشتريها بـ 800 أصبحت تشتريها بـ 1000. لو كانت معدلات التضخم جنونية فإنك تجد نفسك تدفع مبالغ طائلة نظرياً وذلك ليس بسبب غلاء السلعة انما بسبب انخفاض قيمة عملتك.
فمثلا :
مثلاً كنت تشتري كيلو السكر ب 5 جنيهات أصبحت الآن تشتريه بـ 12 جنيها .. هذا يعني أن العملة الورقية بقيمة 12 جنيها قيمتها الحقيقية الشرائية هي 5 جنيهات .. والسبب هو التضخم
اعتقد ان السوريين والعراقيين والاتراك والايرانيين والهنود وغيرهم يعرفون بدقة هذا الامر
ولأن التضخم وحش كاسر ومدمر لاقتصاديات الدول اذا خرج عن السيطرة (وقلنا ان التضخم هو زيادة المعروض النقدي وانخفاض قيمة العملة مما يؤدي الى ارتفاع الاسعار) ,, فان الولايات المتحدة الامريكية لديها قوانين صارمة جدا جدا للسيطرة على المعروض النقدي لحماية اقتصادها الوطني ... وللسيطرة على معدلات التضخم .
وملتزمة بشدة وحزم بالكمية الواجب طباعتها من الدولار بحيث تحافظ على قيمته أو قوتة الشرائية أو وسعر صرفه ولا تطبع أكثر ولا أقل منه
هل يفي ما تقدم لتوضيح الحقيقة ونفي الاعتقاد الشائع حول طباعة الدولارات في الولايات المتحدة ؟؟
ابراهيم رجب ,,,,
26 اغسطس 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق