اصبح من المتفق عليه ان مصطلح "الإعلام الجديد" يطلق على تكنولوجيات الإتصال الجديدة وثورة المعلومات التي ظهرت في الجزء الأخير من القرن العشرين. وعندما اسسنا مجموعة الاعلام قبل 5 سنوات اطلقنا عليها اسم "الاعلام الجديد" لتكون فعلا اعلاما جديدا متناسبا ومتناسقا مع تكنولوجيا الاتصالات الجديدة
.. ومن المعروف ان وسائل الإعلام الجديد اصبحت شائعة جدا في المجتمعات كافة ومعها انبثق عصر جديد أطلق عليه البعض اسم : العالم الإفتراضي، والبعض سماه الإتصال الرقمي ... وقد اسميته من وقت مبكر (عصر الوصلنة ( نعم انه عصر الوصلنة لما يتضمنه وما وفره من فرصة هائلة للتواصل بين البشر على جميع الاصعدة ولتلبية جميع الاحتياجات تقريبا ذات الصلة بالعلاقات بين البشر .
ومعه اصبح الإعلام الجديد يلعب يقوم بالدور المركزي في التواصل بين البشر واندثرت اشكال وانماط تقليدية كثيرة والباقي في طريقه الى الاندثار.
انتهاء الاحتكار
ومن اهم واعظم نتائج الابداعات في عصر الوصلنة مع الاعلام الجديد ان الاعلام بكل انواعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني لم يعد حكرا على النخب السياسية والثقافية ولم تعد الطبقة السياسية والثقافية تحتكر وسائط الإعلام
فمنذ أواخر عام (2005) حين دخلت شبكة الإنترنت مرحلة جديدة من التطور اتاحت المساواة بين كل البشر وأمكن لكل من يرغب أن يكون بمثابة مراسل صحفي للمادة الإعلامية ومستقبل لها في آن واحد.
و بفضل تطور شبكة الانترنت دخل الاعلام الجديد مجالات لم يكن ممكنا دخولها قبل ذلك حيث اصبح ممكنا لكل من يرغب ان تكون له صحيفته ومحطته الاذاعية وقناته التلفزيونية ومكتبته الضخمة وارشيفه الضخم المكتوب والمصور والاشرطة والافلام وكل ذلك مجانا وللجميع,
فالإنترنت لم يسهل فقط عملية الوصول إلى المعلومات والأخبار والبيانات؛ بل أتاح الفرصة للمستخدم لإنتاج المضامين والرسائل والبيانات من خلال أشكال تعبيرية مختلفة، كمنتديات الحوار والصفحات الشخصية، وغرف الدردشة، والمدونات، والحسابات الخاصة في مواقع التواصل الإجتماعي، وغير ذلك من أشكال إنتاج المضامين الأخرى، وطرق التعبير والمشاركات المختلفة
وبهذا فقد ظهر جيل جديد لم يعد يتفاعل مع الإعلام التقليدي بقدر ما يتفاعل مع الإعلام الإلكتروني يسمى بالجيل الشبكي أو جيل الإنترنت، وأصبحت هناك شبكات تواصل اجتماعي مثل تويتر، والفيسبوك كوسيلة للتواصل بين الناس حيث جعلت هذه المواقع من الفرد مؤسسة إعلامية ينشر مواده الإعلامية على صفحاتها بكل يسر وسهولة أينما كان . فهل سيظل العالم القديم محافظا على بقائه في ظل هذه الثورة الشاملة ؟ لا اعتقد ذلك .. ان العالم القديم يقاوم بكل ضراوة للحفاظ على بقائه .. ولكنه سوف يفشل وينهزم ,, وسوف ينتصر الاعلام الجديد كما انتصر كل جديد على مدار التاريخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق