شمولية الاعلام كلمة الاعلام كما هو معروف واشرنا سابقا وبالتفصيل مستمدة من كلمة علم أي عرف مثلها مثل كلمة علم او تعليم .. فالاعلام هو سلوك يمارسه البشر وكثير من الحيوانات والطيور . لارسال رسالة الى الاخر او الى الاخرين .. ولا توجد اية قيود اطلاقا على محتوى الرسالة او الرسائل .. وبدأ الاعلام عبر استخدام الحركة والاشارة وتطور فدخل الرسم والتشكيل ومع ارتقاء الانسان تطور الاعلام ليصبح من خلال الكلام والسمع والنظر
.. ويستخدم الاعلام جميع السبل (الحركة والاشارة والرسم والصورة والكلام ) هذا على صعيد السبل ..( اما على صعيد الرسالة الاعلامية فهي متنوعة جدا وشاملة ولا حدود لها
.. بدءا من بعض الحركات عند القطة او الكلب او الطير للحصول على العطف من الانسان ومرورا بكل تعابر الخوف او الدهشة او الاستغراب او التحفز او التردد .. وكل ذلك تظهر عبر الحركة او اشارات عند الاطفال او الحيوانات حيث يشترك الطفل والحيوان بعدم القدرة على النطق ..
اما الرسالة الاعلامية الراقية فيستخدم الانسان في توصيلها كل السبل والوسائل (التي تعرضنا لها في مقال سابق) والهدف من كل ذلك هو توصيل الرسالة الى اوسع مدى ممكن واكبر عدد ممكن من الناس
ما سبق يشكل مدخلا مهما لفهم دور الاعلام الاساسي .. الذي كما سبق وذكرنا ان كل طرف مهما كانت صفتها) تمارس دورا اعلاميا للترويج لرؤاها ومواقفها ومكالبها وبالمحصلة عن مصالحها .. ولهذا فان مضمون الرسالة الاعلامية لا حدود له .. فهو مفتوح ومتشعب ومتعدد وشامل ومتنوع ولا يمكن لاحد ان يحدد مضمون واحد او عشرة مضامين او حتى 100 مضمون ويعتبرها هل المضامين الصحيحة للخطاب الاعلامي وغيرها خطأ وكما قلنا ان كل جه تستخدم المضامين التي تعبر عن مصلحتها .. والمصالح متفرعة جدا وفيها مئات التفاصيل ..
ولذا فالاعلام يتضمن رسائل ذات مضامين تعبر عن تلك التفرعات
.. ولهذا فان الصراع الاعلامي هو صراع بين مضامين الرسائل الاعلامية ..
فهذه ذات مضامين دينية لا يقبلها المؤمنين بالمضامين العلمانية او الليبرالية .. وهذه رسائل ذات مضامين علمانية ليبرالية .. لا يقبلها اصحاب الرسائل ذات المضامين الشيوعية (واليسار العقائدي) ولا تقبلها القوى والجماعات الدينية ..
ولهذا فان اصدار حكم يتضمن توصيف نشاط اعلامي .. انما يعبر عن انتماء صاحب هذا الحكم الى مفهومه الخاص لمضمون الرسالة الاعلامية ..
فاذا كان شيوعيا فانه سيعتبر كل الرسائل الاعلامية رجعية ومضللة ومزورة وقد يذهب بعيدا فيعتبر مرسليها خونة وعملاء ومأجورين ..
وهكذا المسلم الاصولي وحتى الكثير من المسلمين العوام يعتبروا الرسالة الاعلامية غير (الدينية ) مجرد مؤامرة على الاسلام والمسلمين .
وايضا الليبراليين والعلمانيين يعتبروا رسائل المتدينين واليسار العقائدي انها رسائل رجعية تقوم على العصبية وعلى رفض الاخر وتكفيره وتخوينه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق