بداية لا احد يجادل في ان الاعلام الجديد يختلف اختلافا عميقا عن الاعلام التقليدي ومن اهم الفوارق الجوهرية بينهما هو ان اعلام التقليدي هو اعلام نخبوي .. اعلام للنخبة .. لا يتحدث فيه الا من يصنفوا ضمن النخبة (بغض النظر عن دقة التصنيف) .. وهو اعلام الطبقات الغنية او السلطوية بسبب تكلفته المادية الكبيرة جدا وتكلفته التشغيلية العالية جدا .. بالاضافة الى خضوعه للرقابة السلطوية واشكال اخرى من الرقابات والقيود ..
بينما الإعلام الجديد هو اعلام شعبي يتميز بحرية التعبير وقلة التكلفة المادية مقارنةً بوسائل الإعلام التقليدية، وسهولة المعايير التي تزيد أرقام متابعي المواد الإعلامية التي تُعرَض عبر وسائل الإعلام الجديد، وتنوع هائل في المواد التي تنشر عبر الاعلام الجديد بهدف توعية الجماهير ، ومدى قدرة هذه المواد الإعلامية على متابعة القضايا التي تهم المواطن دون تمييز
ويتميز الاعلام الجديد ليس فقط في قلة التكلفة والحرية والحد من اشكال الرقابات بل ايضا في الاقبال الهائل من افراد المجتمع على الاعلام الجديد والانتشار السريع والتواصل مع الملايين من مستخدمي الإنترنت الذي جعل ما يحصل عليه الانسان في يوم واحد عبر الاعلام الجديد يعادل ما يحصل عليه خلال سنة كاملة من الاعلام التقليدي.
ويرى خبراء الاعلام ان من اهم وابرز مميزات الاعلام الجديد هو سقف حرية التعبير في الاعلام الجديد فمثلا استخدام "يوتيوب" ليس فقط مجاني وليس فقط ان سقف الحرية غير محدود وما يتميز به من مؤثرات تريح المتلقي .. بل ايضا الانتشار السريع والواسع في اوساط الجمهور اضافة الى انه لا يحتاج الى خبرات رفيعة المستوى .. فاي شخص خلال ساعتين يمكنه ان يتقن انتاح برامج على اليوتيوب يرجع في الأصل إلى قلة التكلفة،
ويتفق خبراء الاعلام على أن وسائل الإعلام الجديد "تويتر وفيس بوك" وجوجل بلس ويوتيوب ولينكد وواتس اب وغيرها من الوسائل الشهيرة التي تصل الى نحو 25 وسيلة وغيرها من الأنواع الأخرى، سهلت الطريق كثيرًا لمتابعة نبض الشارع ومعرفة ما يشغل تفكيره وعرضها بسرعة عكس العمل في وسائل الإعلام التقليدية الأخرى التي تستغرق وقتًا طويلاً قبل العرض. وتحتاج خبرات وامكانات وماكينات والات وغيرها ..
وفي هذا السياق ايضا يجمع الخبراء على أن الطرح الإعلامي في الصحافة الإلكترونية صار أكثر تفوقًا من نظيرتها في الصحافة والإعلام التقليدي، حيث أن عملية تحديد سقف الحرية عملية نوعية تخضع لمعايير معينة تتعلق بطبيعة ونوعية المادة التي تُطرَح عبر وسائل الإعلام الجديدة أو عبر وسائل الإعلام التقليدية التي غالبًا ما تخضع لمعايير وتحكمات الشركات المعلنة، كما أن الصحف التقليدية يسيطر عليها النخبة.
أما الصحافة الإلكترونية فيسيطر عليها صغار السن أو على الأقل القريبون من سن الشباب مقارنةً بمن يتولون الإشراف على الصحافة التقليدية. ويقول بعض الخبراء أنه لا تصح المقارنة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، باعتبار أن الإعلام الجديد له روح جديدة وأدوات وآليات جديدة، تختلف كلية عن الإعلام التقليدي، فالإعلام التقليدي إعلام نخبوي. أما الإعلام الجديد فهو إعلام شعبي المشاركات فيه مردودها عال جدًّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق