غني عن القول ان الاعلام الجديد يحظى بحصة الاسد في ميدان التطور التقني والصناعي والابداعات والاختراعات مما جعل من امكانية الحصول على كمية هائلة من المعلومات مسالة يسيرة وميسرة .
ولكن ايضا هناك مسألة هامة وهي كيفية الحصول على المعلومات وقت حدوثها ؟
لان التاخير هو من سمات الصحافة الورقية (والتي كما يبدو في طريقها الى الزوال) وايضا البيروقراطية والتقنيات القديمة وما يستغرقه اعداد المادة الخبرية في القنوات الفضائية تجعل المعلومة لا تصل في وقتها .. اضافة الى بطء الوسائل المستخدمة في الحصول على المعلومة عبر الانترنت (اجهزة الكمبيوتر بانواعها والهواتف النقالة .
في هذا السياق وفي نقلة سوف تشكل قفزة كبرى في عالم الاعلام كشفت جوجل عن مشروع لتسريع النفاذ إلى الأخبار
. وقالت جوجل التي تعاونت مع حوالي 10 وسائل إعلام دولية عن مشروع "صفحات محمولة مسرعة" (ايه ام بي)، متعهدة بنفاذ سريع جدا إلى المعلومات والأخبار بواسطة الأجهزة المحمولة.
ويسمح هذا النظام الجديد بوضع حد لمهل انتظار التحميل والاضطرار إلى وقف قراءة المقالات، ريثما تنشر الإعلانات. وهو يقوم على برمجية مفتوحة المصدر لتيسير النفاذ وتكييفه مع المعلومات المقدمة على الأجهزة المحمولة عندما لا تستخدم تطبيقات وسائل الإعلام. ويسمح بالاطلاع على سلسلة من المقالات في أسفل الشاشة عند البحث عن أخبار
. وقال ريتشارد جينغراس أحد المسؤولين في "غوغل نيوز" خلال عرض النظام في أحد مقاهي نيويورك "نحن جد معجبين بالأجهزة المحمولة، لكنها ليست مرضية بالكامل، مع صفحات تحمل ببطء وبوتيرة متقطعة". وأكد لوكالة فرانس برس أن ترتيب المقالات المقترحة لا يستند بتاتا إلى "علاقات العمل" التي تربط "غوغل" بوسائل الإعلام الشريكة.
وصرح ماريو كالابريزي رئيس تحرير صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية المشاركة في هذا المشروع، أنه بات ينبغي لوسائل الإعلام التقليدية توسيع حدود محتوياتها على الانترنت لتتخطى مواقعها الإلكترونية بغية استهداف المستخدمين. وتم الإعلان عن هذا المشروع في فترة قدمت فيها "فيسبوك" برمجية "إنستانت آرتيكلز" التي من المفترض أن تزيد سرعة النفاذ إلى أخبار شركائها 10 مرات
وفي منتصف سبتمبر الماضي 2017، كشفت "آبل" عن تطبيق "نيوز" للأخبار المدمج بنظام تشغيلها الجديد "آي أو إس 9". ويضم مشروع "أيه أم بي" كلا من "ليزيكو" و"وول ستريت جورنال" و"فاينانشل تايمز" و"فرانكفورتر ألغمانيه تسايتونغ"، فضلا عن "تويتر"
وهكذا يجري السباق في الارتقاء وتطوير وسائل الاعلام ..
وهكذا اصبح العالم مكشوفا وعاريا امام من يرغب بمشاهدة العالم كيف يتحرك .. فهل هذا الاعلام الذي يلعب الدور المركزي في النشاط السياسي توافقا كان ام صراعا هدما ام بناء هل هذا الاعلام يستحق ان يكون له اهتمام في اوساط اليسار العربي والمناضلين العرب ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق