هناك داعية سياسي وداعية تجاري وداعية ديني .. وداعية رياضي .. وداعية سياحي .. وهكذ .. فانواع الدعاة عديدة .. ومهمة الداعية هي الترويج لمعتقده وما يؤمن به او لما يحقق مصلحته ويستفيد منها .. ولهذا .. الداعية أي (رجل الدعاية) هو غير موضوعي اطلاقا ولا يمكن ان يكون موضوعي فهو منحاز عن وعي وادراك وهدفه الاسمى جعل الناس تنحاز الى ما هو منحاز اليه ولهذا فقد يكون الداعية كذاب ومبالغ ومزور ومضلل ومخادع وكل الصفات الخبيثة وفق تعريف البعض ووفق الصفات الابداعية كما يراها اخرون بغض النظر عن موضوع دعايتهم.
ولهذا يعتبر الدعاة لهم تاثيرا كبيرا على العامة الذين يستجيبوا بسرعة للدعايات .. لانهم يفتقروا لادوات وملكات العقل التي تستخدم للتمييز بين الحقيقة والخيال ولهذا تغلب عليهم العاطفة .. وهذا ما يستخدمه اغلب الدعاة ..
ولا تسأل الداعية عن الاخلاق .. وقلنا الدعاية لا تعرف الموضوعية .. وايضا الدعاية لا تعرف الاخلاق ..
فمهمة الداعية هي اقناع الجمهور بفكرته و عقدته او بسلعته او بجمعيته او بحزبه او بحكومته او بمؤسسته اوشركته, وهو لا يتوانى في سبيل تحقيق ذلك من القيام بالكثير من الممارسات والاقوال والافعال التي تتعارض مع الاخلاق وفي مقدمتها الكذب والمبالغة سواء في المدح او في الذم .. ومن اخطر وأسوأ السلوكيات والممارسات التي تتعارض مع الاخلاق هو التعميم والعموميات والكلام المرسل القابل للعديد من التفسيرات .
والسلوك الاخر الذي لا يقل عن الاول مخالفة الاخلاق هو الوعود .. الوعود المطلقة التي لا يمكن التأكد من أي امكانية لتحققها وعود مطلقة كلها لها علاقة بالمستقبل دون تحديد مدى زمني محدد او متى سيحل ذاك الزمان السلوك الثالث الذي يمارسه الداعية (رجل الدعاية) ذاك لمتعلق بالتبرير ..
فهو يستخدم البلاغة اللغوية والتلاعب بالمفردات والالفاظ لإضفاء الغموض ليسهل عليهم تبرير عدم تحقق الوعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق