الاعلام هو السلاح الاول في الهجوم او الدفاع يمكن التنظير في الاعلام شرقا وغربا فهو يحتمل الدخول اليه من الف باب وباب واكثر ما هو شائع وجهة نظر تقول ان الاعلام يجب ان يكون موضوعيا وغير منحاز ومستقلا ..
ويتبع ذلك فورا نقدا لاذعا للاعلام واتهامات وسخرية وازدراء بالاعلاميين وقد ناقشنا هذه الرؤية وبينا خطأ اصحاب وجهة النظر القائلة بالاعلام الموضوعي ,, لان هذه الرؤية تتجاهل كون الاعلام سلاح هو الاول في الدفاع وفي الهجوم ولا يمكن بالطبع ان يكون السلاح محايدا في معركة.
واظن انني انشر اجزاءا مختارة من دراسة شاملة في "اسس النهج الاعلامي المؤثر" بهدف دفع القوى السياسية التقدمية لامتلاك سلاح الاعلام والذي لا يمكن تحقيق اي نصر سياسي دون امتلاك سلاح اعلامي حديث ومعاصر وفعال ومؤثر والسؤال الملح في هنا هو لماذا اعلام القوى التقدمية ضعيف ؟؟
و للاجابة على السؤال علينا ان نعيد التذكير بمكونات الاعلام .. أي مما يتكون الاعلام.؟
وبدون ي تعقيدات .. الاعلام يتكون من البشر .. ومن الوسيلة .. وحتى بدون وسيلة لا ينتفي الاعلام .. لان الاعلام هو عبارة عن توصيل معلومة او راي لطرف اخر او اطراف .. ولذا فان كل البشر على الاطلاق يمارسون الاعلام كل في مجاله الخاص,
وتستمد المعلومة قوتها وزخمها من عنصرين اساسيين هما :
الاول :
الطريقة والاسلوب والكيفية التي تصاغ فيها المعلومة
و الثاني:
الوسيلة المستخدمة في توصيلها ( الجهاز او الاجهزة(
العنصران يعتمدان على الانسان .. لكن الاول يعتمد على ما يشبه العبقرية والثاني يعتمد على ما يوصف بالميكانيكية ..
فاي شخص يشاهد برنامج يتألق فيه المذيع او المذيعة .. فيظن انه عبقري وعبقرية .. لكن الحقيقة تقول غير ذلك تقول ان من اعد المادة (من صنع المعلومة) هو المبدع وليس الوسيلة المذيع ومعه الماكينة
. وهذا يقول بوضوح ان رجل الاعلام (لصحافي المعد المحرر) هو اساس العمل الاعلامي وهو الذي يحدد فاعلية الاعلام وتاثيره في الجماهير والدليل انه في الواقع معظم المؤسسات الاعلامية التلفزيونية تمتلك نفس الوسيلة (الاجهزة) لكن هناك تفاوت هائل بينها سببه هو فعالية وكفاءة البشر العاملين في تلك المؤسسات.
اذن السؤل الاول المفترض ان يطرحه على نفسه كل حزب تقدمي (على اعتبار انه يهدف ويسعى للوصول الى الجماهير) هل يمتلك كادرا اعلاميا كفؤا وذو فاعلية وقدرة على صياغة المادة الاعلامية لتكون مؤثرة في المتلقي (الجمهور.
بعد ذلك تأت اهمية العنصر الثاني وهو الوسيلة (الاجهزة ( هنا تظهر قضية حاسمة واساسية وهي التمويل .. سواء لشراء الوسيلة و للانفاق على الجهد الاعلامي ودفع رواتب العاملين والالتزامات الاخرى من اجور وتكلفة سلع وتجهيزات وخلافها .. اذن يكون الترتيب .. كفاءة بشرية + تمويل +وسيلة
.. واذ افتقد اي عنصر من العناصر الثلاث كانت النتائج ضعيفة وغير مؤثرة وكان حضور الحزب التقدمي محدودا وهامشي في اوساط الجماهير
مما تقدم اعلاه واضح تماما انه ليس اختراعا ولا ابداعا ولا عبقرية فهو معلوم ومعروف للجميع كما يفترض .. لكن ما الذي فرض ودفعنا لكتابة ما هو معروف للجميع كما يفترض ؟؟
الذي دفعنا هو شعورنا بان الاحزاب التقدمية لا تعرف هذا المعروف وهذا الوضح للجميع كما يفترض ..
والا كيف لاحزاب عمر معظمها اكثر من نصف قرن من الزمان ولا تمتلك جهازا اعلاميا كفؤا ..
وبسبب عدم امتلاك سلاح الاعلام فهي تقبع على الهامش ودورها غير مؤثر وعلاقتها بالجماهير محدودة جدا جدا
.. طيب هل تبحث الاحزاب عن حل لهذه لمشكلة ..؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق