هل وقف الحملات الاعلامية هو هدف الحوار الفلسطيني بقلم:ابراهيم رجب

. . ليست هناك تعليقات:





هل وقف الحملات الاعلامية هو هدف الحوار الفلسطيني

بقلم:ابراهيم رجب

تاريخ النشر : 2008-06-10

في حوار على قناة الجزيرة يوم الاحد الماضي قال ضيف برنامج الشريعة والحياة، ان شاعرا من قريش اسمه ابو عزة الجحمي كان يهجوا رسول الله (صلعم)، فتم اسره في معركة بدر، فأمر رسول الله بقطع رأسه، لكن ابو عزة استعطف الرسول الكريم قائلا انه فقير وان اسرته ستتعرض للهلاك اذا قتل، فعفى عنه رسول الله بشرط الا يعود فيهجوه.
لكن ابو عنزة ما ان عاد الى مكة حتى رجع ينظم قصائد يهجو فيها الرسول.
وفي معركة احد أسر ابو عزة مرة ثانية فامر الرسول بقطع رأسه ، فرجاه الا يفعل متعللا باسرته وانها ستهلك بعده، فقال له الرسول بما معناه "اعطيناك فرصة ولم تلتزم بالعهد" وامر بقطع راسه وتم ذلك وانتهى الامر.

واذا عرفنا ان الشعر في ذلك الزمن كان يمثل الاعلام ففي مضمون القصة ما يشير الى ان الرسول قطع راس رجل كان يشن حملة اعلامية عليه.
والاعلام على مر العصور كان يشكل سلاحا مؤثرا في الحروب والخلافات ، وما زال يلعب دورا مركزيا في كافة ميادين الحياة، باعتباره وسيلة مؤثرة في نشر الافكار وحشد الانصار وتسفيه الاعداء.

لذلك لا نستغرب لماذا كانت المسالة الرئيسية في المؤتمر الصحفي للرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك هي مسالة الاعلام مطالبا حماس بوقف حملاتها الاعلامية مؤكدا ان حماس هي التي تبدأ دائما بالحملات الاعلامية قائلا لا نريد تقاذف المسبات (الشتائم).

وايضا لا نستغرب كيف ان الاعلام كان موضوعا رئيسيا في خطاب اسماعيل هنية الذي اعلن فيه الترحيب بدعوة الرئيس عباس للحوار، معلنا عن اتخاذ قرار بوقف الحملة الاعلامية على السلطة على الفور.
ويبدو ان الرئيس عباس ضاق ذرعا بالحملات الاعلامية الحماسية التي تشنها عبر مساجد غزة وجلسات الذكر الدينية وعبر قناتها الفضائية ، وتصريحات قادتها التي لا تكاد تخلو فضائية عربية من احد وجوهها يوميا.

ولكننا نحمد الله ونشكره انه في وقتنا الراهن وان كان لا يزال هناك من يقطع رؤوس الاعلاميين (سمير قصير احدهم)، لكن بصورة عامة لم تعد الامكانيات متاحه على الغارب لقطع الرؤوس بفضل المؤسسات المدنية وغير المدنية في اوروبا وامريكا وبعض المؤسسات العربية.
والخيار الوحيد المتاح هو التفاهم والاتفاق والتوافق، كما حصل في مؤتمر الدوحة حيث كانت مسالة وقف الحملات الاعلامية بين المعارضة والموالاة بندا رئيسيا على جدول الاعلام وتضمنه اتفاق الدوحة كاحد البنود الرئيسية.

فهل الهدف الرئيسي لمبادرة الحوار التي اطلقها الرئيس عباس هو وقف حملة الشتائم والسباب والاتهامات المتبادلة فقط لا غير؟؟ او بمعنى اخر هل امكانية تحقيق هدنة بين الطرفين لا يمكن ان تخرج عن النطاق الاعلامي ؟.

اذا ما دققنا في الاسباب الحقيقية للخلاف بين السلطتين (سلطة غزة وسلطة رام الله) نجد انها خلافات على البرنامج السياسي والرؤية السياسية بين الطرفين.

فالاولى ترى بالمقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لاسترجاع الحقوق الفلسطينية.
فيما يرى الطرف الثاني ب (الصواريخ العبثية) مدمرا لمشروع الدولة الفلسطينية.

الطرف الاول يرى بالمحادثات السلمية استسلاما للعدو.
الطرف الثاني يرى ان الكفاح المسلح مراهقة وصبيانية.

الطرف الاول يرى ان الولايات المتحدة عدوا يعمل لمصلحة اسرائيل.
الطرف الثاني يرى بالولايات المتحدة صديقا وهو قوة كبرى يستطيع الضغط على اسرائيل.

الطرف الاول يرى ان الاسلام هو الحل.
الطرف الثاني يرى البراغماتية والنظام العلماني (بمفهومه) هو الحل.

الطرف الاول يرى انه يمثل الله على الارض وعليه ان يطبق شريعة الله.
الطرف الثاني يرى ان القوانين الوضعية هي التي تنظم حياة المجتمع.

الطرف الاول يرى ان الانتخابات الاخيرة منحته الشرعية لتمثيل الشعب الفلسطيني.
الطرف الثاني يعتبر نفسه هو القائد التاريخي للشعب الفلسطيني فهو مطلق الرصاصة الاولى , ومفجر الانتفاضة الاولى ، وصانع الانتفاضة الثانية، وصانع التاريخ الكفاحي للشعب الفلسطيني في ال 40 سنة الماضية.

الطرف الاول يرى حلفاؤه (دولة الممانعة العربية – سوريا وحليفتها ايران).
الطرف الثاني يرى دول الاعتدال العربي حلفاؤه الاستراتيجيين

وهناك مسائل اخرى اقل اهمية عديدة جدا تتعلق بتوزيع غنائم السلطة ومنافعها والمراكز القيادية فيها والسيطرة على مخازن المال واوجه انفاقها، واجهزة الامن وتوزيع القوى الامنية والصلاحيات الامنية وكيفية دمج القوة التنفيذية التي يزيد عددها على 20 الف رجل كما تشير بعض الاحصائيات بالاجهزة الامنية، وقدرة حماس على تجنيد الالاف من انصارها المدربين على السلاح، وغيرها من القضايا التي تشكل نقاط خلاف هامة بين الطرفين.

امام هذه القضايا الكرى هل هناك أي امكانية لتحقيق انسجام ووئام وتفاهمات واتفاقات و(سلام ) بين الطرفين؟؟

كم اتمنى ويتمنى معي الشعب الفلسطيني باسره ان يتحقق شيئا ولو جزئيا من الاتفاق ، لكن وللاسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
فالقضايا الخلافية كبرى وعميقة والتنازل من اي طرف عن اي منها يعني قبوله بالتخلي عن برنامجه الكفاحي، فهل حماس مستعدة للتخلي عن برنامج الكفاح المسلح؟، ام انها تبحث عن تهدئة لالتقاط الانفاس؟.

وهل فتح مستعدة ان تتخلى عن برنامجها السلمي؟ ام انها امام مرحلة من الجمود التي قد تمتد لستة اشهر بشان المحادثات مع اسرائيل بخصوص الدولة؟. (الانتخابات الامريكية واحتمال سقوط الحكومة الحالية في اسرائيل واجراء انتخابات جديدة).

لو نظرنا الى ما يسمنى بالحوار بين فتح وحماس فلن نجد الا ان هناك تكتيكات يمارسها الطرفين لن تفضي باي حا ل من الاحوال الى وحدة وطنية فلسطينية حقيقية. ولن تخرج عن نطاق التهدئة او الهدنة سرعان ما تنتهي مع اول اشارة من الادارة الامريكية واسرائيل للسلطة لبدء محادثات الحل السلمي للقضية الفلسطينية من جديد.

وللاسف الشديد ان الوحدة الوطنية في كل الدنيا قامت على اساس ان هناك طرف سياسي قوي يفرض شروطه مع بعض التنازلات على الاطراف الاضعف ، وهذا غير متحقق في الساحة الفلسطينية، حيث قوة فتح وحماس متعادلتان نسبيا وكل طرف يتميز على الاخر في بعض الميادين، اي اننا امام رأسين كل منهما يرى بنفسه الاجدر والاحق والاولى الى اخر المفردات.

وهذه الحقيقة المرة تفترض احترام كل من يدعو الى تعزيز الديمقراطية بفلسطين وتعزيز العلمانية وفصل الدين عن الدولة وتعزيز المؤسسات الوطنية بالمفهوم الحضاري بحيث تكون لكل الشعب وليس لهذا الفريق او ذاك، والاهتمام بقيام مؤسسات وطنية حقيقية تضع على عاتقها الارتقاء بالوعي الشعبي الفلسطيني، وترتقي بالاقتصاد وبالعلوم والثقافة والادب .
عندها فقط يمكن ان يحقق الشعب الفلسطيني وحدته الوطنية التي ينشدها الجميع.
للاسف الشديد اخشى ان تقوم اسرائيل بتغليب طرف على اخر في الساحة الفلسطينية فكل المؤشرات تقول ان هذا هو السبيل الممكن للخروج من الوضع الراهن، اذا لم تقتنع حماس بان (السياسة هي فن الممكن).

ابراهيم علاء الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابحث في الموقع

صفحة الدانة نيوز الثقافية

صفحة الدانة نيوز الثقافية
صفحة ثقافية منوعة وشاملة احدى مفاخرنا

المقالات المتحركة

الدانة نيوز - الصفحة الرئيسية

صفحة المرأة - السيدة العربية

صفحة المرأة - السيدة العربية
صفحة شاملة منوعة تتابع قضايا المرأة وشؤونها واخبارها

كيف ظهرت الحياة على الأرض

***** الأكاديمي الروسي إيريك غاليموف - المدير العلمي لمعهد الجيوكيماء بأكاديمية العلوم الروسية - هو صاحب فرضية منشأ القشرة الأرضية الكوندريتي الكربوني. كما يعتبر من أهم مؤلفات الأكاديمي غاليموف كتابه الشهير بعنوان "ظاهرة الحياة" التي يكشف فيها آلية تشكل المادة العضوية من اللاعضوية وظهور الحياة على الأرض وهذا هو موضوع حلقتنا هذه

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

الاخبار الرئيسية المتحركة

صفحة المقالات

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

اعلان

تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع
?max-results=7"> سلايدر الصور والاخبار الرئيسي
');
" });

اعلن معنا

سلايدر الصور الرئيسي