يا سيد جبريل الشعب الفلسطيني متمسك بقيادته - بقلم : ابراهيم رجب

غريب امر بعض الزعامات التاريخية الفلسطينية، منذ 40 سنة ومطالبها او بالاحرى مطلبها لم يتغير، ادعت ان الله بعثها الى هذه الدنيا لتحرر فلسطين من العدو الصهيوني، فاسست تنظيمات سياسية مقاتلة ثورية ، ورتبت امور الدعم المالي والتمويل والدعم السياسي واللوجستي، ومنذ البيان الاول اعلنت عن نفسها بديلا ثوريا وقائدا وطليعة للشعب الفلسطيني ، ودعت جماهير الشعب في كل اماكن تواجده للالتحاق بصفوفها، مع وعد بان تكنس في طريقها التنظيمات اليمينية والرجعية والانتهازية الى اخر النعوت والصفات.
ومرت سنوات وهذه التنظيمات لم تتقدم خطوة واحدة فظلت عضويتها تقتصر على ما اطلقت عليه من مسميات فخمة لجنة مركزية ومكتب سياسي ووزعت مسؤوليات اعضاء اللجنة والمكتب على ادارات اقل وزنا، وبالطبع حمل احد اعضاء القيادة اسم المسؤول العسكري، واقامت بعض المعسكرات او القواعد العسكرية التي لم تضم في افضل احوالها بضع مئات من الشباب ، معظمه كان فارا من ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية فوجد بالانضمام الى صفوف بعض الفصائل الفلسطينية مصدرا للرزق خصوصا وان هذه الفصائل لم يكن لها دور ذو شان بالعمل العسكري خلال فترة وجود الثورة في لبنان.
وبدلا من ان تبحث هذه الفصائل عن سبب فشلها وضعف تاثيرها في الواقع الفلسطيني وعجزها عن جذب الجماهير الفلسطينية لصفوفها، اتجهت بدلا من ذلك لاتهام القيادة الفلسطينية بالتقصير ورفعت شعار اسقاطها منذ اوائل سبعينات القرن الماضي.
وكان في طليعة من ردد كثيرا وبقوة هذا المطلب هو السيد احمد جبريل الامين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة، الى ان وصل به الامر لاستخدام السلاح للقضاء على القيادة الفلسطينية في ما سمي بحرب طرابلس في اوائل الثمانينات بدعم واسناد كاملين من النظام السوري.
وبعد مرور نحو 40 عاما ما زال السيد جبريل يردد نفس النداء، حيث دعا بالامس في حفل اقيم بيوم القدس في دمشق الشعب الفلسطيني الى "ضرورة اختيار قيادة جديدة تؤمن بنهج المقاومة والجهاد:.
ويبدو ان هذه القيادة الجديدة التي يدعو السيد جبريل الشعب الفلسطيني لاختيارها عليها ان تؤمن الى جانب "المقاومة والجهاد" عليها ان تؤمن ايضا " ان الإمام الخميني الراحل والثورة الإسلامية التي فجرها أعادت ربط القضية الفلسطينية بجذورها التاريخية". كما قال جبريل.
وعليها ان تؤمن ايضا بأن " العلاقات السوريه الايرانيه انتصار للقضيه الفلسطينيه"، كما قالت احدى اللافتات التي حملها انصار جبريل في المسيرة التي شهدها شارع اليرموك بدمشق يوم الجمعة الماضي.
ومن المنطقي والمبرر بل والضروري ان يسأل الشعب الفلسطيني السيد جبريل عن السبب الذي جعله حتى الامس يردد مطلبه بضرورة تغيير القيادة، ولماذا لم يتمكن السيد جبريل من تحقيق هذا المطلب خلال اربعين سنة.
لماذا لم يستطع جبريل وجبهته الشعبية اسقاط قادة فتح خلال 40 سنة، رغم انه قصفهم بالصورايخ والمدفعية ودمر مبنى بكامله على راس القادة الشهداء ابو جهاد وابو اياد في طرابلس.
وشاركت الجبهة الشعبية القيادة العامة مباشرة وغير مباشرة في جميع الاعمال العسكرية والسياسية التي استهدفت فتح وقيادتها ولم تنجح محاولاتها ومحاولات حلفائها "فتح الانتفاضة" من النيل من فتح وقيادتها.
كما ان الشعب الفلسطيني موجود في كل بقاع العالم والاتصال به والتواصل معه واقناعه بوجهة نظر القيادة العامة، فلماذا لم تتمكن جبهة السيد جبريل من اقناع الفلسطينيين بتغيير قيادتهم.
وايضا طالما ان السيد جبريل يؤمن بالمقاومة والجهاد ، فلماذا لا يقاوم ولماذا لا يجاهد، فلديه مقاتلين وقادة عسكريين وهو بذاته قائد عسكري عريق وعنده الجبهة اللبنانية باعتباره حليفا لحزب الله وايران ، وعنده الجبهة السورية ، وعنده فلسطين ذاتها، ولديه حلفاء مثله يؤمنون بالجهاد والمقاومة فلماذا لا يقاوم، من يمنعه؟ هل يمنعه حزب الله في جنوب لبنان ؟ معاذ الله فحزب الله حزبا مقاتلا .!!! هل تمنعه سوريا ؟؟ ولماذا تنعه سوريا فهي ومعها ايران دول ممانعة ومؤيدتان للمقاومة والجهاد..!! هل تمنعه الاردن ..؟ ربما فالاردن ترى خيارا اخرا غير المقاومة طريقا لتحرير فلسطين، هل تمنعه السلطة الفلسطينية ؟ .. منذ متى والسلطة الفلسطينية لديها القدرة او المقدرة على منع من يريد الكفاح والجهاد؟ هل تمنعه حماس ..؟؟ ان التهدئة بين حماس واسرائيل لم يمض عليها بضعة اشهر..!!
من يمنعك يا سيد جبريل ان تقاوم او تجاهد او تعمل ما تريد؟؟؟
ام انك تريد غيرك ان يقاوم ويجاهد ويقدم التضحيات ويبني صروح المؤسسات التي تثبت حقيقة استقلالية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وتدعوك لتكون قائدا عليها؟؟
الم يكن الاجدى ان تدعو الشعب الفلسطيني في خطبتك العصماء الى نظم صفوفه خلفك والتنظيمات التي تشاركك الرؤيا والهدف وان تضع تقدم لها برامجك للجهاد والمقاومة بدلا من ان تدعو الى اسقاط القيادة؟
ولنفترض ان القيادة الفلسطينية تنهج نهجا خاطئا مدمرا قاتلا تفريطيا كما تقولون في خطابكم الاعلامي وتعبئتكم السياسية ، فيا سيدي من ذا الذي يمنعكم من ان يكون لكم خطكم المستقل المقاوم والمجاهد وان تتمكنوا من استقطاب كل الجماهير الفلسطينية وعندها ستسقط القيادة وتصبحوا انتم القادة.
الحقيقة ان مثل هذه الدعوات يا سيد جبيريل واي كان مصدرها ومطلقها فهي لا تدل الا على شيء واحد فقط هو العجز المطلق عن تحقيق أي انجاز طيلة 40 عاما.
وشعبنا بات مقتنعا ومدركا بان هناك في ساحة النضال الوطني الفلسطيني من يعمل وهناك من ينتقد، والفرق كبير بين الاثنين، فالذي يعمل يخطيء ويصيب، لكن الذي يتفرج ويراقب عن بعد فهو لا يصيب ولا يخطئ ، وبالتالي فهو كانه غير موجود.
لا مانع لدى أي من ابناء الشعب ان تتقدم يا سيد جبيريل انت او غيرك الى الميدان لتعمل وان تقنع شعبنا بانك تعمل اولا وان ما تعمله ياتي بنتائج ايجابية وليس القتل من اجل كسب الانصار وتحقيق فرقعات اعلامية، وتاكد ان الشعب صاغرا سيسلمك القيادة. لكن الم تثبت لك السنون الاربعين ان الشعب الفلسطيني متمسك بقيادته ولن يتخلى عنها؟؟.
ابراهيم علاء الدين



تاريخ النشر : 2008-09-28