الثورة الفلسطينية اليوم اقوى مما كانت عليه في سبعينات القرن الماضي // ابراهيم رجب

بمناسبة ذكرى انطلاقة الثورة

الثورة الفلسطينية اليوم اقوى مما كانت عليه في سبعينات القرن الماضي
ابراهيم رجب

اعرف جيدا انني اقف بمواجهة شلالات تتدفق معارضة واستنكارعندما اقول ان ثورتنا الفلسطينية الان اقوى باضعاف مضاعفة عما كانت عليه في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي ..
اعرف جيدا جدا ان الكثيرين لا يعتبروا اصلا ان هناك ثورة فلسطينية في الوقت الحالي .. وبدلا من رؤية الثورة وامتدادها وتشعبها وترسخها وقدرتها على افشال مخطط العدو .. يروا اننا شعب مهزوم وسلطته خائنة وعميلة ومن يعمل فيها نصاب وفاسد وفاسق واحيانا جاسوس . 

صحيح انه من حيث الضجيج الاعلامي والاستعراضات الشعبوية والخطاب الثورجي الناري ثورتنا الان اضعف .. ولكن هذا مكسب وهذا نجاح وهذا تقدم .
فوسط الضجيج الاعلامي والاغاني الثورية والتصريحات والخطب الثورية والرقص بالكلاشينكوف منذ انطلاق الثورة (حركة فتح عام 1965) لم تحقق الثورة المسلحة نجاحا يذكر ومن هزيمة الى اخرى الى تم تصفية وجودها المسلح بلبنان عام 1982

ومع ذلك ففي الفاتح من شهر يناير من كل عام يحتفل عدد كبير من الفلسطينين بانطلاق حركة فتح التي ترمز الى انطلاق الثورة الفلسطينية ،التي انطلقت منذ خمسة وخمسين عاماً، هذه الثورة التي قال قائدها ياسر عرفات

" إن الثورة ليست بندقية ثائر فحسب، بل هي معول فلاح ومشرط طبيب وقلم كاتب وريشة فنان "، 

نعم الثورة تعني هذه الشمولية مما يتيح لكل فئات الشعب من المساهمة بالثورة وابتكار أساليب نضالية تقض مضاجع المحتل وتتصدى لمخططاته واهدافه وعدوانه .

واذا ما استخدمنا المنطق والعلم والاحصائيات وابتعدنا عن العواطف والوجدانيات سوف نجد ان ثورتنا الراهنة اكثر رسوخا في العقل والوعي والالتزام لدى الاغلبية من الفلسطينيين ..
فالتمسك بالثوابت الوطنية موضوع مقدس وهي مجموعة من المبادئ فوق الدستورية التي صاغها المجلس الوطني الفلسطيني والمعروفة باسم برنامج النقاط العشر .

ففي عام 1974، أقر المجلس الوطني الفلسطيني برنامج النقاط العشر التي تم صياغتها من قبل قيادات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والتي تدعو إلى إنشاء سلطة وطنية على أي قطعة محررة من أرض فلسطين، والعمل الفاعل لإنشاء دولة علمانية ديمقراطية ثنائية القومية في فلسطين يتمتع فيها كل المواطنين بالمساواة والحقوق بغض النظر عن العرق، الجنس أو الدين.

وتمثل القضايا الأساسية للتوافق الوطني بشأن صراعنا مع العدو الإسرائيلي والتي تلتزم بها جميع الفصائل الفلسطينية وتشمل اربعة مباديء اساسية وهي :
الحق في المقاومة ... وحق تقرير المصير ... وأن القدس عاصمة فلسطين ... وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة (وفقا للجمعية العامة للأمم المتحدة 194).

وهذه الثوابت بوصفها حقوقا وطنية فلسطينية لا يمكن انتهاكها وتعتبر حجر الزاوية لروح الصراع في المجتمع الفلسطيني التي تبرز بشكل بارز في جميع المنتجات الثقافية وفي وسائل الإعلام وخطب القادة في الوثائق الرسمية في الكتب المدرسية وفي الحياة اليومية للمجتمع الفلسطيني
ففي الثورة الراهنة كل الشعب الفلسطيني يقاوم ويواجه العدو ضمن ظروفه وامكاناته ولم يعد الامر قاصرا على بضعة الاف معزولين في معسكرات وبامكانيات محدودة

وعلى الصعيد السياسي العربي حضورنا السياسي بارز وتحظى قضيتنا بدعم جميع الحكومات والشعوب العربية .. ولم يعد هناك مجال لمذابح ايلول في الاردن اوحرب سنتين في لبنان او قمع واعتقال في سوريا

وعلى صعيد المؤسسات الدولية لنا حضور بارز وانشطة في معظم الدول الاوروبية وغيرها من دول العالم
وعلى مستوى العلاقات السياسية مع دول العالم فهي تشمل اربع اركان الارض مع بعض الاستثناءات
وتكفي الاشارة الى تمكننا من فرملة رئيس الولايات المتحدة ومنعه طيلة 3 سنوات من تقديم مشروع لتصفية قضيتنا اطلق عليه صفقة القرن لنعرف كم تتميز ثورتنا بالقوة والقدرة وكم هي فعالة وفاعلة في الدفاع عن حقوق شعبنا الوطنية