الاعلام وصناعة الاوهام – الفصل الخامس - بقلم : ريما البدري
الاعلام دوره اساسي في حياة البشر
الاعلام هو اسم لنشاط هدفه توصيل معلومة او رأي وهذا الاسم مشتق من كلمة علم اي معرفة و كلمة (علم) بفتح العين وكسر اللام بمعنى (عرف) بفتح العين وكسر الراء
وتستخدم نفس الكلمة ايضا كرمز تعريف للدول فكل دولة ولها علم خاص بها ولعلم الدولة تسمة اخرى هي راية
ولما كانت المعرفة وباسمها الاخر العلم وباسمها الشعبي الوعي ةوباسمها المهني الاعلام لها اهمية فصوى بحياة الانسان فبدونها يكون كل شيء حوله غريب وغير مفهوم فلا يعرف من اباه ولا من امه ولا يعرف اغلطيق ولا يعرف كيف يحصل على طعامة ولا على ملبسه .. اي يكون بدرجة اقل من الحيوان بكثير فالحيوان لديه مجموعة من المعارف الاساسية المرتبطة بحياته وبقاءه وتكاثره وامنه
ولهذا لعب الاعلام دورامركزيا في حياة البشرية منذ وجد الانسان وكل ما تغير معلا تطور البشرية هو حجم المعلومات وطرق واساليب ووسائل الاعلام
اساليب الاعلام الرئيسية
تنقسم الاساليب الاعلامية الى 12 اسلوب رئيسي وبعض الاساليب الفرعية التي تراجعت مكانتها مثل الرواية الشفوية وطرق الشعوذة والتبصير
وهذه الاساليب هي :
---------------------
الخبر الصحفي
التحقيق الصحفي
المقابلة الصحفية
الوعظ الديني
الريبورتاج المصور الصحفي
الاعلان
المقالة - الرأي
المسلسل التلفزيوني
الفيلم السينمائي
القصيدة
القصة القصيرة
الرواية
التغريدة وسيلة اعلامية جديدة
منذ 10 سنوات فقط دخلت التغريدة لتصبح وسيلة رئيسية من وسائل الاعلام وتفوقت على الوسائل التقلدية بسرعتها وانتشارها والوصول الى الجمهور دون الحاجة الى مؤسسات اعلامية تروجها
وتراجعت الوسائل التقليدية المقروءة والمسموعة والمرئية بشدة مع انتشار الانترنت الذي اصبح المصدر الاول والرئسي للمعلومات وبغزارة لم يشهدها التارخ من قبل
حتى نستفيد من الاعلام علينا ان نعرف اهدافه
وهي :
1 - اعلام المديح والتبجيل والبهرجة
2 - اعلام الذم والقدح والتشهير
3 - اعلام التحريض
4 - اعلام الوعد والوعيد
5 - اعلام التخدير
6 - اعلام الجنس
7 - اعلام العلوم
8 - اعلام فارغ
ضحاياه المثقفون قبل العامة
الإعلام هو صوت الناس، بهذه الجملة المختصرة، وبهذا الوضوح يصف بعض المختصين مهمة الاعلام ودوره، ولكن هناك شروط تجعل من الإعلام قادرا على القيام بهذا الدور الكبير، فصوت الناس، هو رأيهم، وهذا الرأي الجمعي، لا يستطيع أحد أو شيء أن يمثله ما لم تكن له مزايا خاصة تجعله قادرا على أداء هذه المهمة الصعبة، فحتى تكون ممثلا لصوت الناس ورأيهم ينبغي أن تكون صادقا ودقيقا، وحتى تحصل على هذه الصفة الأخيرة، عليك أن تعتمد الحقائق والأسانيد الصادقة، ولا تذهب في طريق الأوهام
هل هناك من يستدرج الاعلام نحو فخ الأوهام؟؟
الاجابة : نعم هناك إعلام يعيش على (صناعة الكذب)، ويعتاش على (خلق الأوهام)
ومن المشاكل الكبرى أن حصانة الرأي العام لم تكن دائما من الصلابة بحيث تكون قادرة على فضح الإعلام المضلَّل، بمعنى هناك مشكلة التضليل دائما تقف في وجه الاعلام الذي يحاول عرض الحقائق.
علما بأن العلاقة بين الحقيقة والاعلام متعاضدة ومتبادَلة في الوقت نفسه، فهي تسهم في صناعة اعلام ناجح، والاعلام يمكن أن يقوم بدور مهم في كشف الحقائق وتثبيتها،
و يمكن أن يكون دزره كبيرا في تثبيت الحقائق، أو تغييرها، وله قدرة كبيرة على التلاعب بالعقول، ليس البسيطة العادية غير المتخصصة فحسب، وإنما يمكن للاعلام المضلل أن يتلاعب حتى بعقول النخبة، أو الاشخاص والجهات المعنية بتطوير المجتمع، والتي تحتل مواقع قيادية في النشاط المجتمعي الحكومي والاهلي على حد سواء، خاصة عندما تسير هذه النخب مع الموجة التي يصنعها الاعلام عبر وسائل التزييف والفبركة.
على سبيل المثال لا الحصر
موضوعة الشرق الاوسط الجديد
وموضوعة الفوضى الخلاقة
وموضوعة السيطرة على الاسواق
وحديثا موضوع "صفقة القرن
هل رجل الدين رجل اعلام .. ؟
الجواب : نعم
سؤال اخر ,, هل رجل الدين يروج اوهام وخرافات وكذب وضلال ..؟
الجواب .. ايضا نعم
فرجل الدين من اي دين كان ,, كاهنا شيخا واعظا اماما اي كان اسمه يروج مرويات ولا يروج دين ,, يروج تفاسير للدين ولا يروج الديم نفسه ,, روج وجهات نظر اشخاص بالدين ولا يروج الدين نفسه ,, يروج فهمه هو للدين وليس الدين نفسه .. روج ما يؤمن به من الدين وليس الدين نفسه
وهذا الدور الخطير ضلل ملايين البشر من كل الفئات والمستويات عامة ونخب وقادة وزعماء وعوام الإعلام وصناعة الأوهام (4)
الإعلام الصهيوني لا يمكن ان يكون الا كاذبا ومخادعا ومزورا للحقائق
لا يمكن للاعلام أن يمسك العصا من المنتصف فيما يتعلق برصد الحقائق وتثبيتها، بمعنى أما أن يصطف الاعلام الى جانب الدقة والانصاف والحقائق أو يكون مغاليا مأجورا ومفبركا كما في الصحافة الصفراء مثلا،
فأما أن يكون الخداع منهجا للاعلام،
أو انه ذو منهج يقوم على الصدق،
ولا يمكن أن تكون الوسطية مقبولة او ناجحة، أي لا يمكن أن يكون الاعلام صادقا مرة وفي اخرى كاذبا ومخادعا، فهو يتبع منهج المخطط له والمنفّذ لأهدافه المرسومة مسبقا.
ولذلك فالاعلام الصهيوني الموجه للمواطن الفلسطيني والعربي لا يمكن اطلاقا ان يكون منصفا ,, بل اعلاما مخادعا كاذبا مفبركا للحقائق بما يخدم مصلحة العدو
خطر كبير على بسطاء الناس
------------------------
هناك خطر كبير يمكن أن يتسبب به الاعلام عندما يسعى لتزييف الحقائق، هنا سوف تتضح خطورة الاعلام في تعامله مع بسطاء الناس، ومحاولاته الحثيثة لتزييف الحقائق بما يتفق ومصالح القائمين عليه، خاصة اذا عرفنا قدرات الاعلام الكبيرة في خداع العقول التي تظن بأنها واعية ومحصنة من مخاطر الاعلام الصاخب والكاذب،
وهذا يذكرنا بالمقولة ذائعة الصيت لجوزيف جوبلز وزير الدعاية النازي الذي قال فيها:
(إكذب إكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك)،
وهكذا يسعى الاعلام الكاذب لتزييف الحقائق لكي تصبح الاكاذيب صورة أو حالة واقعية مفروضة على العقول التي سرعان من تنطلي عليها عمليات الخداع والتضليل، لتمرير اهداف معينة لصالح كتلة او حزب او شخصية سياسية، او تزيين وجوه كالحة وأياد سارقة وآثمة، ومشاريع مشبوهة، وما الى ذلك من اهداف يسعى الاعلام المزيف الى ترويجها وتثبيتها كحقائق، هذا الامر على الصعيد المحلي وهناك اعلام يسعى لخدمة أهداف خارجية اقليمية ودولية
مثلا ما يسمى "صفقة القرن" او "الفوضى الخلاقة"
--------------------------
إن بسطاء الناس ربما لا يعون مخاطر اللعبة الاعلامية وقدرتها على التزييف، لذلك قد ينخدع كثيرون بسرعة، بما يتم طرحه من اهداف ومشاريع واجندات مشبوهة مختلقة لا تمت للحقيقة بصلة، وقد نعطي العذر للناس البسطاء بسبب تدني مستوى الوعي لديهم، وضعف الاطلاع وفهم ما يجري في السياسية وسواها،
ولكن ما هو عذر العقول المتخصصة الواعية عندما تنطلي عليها مثل هذه الاكاذيب وتؤثر عليها، وتغيّر من قناعاتها وسلوكها ايضا؟، إن الخطر كل الخطر يكمن في قدرة الاعلام المزيف على التأثير في العقول الواعية المتخصصة، فالمتوقع من العقول الذكية كشف التضليل والتزييف الاعلامي وفضحه وتنوير بسطاء الناس، فاذا سقطت في الفخ فهذا يعني أن الجميع تنطلي عليه اللعبة، هذا هو مكمن الخطر بالضبط
مدعو الثقافة والخبرة السياسة سقطوا في حفرة كلمة "صفقة"
---------------------
ان الخديعة الاعلامية الكبرى في ما يسمى "صفقة القرن" انه اطلق عليها صفة "صفقة"
فكلمة صفقة توحي بان هناك اطراف شركاء في صفقة فلا توجد صفقة بدون اطراف ..
وهذه الكلمة اثارت في خيال اشباه السياسين وانصاف المثقفين ان هناك عربا خونة شركاء بالصفقة
علما بانها مجرد وجهة نظر سياسية للرئيس ترامب وبعض فريقه يسعى من خلالها الى وضع بصمة له في سجل الرؤساء الامريكان الذين قدموا خدمات لدولة العدو الاسرائيلي ..
ووجهة نظره هذه ضعيفة ومهزوزة ومرفوضة من الفلسطينيين ومن كل العرب وباوضح العبارات ,, بل بموقف فلسطيني بطولي اعلن مقاطعة الولايات المتحدة
ولكن الاعلام المشبوه والمتخصصون بصناعة الاوهام اسقطوا في شباكهم الجرثومية حتى سياسيين كبار واكاديميين يدعوا ان لهم باع في البحث والدراسة والسياسة
للاسف الشديد
الاوهام الاعلامية لها دور مؤثر وكبير جدا في اوساط العامة واوساط مدعو الثقافة والخبرة السياسة
فسقطوا في حفرة كلمة صفقة
مواجهة التلاعب بعقول البسطاء
هل يمكن مواجهة الاعلام المزيف، كيف يتم ذلك؟
ومن يتصدى لهذه المهمة الكبيرة؟،
------------
إن الاجابة لا يمكن اختصارها بكلمات في مقال، او مقترحات او خطوات، وانما ينبغي أن يكون هناك منهج متكامل للمواجهة، مدروس ومتخصص وموضوع من قبل لجان وخبراء وجهات متمرسة،
وبمشاركة عقول وارادات ومنظمات معنية بالامر في دراسة سبل مكافحة الاعلام المزيف، فالمهمة ليست سهلة اطلاقا .
وقبل كل ذلك يجب على النخبة السياسة المثقفة من التحذير من وسائل الاعلام التي تنشر الاوهام
ففي زماننا هذا مثلا قناة الجزيرة ,,, وكالة الاناضول ,, الاعلام الصهيوني بكل مكوناته ومسمياته ,, العديد جدا من وسائل الاعلام الاوربية والامريكية .. والكثير جدا من قنوات الوعظ الديني ,, وبرامج اذاعية وتلفزيونية تروج الاوهام والتخدير والتضليل ,,
ان مهمة النخبة في هذا المجال على درجة عالة جدا من الاهمية والضرورة واي تقصير منهم يعتبر مساهمة في انتشار هذه الوسائل الاعلامية وبرامجها وانتشار الاوهام والاكاذيب
مدعو الثقافة والخبرة السياسة سقطوا في حفرة كلمة "صفقة"
ان الخديعة الاعلامية الكبرى في ما يسمى "صفقة القرن" انه اطلق عليها صفة "صفقة"
فكلمة صفقة توحي بان هناك اطراف شركاء في صفقة فلا توجد صفقة بدون اطراف ..
وهذه الكلمة اثارت في خيال اشباه السياسين وانصاف المثقفين ان هناك عربا خونة شركاء بالصفقة
علما بانها مجرد وجهة نظر سياسية للرئيس ترامب وبعض فريقه يسعى من خلالها الى وضع بصمة له في سجل الرؤساء الامريكان الذين قدموا خدمات لدولة العدو الاسرائيلي ..
ووجهة نظره هذه ضعيفة ومهزوزة ومرفوضة من الفلسطينيين ومن كل العرب وباوضح العبارات ,, بل بموقف فلسطيني بطولي اعلن مقاطعة الولايات المتحدة
ولكن الاعلام المشبوه والمتخصصون بصناعة الاوهام اسقطوا في شباكهم الجرثومية حتى سياسيين كبار واكاديميين يدعوا ان لهم باع في البحث والدراسة والسياسة
للاسف الشديد
الاوهام الاعلامية لها دور مؤثر وكبير جدا في اوساط العامة واوساط مدعو الثقافة والخبرة السياسة فسقطوا في حفرة كلمة صفقة
فكلمة صفقة توحي بان هناك اطراف شركاء في صفقة فلا توجد صفقة بدون اطراف ..
وهذه الكلمة اثارت في خيال اشباه السياسين وانصاف المثقفين ان هناك عربا خونة شركاء بالصفقة
علما بانها مجرد وجهة نظر سياسية للرئيس ترامب وبعض فريقه يسعى من خلالها الى وضع بصمة له في سجل الرؤساء الامريكان الذين قدموا خدمات لدولة العدو الاسرائيلي ..
ووجهة نظره هذه ضعيفة ومهزوزة ومرفوضة من الفلسطينيين ومن كل العرب وباوضح العبارات ,, بل بموقف فلسطيني بطولي اعلن مقاطعة الولايات المتحدة
ولكن الاعلام المشبوه والمتخصصون بصناعة الاوهام اسقطوا في شباكهم الجرثومية حتى سياسيين كبار واكاديميين يدعوا ان لهم باع في البحث والدراسة والسياسة
للاسف الشديد
الاوهام الاعلامية لها دور مؤثر وكبير جدا في اوساط العامة واوساط مدعو الثقافة والخبرة السياسة فسقطوا في حفرة كلمة صفقة
عيب أن تسقط النخبة الواعية ضحية للاعلام الصاخب، كما يسقط العامة
---------------
ازاء مهمة المواجهة، التصدي للاعلام الزائف ومؤسسات صناعة الاوهام وهي مهمة ينبغي أن تخضع الى منهجية، وارادة، وجهود مادية كبيرة (جهد حكومي)، مع جهود فكرية (خطط دراسات وبحوث وخبرات).
فانه اذا كان ثمة عذر للعوام اصحاب العقل البسيط في تقبل ما يروج له الاعلام القائم على التضليل، فإن هذا العذر لا يمكن قبوله ممن يعلن بأنه صاحب وعي عال ويؤكد بأنه من النخبة المثقفة .. ومن ذوي الكفاءة .
إذن فالمطلوب ممن يعلن انتسابه الى النخبة الواعية، أن لا يسقط ضحية للاعلام الصاخب، كما يسقط صاحب الوعي البسيط والعقل العادي، والسبب أن من ينتسب الى النخبة ويتصدى لقيادة المجتمع، ينبغي أن لا تنطلي عليه عمليات الخداع والتضليل والتزييف التي يقوم بها الاعلام الكاذب، لسبب بسيط أن مهمة الكشف والرصد والفضح لهذا النوع من الاعلام المخادع تقع على عاتق العقول الكبيرة المتخصصة منظومة الاستبداد
ان منظومة الاستبداد وشبكات الفساد، تجعل من الإعلام أحد أهم أدوات اخضاع الجماهير وتضليلها وتجهيلها
حيث تجتمع مصالح اطراف المنظومة وتمكنها من السيطرة على جميع السلطات والادوات ومن ضمنها الاعلام الذي يوصف بانه السلطة الرابعة وتتداخل فيما بينها
المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية مستندة على :
اولا : خطاب الارهاب والتخويف والتحذير من عقاب عظيم ..
ثانا : وايضا بالاستناد الى تشويه الحراكات والتحركات الجماهيرية الاحتجاجية والمطلبية والسياسية ..
وثالثا : خطاب التعبئة الشعبوي الشعاراتي عن الوطن والوطنية والدين والاخلاق
وهو خطاب تمكن من السيطرة على عقل الجماهيرومما جعلهم مجرد عوام قطيع من العبيد الخاضعين لمنظومة الاستبداد والفساد بل والتضحية بالنفس لحماية تلك المنظومة وخدمة تحالفاتهال الظاهرة والخفية
وهكذا يلعب الاعلام دورا مركزيا في صناعة وتمكين الاستبداد . وتكريس مجتمع الفساد وصناعة مجتمع العبيد، مجتمع السادة والعبيد مستخدما في ذلك كل اساليب الكذب والتزوير والتضليل واخفاء الحقيقة .. حتى اصبح الإعلام كأنه أدوات السحرة الجدد وآليات الكهنة والمشعوذين في صناعة الوعي الجماهيري والرضا الكاذب ومجتمع الإذعان
في سياق تطوير الاعلام العربي
من الجمل التي يرددها بعض الكتاب والمثقفين قولهم (برأي المتواضع)
يا استاذ اذا كان رايك متواضع فارحمنا واعفينا ولا تقله .. لاننا لا نريد اراءا متواضعة نريد اراءا حكيمة علمية واقعية واضحة جلية
خلي رايك المتواضع الك
صناعة مجتمع العبيد
---------------
ازاء مهمة المواجهة، التصدي للاعلام الزائف ومؤسسات صناعة الاوهام وهي مهمة ينبغي أن تخضع الى منهجية، وارادة، وجهود مادية كبيرة (جهد حكومي)، مع جهود فكرية (خطط دراسات وبحوث وخبرات).
فانه اذا كان ثمة عذر للعوام اصحاب العقل البسيط في تقبل ما يروج له الاعلام القائم على التضليل، فإن هذا العذر لا يمكن قبوله ممن يعلن بأنه صاحب وعي عال ويؤكد بأنه من النخبة المثقفة .. ومن ذوي الكفاءة .
إذن فالمطلوب ممن يعلن انتسابه الى النخبة الواعية، أن لا يسقط ضحية للاعلام الصاخب، كما يسقط صاحب الوعي البسيط والعقل العادي، والسبب أن من ينتسب الى النخبة ويتصدى لقيادة المجتمع، ينبغي أن لا تنطلي عليه عمليات الخداع والتضليل والتزييف التي يقوم بها الاعلام الكاذب، لسبب بسيط أن مهمة الكشف والرصد والفضح لهذا النوع من الاعلام المخادع تقع على عاتق العقول الكبيرة المتخصصة منظومة الاستبداد
ان منظومة الاستبداد وشبكات الفساد، تجعل من الإعلام أحد أهم أدوات اخضاع الجماهير وتضليلها وتجهيلها
حيث تجتمع مصالح اطراف المنظومة وتمكنها من السيطرة على جميع السلطات والادوات ومن ضمنها الاعلام الذي يوصف بانه السلطة الرابعة وتتداخل فيما بينها
المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية مستندة على :
اولا : خطاب الارهاب والتخويف والتحذير من عقاب عظيم ..
ثانا : وايضا بالاستناد الى تشويه الحراكات والتحركات الجماهيرية الاحتجاجية والمطلبية والسياسية ..
وثالثا : خطاب التعبئة الشعبوي الشعاراتي عن الوطن والوطنية والدين والاخلاق
وهو خطاب تمكن من السيطرة على عقل الجماهيرومما جعلهم مجرد عوام قطيع من العبيد الخاضعين لمنظومة الاستبداد والفساد بل والتضحية بالنفس لحماية تلك المنظومة وخدمة تحالفاتهال الظاهرة والخفية
وهكذا يلعب الاعلام دورا مركزيا في صناعة وتمكين الاستبداد . وتكريس مجتمع الفساد وصناعة مجتمع العبيد، مجتمع السادة والعبيد مستخدما في ذلك كل اساليب الكذب والتزوير والتضليل واخفاء الحقيقة .. حتى اصبح الإعلام كأنه أدوات السحرة الجدد وآليات الكهنة والمشعوذين في صناعة الوعي الجماهيري والرضا الكاذب ومجتمع الإذعان
في سياق تطوير الاعلام العربي
من الجمل التي يرددها بعض الكتاب والمثقفين قولهم (برأي المتواضع)
يا استاذ اذا كان رايك متواضع فارحمنا واعفينا ولا تقله .. لاننا لا نريد اراءا متواضعة نريد اراءا حكيمة علمية واقعية واضحة جلية
خلي رايك المتواضع الك
صناعة مجتمع العبيد
ان البيئة التي يصنعها الإعلام باستخدامه الكثير جدا من العناصر الفاعلة من خلال رسائله الاعلامية لدى الجمهور المستقبل لها هي بيئة متلقية دون نقاش او تفكير او احتجاج او اعتراض ,, رغم ما تحتويه من أهداف وغايات، وتصنّع للمواقف، وتزييف الحقائق، وتقديم كل ما يمكّن لرضا كاذب أو هندسة الإذعان أو إحكام دخول الناس صندوق الخوف والترويع.
ويؤدي الاعلام هذا الدور الخطير من خلال التفاعل والتواصل والتنسيق بين رجال السلطة ورجال الأعمال ورجال الإعلام، بحيث يشكل هؤلاء شبكة مصالح وتحالفات يحاولون أن يجعلوا منها قاعدة للسيطرة على مساحات وساحات الإعلام ومفاصلة الأساسية وأدائه ومفرداته وكل التأثيرات التي يرغبون في إرسائها؛ بحيث تحقق المقصود وتصل لتكوين وتأسيس وتمكين علاقة السيد بالعبد في صناعة السيد من جهة، والعبد من جهة أخرى ممثلا في الجمهور الذي لا يقبل السيد وخدمته إلا أن يكون هؤلاء جميعا عبيدا مطيعين يدخلون عن بكرة أبيهم بيت الطاعة وتحركهم عناصر الخوف والنفاق والتضليل.
الاعلاميون صناع الاوهام في خدمة السيد
الى جانب الاعلام الحكومي الرسمي والذي يعمل به اعلاميون ملتزمون تماما وعلنا وضمن عقود العمل بسياسة وزارة الاعلام وتوجهاتها فان هناك اعلام اخر وله قوة وسطوة ونفوذ وهو الاعلام الخاص ,,
والإعلام الخاص يسيطر عليه رجال الأعمال ويتكون من وسائل مختلفة من صحف وقنوات تلفزيونية ومحطات اذاعية وصناع برامج اعلامية تلفزيونية واذاعية
هذا الإعلام يتقاسم مهمة تركيع واخضاع الجماهير مع المؤسسات الاعلامية الحكومية .. واذا كان اعلاميوا المؤسسات الحكومية يتفاخروا علنا بدورهم في صناعة الرسالة الاعلامية بما يتفق مع السياسات الحكومية مهما احتوت من اوهام
فان اعلاميوا الاعلام الخاص يتميز معظمهم بانهم جوقة من حملة المباخر الذين ينافقون السيد ويتلمسون كل رغباته وأحلامه فيجعلون من ذلك واقعا أخطر ما يكون فبإدارة ما يمكن تسميته بحالة النفاق والتنافس على رضا الحاكم ونشر رسائله الهادفة الى ترويض القطيع واخضاعه لارادة حلف الفساد والاستبداد . مقابل رضاه وعلى امل تلقي العطايا والهبات .
ولا يتركوا وسيلة او طريقة لإثبات الانتماء والولاء والقيام بدور التابع والذيل الذليل لتحالف الفساد والاستبداد والعمل في خدمته وتوطيد أركان سلطانه.
الاعلاميون المهرجون الطبالون والاكاديميون المتحذلقون
------------------------
الى جانب الاعلاميون صناع الاوهام والقصص الاعلامة لخدمة السد فهناك نوع اخر من الاعلامين صفتهم العامة انهم مهرجون طبالون يَسخروا من كل شيء في سبيل أن ارضاء صاحب المؤسسة الاعلامية ..
وتغص ساحات الإعلام بهذا النوع من المهرجين ويرافقهم جوقة من المطبلاتية ويصحبهم صناع الأحلام ومسوقي الأوهام وترويج معلومات وتوقعات تتوافق وصناعة الصورة التي يريدها ملاك المؤسسة الاعلامية ومن يتبع من حلف الفساد والاستبداد فيصبح الحاكم المستبد هو المنقذ والمخلص، ويستخدمون في ذلك أدوات من زخرف القول وكلام الزينة الأجوف ورجع الصدى والمبالغة والتضخيم والقيام بدور التشريفة والجوقة في إطار يجمع ليس الإعلاميين فقط ولكن بعض المثقفين وبعض الفنانين والمخرجين الذين يسهمون في صناعة الصورة زيفا وتضليلا محاولين أن ينالوا قبول الناس عبر غسيل ادمغتهم وتحريك كل مسالك صناعة التعبئة وهندسة الإذعان والرضا والخنوع .
وهناك نوع اخر من الإعلاميين الذين يقومون بأدوار كلب الحراسة وتأمين شخص السيد والقيام بدور التحريض والاغتيال المعنوي على كل من يقترب من السيد بنقد أو مخالفة،
ويترافق مع هذا النوع إعلامي جعجاع صاحب كلام فقاعي يقوم بدور المهيج (الديماغوجي )، ويمارس بعضهم دور البلطجة الإعلامية ولا بأس بالقيام بدور صناعة الإهانة والمهانة لكل معارضي السيد مهما كانت مكانتهم إذ يشكلون بذلك فرقة اغتيال معنوية لكل من يجرؤ على مخالفته أو التهوين من شأنه أو اتخاذ مواقف مضادة لممارساته وسياساته.
وهناك مجموعة أخرى مرتبطة بإعلام السلطان يقومون بأدوار متنوعة في خدمة السلطان وتبرير كل ما يتعلق به من سياسات وخطابات ضمن علماء السلطان وبعض الأكاديميين المتحذلقين وهؤلاء المدعين للحكمة الذين يقومون بدور الكهنة؛ خاصة هؤلاء العجائز الذين يزينون للسيد ويتحركون في خدمته ويقومون بأدوارهم المرسومة لاخضاع العبيد
الاعلام وصناعة الكراهية والسفاهة
رجل الإعلام في النهاية ماذا يكون ..؟
------------------------
بالاضافة الى الانواع التي تم ذكرها فهناك عناصر إعلامية دورها الرئيسي تقريبا هو صناعة الكراهية بكل السبل ، وتوزيع الاتهامات وفبركة الأخبار،
وهناك مجموعة أخرى متخصصة بصناعة التفاهة في إطار لفت الأنظار وصناعة ما يسمى باعلام الترفيه اعلام الإلهاء والإشغال وابعاد الجمهور عن القضايا الاساسية بنشر أخبار تافهة تكون موضع اهتمام الناس
يستغلون كل ما يتعلق بمجتمع الفرجة واللامبالاة يهمشون فيه دور المواطن
لتمرير أمور تتعلق بشئون كبيرة وأمور يمكن أن تؤثر على مستقبل البلد السياسي والاقتصادي والاجتماعي
ويتم ذلك في الافاق الاعلامية التي ُيضخ في ساحتها المليارات من مختلف العملات ، وتتشارك في ادارته أطراف داخلية واخرى إقليمية واخرى دولية بأدوار متنوعة ترتبط بخريطة المصالح وشبكة التحالفات التي كلها تتعلق بملكية وسائل الإعلام،
وفي مناخ تشيع فيه صناعة الرشوة والإعلانات والارتباط بمؤسسات حلف الفساد والاستبداد ، وفي إطار يلعب فيه المال السياسي وعصبية المصالح المشتركة وعلاقات الفساد المريبة والاحتيال على القوانين والتشريعات وامتلاك أكثر من وسيلة إعلامية وارتباط رجال الأعمال بملكية هذه الوسائل بحيث يكون رجل الإعلام في النهاية إما أن يكون مأجورا لمالك وسيلة الإعلام أو مشاركا فيها، أو مأجورا لصاحب السلطة أو الإثنين معا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق