ليس اكتشافا عبقريا ادراك ان الاعلام الديني تفوق بمراحل على الاعلام الوطني الديمقراطي واليساري .. رغم ام الطرفان استخدما نفس اسلوب الشحن العاطفي واللعب على العواطف والحماسة والترغيب والترهيب
.. لكن كما يبدو ان وعاظ الدين (أي الاعلاميين الدينيين) ادركوا ان الإعلام يعني حضور المعلومة في ذهن المتلقي،وادركوا مجموعة الشروط التي لا بد من توفرها كي يقبل المتلقي المعلومة او النصيحة او الدعوة واول هذه الشروط هو عرض المعلومة بهدوء واتزان وبشكل سلس، ومُبسّطة قدر الإمكان .
وفي حال توفرت هذه الشروط سوف يتقبل المتلقي المعلومة ويقبلها ويعمل على ترويجها دون التفكير فيما اذا كانت معلومة مغرضة او كاذبة او مضللة او أي كانت حقيقتها .. كل ما في الامر انها وصلته بطريقة سهلة وبسيطة فاستطاع عقله البسيط ان يستوعبها ويقبلها وهذا احد الاساب الرئيسية في انتشار الفكر الإرهابي، والفكر السلفي الرجعي وثقافة التواكل والكسل وثقافة جماعات الاسلام السياسي
. والى جانب ذلك يحرص الدعاة على ان يظهروا للجمهور بكامل الاناقة والوقار بجلابيبهم ولحيتهم وابتسامتهم والتظاهر باللطف والمسكنة مما يضفي عليهم هيبة تتفتح لها عواطف الجمهور ومشاعرة الودية فيصبح الواعظ اماما لا ينطق عن الهوى ويصبح له مريدين وتوابع يرددون اقواله ويدعون الناس لتبجيله وتقديره واحترامه .. ويصبح كل ما يقوله لا يقبل الجدل
.. وهكذا ساد وهيمن الخطاب الديني والثقافة الدينية على المجتمع العربي في المقابل .. القوى الوطنية واليسارية الديمقراطية استخدمت وما زالت لغة متعجرفة مستوردة غير مفهومة للجمهور .. وباسلوب المطولات المملة وبطريقة فوقية استعراضية مما جعل بين الاعلام الوطني والجماهير حاجزا ضخما وعزل هذه القوى بل شارك في حربها وفي اضعافها وتشويه سمعتها .. والنتيجة كما نراها اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق