عجز الكتاب العرب عند مطالعة المقالات السياسية في الصحافة العربية عموما ,, تعودنا الا ترى ان معظمها لا يعدو وان يكون مجرد "فشة خلق" أي مجرد تعبير عن رفض موقف ما او وضع ما او حدث ما او ردا على قول ما .. وتحفل هذه المقالات بالمفردات الحادة القاطعة والقطعية
. اما تلك التي تخرج من خانة "فشة الخلق" مما يكتبه من يوصفوا بالمحللين الكبار واحيانا بالخبراء وتسلط عليهم الاضواء فلن تأخذك الدهشة حين ترى انها ليست الا ردة فعل وانسياقا خلف ما يصنعه الاخرون "الاغراب – الطليان " من احداث . حيث لا يقوم المحلل السياسي والخبير الاعلامي والباحث السياسي باكثر من شرح تفاصيل ما يصنعه (الخارج) ولا علاقة ل "الشرح" بالتحليل .. لان الشرح هو عملية وصف ليس الا تلعب فيه الانطباعية والموقف المنحاز الدور المركزي فيه ويغلب عليه الطابع العاطفي والا نتماء الايديولوجي او المذهبي او الطائفي او القومي فيه
ولهذا فانه لا يمكن اعتبار ما يكتبه هؤلاء اساس او قاعدة لاتخاذ موقف سياسي وتحديد صيغة قرار منطقي بناء عليها لانها لا تعدو وان تكون عبارة عن اعلان موقف او التعبير عن رأي موافق او مخالف او قابل او رافض بما قاله او فعله "الطليان" والواقع في معظم الاحيان يدلل على ان الجماهير بعفويتها اكثر قدرة على قراءة الحدث من هؤلاء المحللين الكبار ..
والدليل انهم يعيشون في عزلة عن الجماهير ولا تكترث الجماهير بهم ولا تؤثر كتاباتهم في صياغة الموقف الجماهيري .. وباعتقادي ان سبب الضعف الشائع في اوساط "المثقفين السياسيين العرب" هو الهشاشة الفكرية ومحدودية الاطلاع وانعدام القراءة وجزئية المعرفة واقتصار اطلاعهم على ما يتفق مع انتمائهم الفكري والعقائدي والسياسي ولا يهتموا بالاطلاع على الاراء والافكار المخالفة لارائهم فيعيشوا في ابراج عاجية كما يقال لا علاقة لهم بالجمهور .. بل والاسوأ ان كثير منهم مصابون بالنرجسية ,, والاخطر انهم في كثير من الاحيان يرددون ما يقوله الاعداء ويعتبرونه حقائق لا تقبل الجدل ..
وبذلك يصبحوا مجرد بوقا لنشر ما يريد العدو (الطليان) نشره .. ولا يستغرب ان تصريحا من زعماء دولة (الطليان) او خبير اوروبي او محلل او استاذ جامعي امريكي كفيل باشغال (المحللين العرب) اشهرا بل سنوات . ولهذا فلا توجد ادنى فائدة من معظم ما يكتبه الكتاب العرب الا معرفة موقف الكاتب مع او ضد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق