رد على صالح الشقباوي فتح لم تضعف بقلم: ابراهيم رجب

تاريخ النشر : 2008-09-05

في مقال مسلوق ليس له اساس ومليء بالاخطاء والمعلومات غير الصحيحة يحاول الاخ صالح الشقباوي ان يتحدث عن حركة فتح فينطلق من التسليم بان فتح ضعيفة وانه سيعرض اسباب هذا الضعف.
ولا بد من الاعتراف انني ما كنت لارد على هذا المقال الفارغ لولا انني في وقت لاحق قرات تعليقا للاخ منذر ارشيد الذي اجله واحترمه يلوم فيه الكاتب ليس من باب الدفاع عن فتح ولكن من باب تثبيت ضعف فتح وان الكاتب (وربما لحداثة عهده بالكتابة كما اشار الاخ منذر في تعليقه) لم يحالفه الحظ بادانة فتح بل ويذهب الاخ منذر ابعد من ذلك فيوافق الكاتب على ان ابو عمار قضى على فتح فكيف لابو مازن ان يعيد لها الحياة.
ثم تعليقا اخر للاخ نمر الاحمد يهاجم فيه الكاتب بشدة وهذا ليس شاني لكنه يسخر قلمه كما هي عادته للهجوم على فتح والسلطة.
ومع انني لمست من قراءات سابقة للاخ صالح انه حريص على فتح ويحاول ان يكون ابنها البار الحريص على مصلحتها لكن الجهل يقضي على صاحبه كما تقول الحكم والامثال.
فيبدو ان الاخ صالح في سياق دافع نبيل وهو الحرص على فتح وقع باخطاء كبيرة واورد معلومات خاطئة وغير صحيحية تدل دلالة قاطعة على انه لا يعرف فتح ولا تاريخ فتح ولا يعرف ما هي عليه فتح الان، وان معلوماته سمعية ومن بعيد وغالبا ما يحصل عليها من افراد في احسن احوالهم غير راضين عن اوضاعهم الشخصية وبالتالي يرمون عدم رضاهم هذا على التنظيم باكمله.
فمن اين جئت يا اخي صالح بالمعلومات التي تقول بانه بعد خروج الثورة من لبنان ابو عمار استحدث جيش التحرير الفلسطيني، الا تعرف يا اخ صالح ان جيش التحرير الفلسطيني موجود قبل ان توجد حركة فتح، الا تعرف ان منظمة التحرير الفلسطينية وجدت في العام 1964 بقرار عربي وبدات على الفور بتشكيل جيش التحرير الفلسطيني؟ الا تعرف ان جيش التحرير الفلسطيني كان موجودا في سوريا والاردن والعراق وفي فترة من الفترات في مصر، وان فصائل منه ساهمت بالكفاح المسلح تحت اسم قوات التحرير الشعبية.
الا تعرف انه كان هناك نحو 7 الاف مقاتل من جيش التحرير في لبنان قاتل جنبا الى دنب مع مقاتلي الثورة الفلسطينية دفاعا عن الثورة في وجه الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 82
الا تعرف ان القائد الكبير سعد صايل هو اصلا من جيش التحرير الفلسطيني، وايضا ابو موسى الذي انشق عن فتح لاحقا وغيرهما الاف الضباط والمقاتلين ممن انشقوا عن الجيش الاردني اثناء مذابح ايلول عام 1970
فكيف وانت لا تعرف كل هذا تجروء وتكتب مقالا تعتبر فيه ان ابو عمار استحدث جيش التحرير واذاب فيه جسد فتح؟
ومن اين لك المعلومة التي تقول ان جيش التحرير ضم في نسقه كل التنظيمات الفلسطينية؟
يبدو انك جاهل تماما بكل ما يتعلق بالتنظيمات وبالمنظمة وبجيش التحرير وليس فقط بحركة فتح.
فالتنظيمات الفلسطينية كان وما زال لها استقلاليتها العسكرية والمالية والتنظيمية والسياسية، بما فيها فتح ايضا كانت وما زالت تنظيم مستقل سياسيا وماليا واداريا وتنظيميا وعسكريا عن جيش التحرير الفلسطيني.
وتمضي يا اخ صالح تبني على معلومات خاطئة استنتاجات خاطئة فتقول "انه تمت اذابة الجسد الفتحاوي في مؤسسات منظمة التحرير وان ذلك ادى الى ازالة المعالم الفتحاوية"
يا اخي لا يجوز ابدا ان ينزل البعض الى هذه الدرجة من الاسفاف "واكرر نصيحة الاخ منذر لك بان تفكر بالموضوع جيدا قبل ان تكتب فالكتابة ليست مجرد صف احرف او جمل من هنا وهناك لانك بمثل هذا المقال تشوه صورتك وتشوه صورة من تكتب عنه حتى لو كان قصدك شريفا.
ولكن ولانك لست وحدك من يقع بهذه الاخطاء، وان الكثيرين يشنون جملة منظمة احيانا (ورائها قوى سياسية معروفه) واحيانا افراد وهم كثيرون وغالبا هم مبتدئون في الكتابة اسهل شيء لديهم هو الكتابة ضد السلطة وضد فتح.
علما بانهم يعيشون في دول اخرى غير فلسطين والاحوال في تلك الدول ليست باحسن حال مما هي عليه في فلسطين ولا يجرؤوا على الاطلاق ان يقولوا كلمة واحدة ضد سلطة بلادهم وحكومتها بل تراهم متزلفين منافقين مطواعين رغم البؤس والشقاء والفقر واحيانا الاضهاد السياسي والاجتماعي، لكنهم اسودا على السلطة وعلى فتح ولا يتعرضوا لاي مسائلة فينتقدوا ويزوروا التاريخ ويتهموا رجال السلطة بل السلطة كلها بالعمالة والخيانة ويطالبون علنا بالغائها وانهائها وتدميرها ، ومع ذلك لا يتعرض احد للملاحقة ولا تستدعيه اجهزة المخابرات ولا يوضع بالسجن لسنوات طويلة كما يحدث في دولة شقيقة مجاورة.
الا يدل ذلك على قوة السلطة وقوة فتح عمود وسند وجسد السلطة.
يا اخي اكثر من عشرين مقالا كتبتها وارسلتها لدنيا الوطن ولم تنشر لانها تمس من بعيد الاعتراض على تقسيم الوطن، فمن هو القوي ومن هو الضعيف؟
ولان البعض يعتقد مثلك بان فتح تعيش ", حالة من الترهل والتردي والسقام الذي يكاد يكون شاملا وليس عابرا" فانني اقول لك ولغيرك ايا كانوا ومن اين اتوا ان فتح اقوى مما كانت عليه في اي وقت مضى وقوتها تزداد وتنموا بصورة مستمرة في معمعان النضال الوطني، فمن هو القوي ومن هو الضعيف في الساحة الفلسطينية؟ التنظيم الذي يعقد مؤتمرات للمناطق والاقاليم وينتخب قادته ام التنظيمات التي لا تعرف الديمقراطية في حياتها الداخلية، التنظيم الذي يحضر لمؤتمره العام ويعيش حالة من الحوار الفكري والسياسي والتنظيمي الجاد والساخن وتبرز خلاله وجهات النظر المتباينة والمتعارضة حتى اقصى درجات التعارض، ام التنظيمات الساكنة التي تفتقر حياتها الداخلية لابسط اشكال الديمقراطية.
كيف تكون فتح ضعيفة وهي تقود النضال الوطني والعمل السياسي الفلسطيني في صراع ضار مع كل الاعداء الداخليين والخارجيين؟
لاطمئنك اخ صالح فتح ليست مؤسسات وموظفين ورواتب، فتح حركة مناضله تضم في صفوفها مئات الالاف من ابناء الشعب في الوطن والشتات، فتح هوية نضالية يدافع عنها الاف المناضلين والمناضلات في الجامعات والمعامل والدوائر والشركات والمدارس، فتح الاشبال والزهرات والشبيبة الفتحاوية، فتح اتحادات المراة والطلبة والاطباء والمعلمين والصيادلة والمهندسين والكتاب والادباء.
هذه هي فتح ، انها تحالف جماهيري عريض حركة نضالية شعبية واسعة، ما زالت وستبقى رائدة وقائدة للنضال الوطني الفلسطيني، ولا يضيرها او يؤثر عليها او يضعفها فساد هذا المسؤول او ذاك.
ولن يضيرها راي حاقد من هنا او من هناك ولن يوقف مسيرتها سقوط هذا الزعيم او ذاك.
واخيرا لاقول لك ان فتح بعد خروجها من بيروت لم يذوب جسدها بل تصلب اكثر حين وجهت جهودا لداخل الوطن لتشعل الانتفاضة المجيدة التي كانت الرافعة الاساسية لكل منجزات شعبنا اللاحقة.
وقبل الختام انصحك بان تاخذ بنصيحة الاخ منذر "فنصيحتي لك أن تتأنى أولا في كتابة اي مقال وتفكر ملياً وتضع رأسك على الوسادة وتستعرض الموضوع قبل نومك".
حتى لاتقلب عاليها واطيها وتورطه باعادة ترتيب الامور.
اخيرا فتح ليست "بيضة القبان " انها القبان كله كانت وما زالت وستبقى