اعداد: ابراهيم رجب
الى اين يتجه العالم——
ان التطوّر النوعي يحدث فقط عندما تبدأ الثورات في وسائل الانتاج بالظهور، فينقل معها نمط الانتاج وعلاقات الانتاج الى مراحل اعلى فاعلى حتى تصبح السمة العامة للمجتمع ذات خصائص جديدة بقوانين جديدة بقواعد جديدة بمطالب جديدة بثقافة جديدة برؤى جديدة باحتياجات جديدة ..
وكل هذا يؤدي بدوره الى تفاعلات جديدة وتطورات جديدة متصاعدة في رحلة تطور لا تتوقف طالما هناك بشر في هذا الكون .. فالتطور يؤدي الى تطور في مراحل جديدة متصاعدة لم يسبق لها مثيل .. اما الثبات فهو يؤدي الى الموت والفناء او التهميش والعيش على اطراف الكون ..
وعالمنا اليوم دخل مرحلة جديدة تماما من التطور .. حيث الثورة في وسائل الانتاج تحققت من خلال الانتقال من الالة – الماكينة ,, الى وسائل جديدة تماما ..
فقد مر العالم بثورة دولاب الخياطة ثم ثورة الالة البخارية ومحركات البخار ثم الثورة التكنولوجية ورافقتها الثورة الذرية .. وخلال نفس الفترة حدثت ثورات هائلة في ميادين العلوم الفيزيائية والكيميائية وعلوم الاحياء ..
وحققت هذه الثورات للبشرية مكاسب هائلة لا يجادل في ذلك احد .. لكنها ومع عظمتها ودورها الرائع في ارتقاء البشرية الى مرحلة غير مسبوقة الا انها مثلها مثل ما سبقها من وسائل انتاج .. وصلت الى زمن باتت فيه غير قادرة على منافسة وسائل الانتاج الجديدة .. فاخذت تنزوي تدريجيا وتحل محلها وسائل انتاج جديدة ..
وخلال عملية الانتقال من نمط انتاج يعتمد على وسائل انتاج الى نمط انتاجي جديد يعتمد على وسائل انتاج جديدة تحدث اضطرابات ونوع من الفوضى هنا وهناك .. وتحدث حالة من عدم الاستقرار .. وكل ذلك امر طبيعي جدا .. وليس كما يفسره البعض بانه علامات على انهيار الراسمالية ..
وتحاول القوى القديمة مالكة وسائل الانتاج القديمة ان تقاوم بكل قوة وبكل ما تكتلكه من امكانيات عرقلة تطور وسائل انتاج جديدة وبما انها تتطور رغما عنها فانها تحاول عرقلة دخولها الى ميادين الانتاج .. لكن كل ذلك دون جدوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق