كأن الامة ينقصها المزيد من المجانين - حزب التحرير يقيم مؤتمرا شعبيا في رام الله بقلم : ابراهيم رجب
كأنه لا تكفي امتنا ما تعانيه من مصائب وهزائم وخراب ، وكأن هذه الامة المغلوبة على امرها لا يكفيها كل هؤلاء المجانين من احزاب وقوى وتيارات وجماعات ، فخرج علينا حزب التحرير الفلسطيني في اعلامه السوداء ليبشر بايام سوداء تحت رعاية خليفة المسلمين المنتظر ، ويقيم مؤتمرا شعبيا في مدينة رام الله تحت عنوان (الخليفة سبيل الخلاص)
وهذا المؤتمر هو النشاط الثاني العلني للحزب حيث كان الاول في غزة قبل ايام ، وهو اول نشاط لهذا الحزب المحظور في كل دول العالم تقريبا.
مشهد التجمع الذي اقامه الحزب في احدى ساحات اطراف مدينة رام الله اعاد الى الاذهان مشاهد من افلام تاريخية رديئة الصنع والتمثيل والاخراج وسيئة الانتاج والاشكال والحوار.
باسلوب لا يمكن ان يقال في وصفه باقل من "متخلف" كان الخطيب "الشاعر" وهو يلقي قصيدة بعنوان (نبأ اعلان الخلافة) كان يستنجد بصوت يصم الاذان بالحضور يستجدي عطفهم على ما وصفه شعرا ، وتجول في ما ادعاه من قصيدة من بغداد الى الشيشان الى البانيا الى فلسطين .
وراح يردد " فاما الخلافة واما الشهادة " ثم تحرك ما وصفه الشخص نفسه وهو الشاعر والخطيب (دون ان نرى صورة وجهه) يعلن عن تحرك مسيرة في الساحة (مكان الحفل) الذي بثته قناة الجزيرة المباشرة ، فشاهدنا مجموعة من الاطفال يركضون في الساحة بشكل فوضوي ، فيما يواصل الخطيب زعيقه يتحدث عن الامجاد الغابرة.
وما من مرة ذكر فيها اسم حزب التحرير الا وتذكرت حادثة عشتها في 9 حزيران عام 1967 بعد يوم واحد من سقوط مدينة
رام الله تحت الاحتلال الصهيوني ، وكان اول يوم يرفع فيه منع التجول جزئيا عن المدينة التي لم تطلق طلقة واحدة في وجه الاحتلال ، ولم يلقي الاحتلال عليها سوى صاروخين فقط ، ولم يقتل من سكان المدينة الا رجل عجوز كان بائع جرائد على الرصيف.
في ذاك اليوم حضر الى (الحارة التي فيها بيت جدي ابو معوض ) احد اقاربنا و اسمه ابو سفيان الشله واخذ يتحدث مع مجموعة من الرجال ولما سمعنا ونحن اطفالا صراخا صادرا من جهة الرجال حتى تدافعنا لنرى ما يحدث وسمعت الحوار التالي:
ابو سفيان : يا اخوان لازم تكونوا مبسوطين .. ليش زعلانين .. الا يكفي ان اسرائيل هزمت الكافر عبد الناصر.
فرد عليه شاب قائلا : لا تقل عبد الناصر كافر .. انت الكافر
ابو سفيان : يا اخي انت ما زلت شابا لا تفهم
الشاب : انا بفهم اكثر منك
ابو سفيان : لا انت لا تفهم لو كنت تفهم لعرفت ان اسرائيل احسن من عبد الناصر
انتفض احد الرجال وقال : شو انت حمار يا ابو سفيان كيف بتكون اسرائيل احسن من عبد الناصر
قال رجل من الحضور : اكيد انت جاسوس
وقال اخر : كل حزب التحرير جواسيس
ركض خالي معوض بسرعة من وسط الجمع تجاه بيتهم فلحقته ظانا ان امرا سيئا قد حدث ، فوجدت خالي توجه لجدي وقال له : يا با قريبنا ابو سفيان بيسب عبد الناصر وبيقول اسرائيل احسن منه ومبسوط لان اسرائيلهزمته.
خرج جدي على عجل وما ان فتح باب الدار حتى قال بصوت مرتفع جدا : ابو سفيان يا كلب انصرف من هين ، شمتان فينا يا عرص ، وواصل جدي شتائمه وهو يسير باتجاه الجمع وما ان اقترب من ابو سفيان ختى قال له بتحاول تخدع الشباب ، ولك هذا الطفل (واشار بيده نحوي ) بيعرف انكم جواسيس .. يلا يلا انصرف من هين لاحسن ما اخليهم يكسروا راسك.
انصرف ابو سفيان وشتائم الشباب والاطفال تلاحقه وكلها ركزت على كلمة جواسيس .
اليوم تذكرت تلك الحادثة وانا اشاهد مؤتمر حزب التحرير وكلمات جدي ما زالت ترن باذني بقوة ، وكلما ارتفع صوت الخطيب ازداد رنين كلمات جدي.
واضيف لتلك الكلمات التي سمعتها من جدي انذاك ولم افهم معناها الا لاحقا اضيف اليها ، انهم يا جدي ليسوا جواسيس فقط بل مجانين ايضا.
مسكين ايها الشعب الفلسطيني على رأي اخواننا المصريين "البلاوي بتتحدف عليك من كل حتة)
تاريخ النشر : 2006-08-26
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق