ما جرى في العراق من غزو واحتلال ليس له علاقة باسرائيل نهائيا قطعيا بل ان الدافع الرئيسي هو حماية حلفاء امريكا (الدول الخليجية) من الخطر العراقي وتهديداته لدول الخليج .. وللتخلص من نظام له تطلعات لاخضاع الدول الخليجية تحت شعارات قومية وشعارات الوحدة العربية
وساعد على تحطيم النظام البعثي دكتاتوريته القاسية ضد الاكراد وضد العراقيين الشيعة وضد الشيوعيين واليساريين والليبراليين العرب بشكل عام
وللعلم ان عداء صدام والبعث العراقي للثورة الفلسطينية وحركة فتح على وجه التحديد كان اكبر بمئات المرات من عدائه لاسرائيل وحاول شق فتح واسس تنظيما انشق عن فتح بقيادة ابو نضال الذي قام باغتيال ابو اياد الرجل الثاني بفتح واغتال معه 3 من كبار قادة فتح في تونس
وبعد الاحتلال الذي تم بموافقة ومؤازرة ايرانية وسورية وعربية خليجية .. تم الاستيلاء على السلطة من قبل الشيعة الذين سيطروا على كل مفاصل الحكم بدعم امريكي وايراني وعدم رضا خليجي
فنشب الصراع الطائفي بين السنة والشيعة والمستمر حتى اليوم تمكنت خلاله ايران من تعزيز نفوذها وهيمنتها وسيطرتها على العراق
سوريا
اما بالنسبة لسوريا فان ما يجري فيها منذ 6 سنوات هو حرب بالوكالة بين العرب السنة بقيادة السعودية وايران الشيعية التي حملت شعار (تصدير الثورة) منذ ثورة الخميني في 79 والتي ركبت القضية الفلسطينية لاستمالة الجماهير العربية المتعاطفة مع فلسطين لتسهيل اختراقها للبلدان العربية وشعارالخميني (تصدير الثورة) هو في حقيقته تصدير المذهب الشيعي ونشر التشيع .
واول الدول التي استهدفها الخميني بشعاره هذا كانت العراق بحكم ان الشيعة يشكلوا 60 % تقريبا من الشعب العراقي .. وبسبب تنامي الخطر الايراني اندلعت الحرب العراقية الايرانية وتضامنت جميع دول الخليج مع العراق ودعمته بكل ما يحتاج كونه يدافع عن المنطقة في مواجهة الاطماع الايرانية
وتمكنت العراق فعلا من افشال الخطة الايرانية انذاك
لكن ايران لم تتخلى عن هدفها المركزي وهو مد نفوذها بالمنطقة تحت ستار القضية الفلسطينية هذه المرة مستعينة بالشيعة في لبنان وبالطائفة العلوية الشيعية في سوريا وبالفصائل الفلسطينية المخدوعة بالخطاب الشعبوي الايراني
وتمكنت بالتضامن والتعاون والتكامل مع النظام البعثي (اطائفي العلوي) في سوريا من انشاء حزب الله الشيعي والذي مارس نوعا من التجارة المبتكرة بالقضية الفلسطينية لتعزيز قبضته على لبنان وفعلا تمكن من السيطرة شبه الكاملة على لبنان وانشأ جيشا ينافس الجيش الوطني اللبناني وباسناد ودعم كامل من النظام السوري
وكان هذا يشكل خطرا مؤرقا للعديد من الانظمة العربية السنية خصوصا دول الخليج والاردن (الذي حذر من الهلال الشيعي سنة 2008) وايضا مخاوف في مصر والمغرب وسنة لبنان والسلطة الفلسطينية (فتح) بعد تحالف جماعة الاخوان (حماس ) مع سوريا المعادية للسلطة الفلسطينية والمعادية لفتح
ومع ذلك تركت الامور للقوى السنية اللبنانية وللقوى السنية السورية للتصدي للاطماع الايرانية
لكن مع اندلاع الثورتين التونسية والمصرية في 2011 حاولت ايران استغلال المزاج العام فحاولت ان تشعل ثورة في البحرين تمكن الشيعة من السيطرة على السلطة وبذلك تكون البحرين النموذج الاول لسيطرة ايران على الخليج يتبع ذلك السيطرة على امارة دبي في دولة الامارات والتي اغلب سكانها شيعة ومن اصول ايرانية ثم يات دور السعودية واشعال نار ثورة في المنطقة الشرقية التي معظم سكانها شيعة
واخيرا تكون الكويت الهدف الاخير وبها نسبة غير قليلة من الشيعة
ولكن دول الخليج تسارعت وبقوة وارسلت قوات عسكرية للبحرين وتم قمع الحركة الشيعية المدعومة من ايران .. وارتفع صوت التحدي ومع هيمنة الشيعة على السلطة في العراق من القوى المتحالفة والمتعاطفة والمدعومة من ايران اصبح الخطر عظيما وتصاعدت وتيرته بعد تهديدات ايرانية لدولة الامارات
فكان امام السعودية والخليج ليس الا خيارا واحدا للتصدي لايران وابعاد نيران الحرب عن اراضي الخليج وهو مواجهتها في معقلها الرئيسي في سوريا وذلك لسببين هما :
اولا : وجود نيار اخواني قوي للاخوان المسلمين في سوريا معارض بشدة للنظام ومتحالف مع مختلف قوى المعارضة الوطنية واليسارية السورية
ثانيا : ان سقوط النظام السوري سوف يؤدي الى اسقاط حزب الله في لبنان وبالتالي تلحق بايران هزيمة نكراء ثم تتم ملاحقتها بالعراق بدعم الشيعة العرب والسنة في العراق .
وهذا ما كان .. حيث اندلعت الاضطرابات في سوريا بقيادة الاخوان المسلمين وبتحالف قوي مع تركيا
لكن الخليج خاف من سيطرة الاخوان مما سيعزز النفوذ التركي فوجدوا البديل بالسلفية فأسسوا جبهات السلف كالنصرة وغيرها معادية للتظام ولايران ولتركيا بنفس الوقت
هذا هو جوهر ما جرى وما يجري في سوريا
وكل طرف استعان بأصدقائه لمؤازرته - النظام استعان بقوات من حزب الله وايران وروسيا
والمعارضة استعانت واعتمدت على الخليج وتركيا والولايات المتحدة والغرب عموما
ولم يكن لاسرائيل في كل ما يجري سوى دورهامشي معظمه استخباراتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة وتركيا وتنفيذ بعض العمليات العسكرية ضد قوات حزب الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق