في العالم العربي توجد في السياسة ثقافتان رئيسيتان
الاولى الثقافة الاسلامية
والثانية الثقافة القومية
وهناك تناقض شديد وعميق وواسع بينهمنا بل هناك حرب ضروس ضارية ووحشية احيانا دمرت دول وحطمت امال كما حصل في مصر عبد الناصر وجزء منه يحصل في سوريا الان
الثقافة الاسلامية تنظر الى الوطن العربي انها ليس وطنا عربيا بل وطنا اسلاميا وان العقيدة الاسلامية هي التي وحدته في الماضي وانه لا يمكن له ان يتحد الا على اساس العقيدة ولهذا تناضل من اجل اعادة الاحتكام للعقيدة
والجماعات الاسلامية تعتبر ان مصطلح الوطن العربي او القومية العربية او الدول العربية او الدولة العربية هي مصطلحات اوروبية مستوردة جاء بها الاستعمار وفرضها على المنطقة وهي مثلها مثل العلمانية والشيوعية والليبرالية مصطلحات دخيلة
ويجب التصدي لها وهزيمتها
اما الثقافة القومية فهي ترى ان القومية هي التي يمكنها ان تجمع كل اطياف المجتمع تحت قبة واحدة يتساوى الجميع تحتها دون تمميز ولهذا كان االمسيحيون اكثر اهتماما ونشاطا في الدعوة للثقافة القومية لمواجهة ثقافة تعتبرهم موالي ودرجة ثانية في المجتمع
والدعوة القومية والقوميات عموما هي منتج حضاري جديد على مستوى العالم ولم يستخدم مصطلح قومية على مرالتاريخ الا في اواخرالقرن ال 18 واوائل القرن 19
وكذلك الامر مصطلح الدولة ومصطلح الوطن ومصطلح الدولة الوطنية كلها مصطلحات جديدة رافقت النهضة الاوروبية وثورة الانتقال من عصر الاقطاع الى عصر الراسمالية
وعلى هذه الحقائق سوف ابين كيف ان الدول العربية لم يتم تجزئتها ولم تتعرض للتفتيت ولن تتعرض مطلقا الا اذا تعارضت مصالح مكوناتها في ظل نظم ديمقراطية متطورة وليس في ظل نظم دكتاتورية مهيمنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق