ليست هذه لغة الحوار يا فلسطينيين ابراهيم حمامي نموذجا بقلم:ابراهيم علاء الدين

. . ليست هناك تعليقات:




وصلني على البريد الالكتروني رسالة عنوانها "عذرا عباس" تبينت لاحقا انها مقالة للسيد ابراهيم حمامي المقيم بلندن. وهو كما يبدو كاتبا ، او انه يحب الكتابة ومتخصص بتوجيه الشتائم لحركة فتح بصورة عامة وللسيد محمود عباس بصفة خاصة. كما يبدو انه من اعضاء حركة حماس المتشددين او المتعصبين.

وعلى الفور وقبل ان اقرأ الرسالة تذكرت انني قابلت شخصا مرة على طائرة نسيت من اين والى اين كانت متجهة، وبعد قليل من جلوسنا على مقعدين متجاورين عرف ذاك الشخص نفسه بانه قريب للمرحوم سعيد حمامي الذي اغتاله ابو نضال في روما حيث كان سفيرا لفلسطين هناك. .

ومع ان ابو نضال اعلن عن قتل حمامي ، واصدر بيانات بذلك ، وبرر الاغتيال بانه من "زمرة عرفات" التي تريد بيع فلسطين والاعتراف باسرائيل، الا ان ذاك الشخص كان مصرا ومصمما على ان ياسر عرفات هو الذي قتله.

تماما كما يصر البعض على ان عرفات هو الذي قتل ناجي العلي رغم ان المخابرات البريطانية كشفت وبالوقائع ان القاتل يهودي ينتمي لجهاز الموساد الاسرائيلي.

تذكرت سعيد حمامي ، ربما لان اسم حمامي غريب وغير منتشر في بلادنا او على الاقل ان لدي جهلا بما اذا كان هذا الاسم متداولا في تسمية العائلات العربية.

على العموم وبما ان السيد ابراهيم حمامي يشاركني باسمه الاول فقد تابعت قراءة مقاله، وللامانة استفزني ما قرأت ، وليس لذلك اية اسباب شخصية لانني لا اعرفه ولا اكن له أي نوع من المشاعر لا سلبية ولا ايجابية ، كما انني لست عدوا لحماس وان كنت لا اتفق مع بعض اطروحاتها، وبنفس الوقت لست فتحاويا وان كنت اتفق مع بعض اطروحاتها.

اذن الذي استفزني شيء اخر ليس له علاقة بالولاءات او الانتماءات ، او العداوات او الصداقات، الذي استفزني هو لغة الشوارع او ما يطلق عليها عند اخواننا المصريين "لغة الردح" ، التي تسترجع اخر ما ورد باعتق القواميس العربية من الفاظ قذرة واستخدامها بالحوار، وفي نفس الوقت استخدام محرك البحث "غوغول" على الكمبيوتر لايجاد اخر ما فكرت به البشرية واخترعته من الفاظ وعبارات تمس مشاعر الخصم "وتحرق دمه".

والا فاين وفي أي الدول وفي اي الثقافات وتحت سقف أي ديمقراطية يستطيع مواطن ان يقول لرئيس بلاده في مقالة يرسلها شخصيا ويوصي اصدقائه لتوزيعها على اوسع نطاق على النت.

وهل يعتقد السيد حمامي انه وتحت وطأة الاستفزاز ، يمكن ان يهبط كثيرون لمستوى لغة الرداحات ويكيلوا له من الشتائم ما يخطر لك على بال وبكل اللغات الحية وغير الحية.

ولماذا كل هذا.. لماذا .. ؟؟

لماذا الفلسطينيون من بين شعوب الارض ما زال ينقصهم الكثير جدا من الامور التي تجعل منهم شعبا كباقي الشعوب ، لا وطن ، ولا قيادة ، ولا مؤسسات, والا احزاب، ولا اقتصاد، وان اتفقوالا يعرفون كيف يديرون اتفاقهم ، و اذا اختلفوا لا يعرفوا كيف يديرون خلافاتهم.

لماذا الشعب الفلسطيني من بين كل الشعوب اينما يعيش تتحول الارض من تحته الى ما يشبه المراعي البدائية قبل ان تكتشف البشرية النار، فيتصارع الاخ واخيه ، وكل فرد بالمجتمع يريد ان يكون زعيما، وكل واحد لايرى الا نفسه ، وكل منهم يعتبر نفسه هو الانسان السوي الكامل وغيره من الملايين مجانين واغبياء، وكل حزب و مجموعة او فرقة او عائلة او قبيلة تعتبر نفسها انها الافضل ، وانها الاعظم ، وانها صاحبة الحق والحقوق الى اخره.

اليست هذه مفاهيم بدائية، تخلت عنها البشرية منذ زمن طويل.

اليست هذه الظواهر هي من الاسباب الرئيسية في الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون مهجرون مضطهدون مشتتون في الارض، ومن يعيش منهم على جزء من ارض الوطن يقتلون بنيران العدو، ومن ينجو يموت بنيران جاره او اخيه او صديقه او ابن القرية المجاورة، او التنظيم السياسي المنافس.

الا يدرك السيد حمامي ان المفردات التي يستخدمها الانسان تدل على مدى ثقافته وذوقه واخلاقه ودينه.

الا يدرك ان ديننا الاسلامي العظيم نهانا عن التنابز بالالقاب، وان من "يقول للاعور اعور بعينه " هو انسان (جاهل جبار قاس) ليس لديه أي مشاعر انسانية لدى الغير.

ومع اتفاقي مع السيد حمامي بانه ليس عيبا ان يقال للسارق"سارق" وللمجرم "مجرم" وللكاذب "كاذب" ، ولكن من الذي يقول هذا ، هل من حق ابراهيم حمامي ان يقوله ، هل من حقي ان اقوله ، ام ان هناك جهات رسمية مختصة هي التي من حقها وحدها وصف شخص ما بانه سارق او مجرم او كاذب ، والا لأصبحت الحياة فوضى يمكن لاي شخص ان يصفك يا سيد حمامي بانك مجرم، وكذاب، وتافه، ومنافق، ومارق ،وسارق، وافاق، ومتخلف، وأي وصف اخر .

فطالما تجيز لنفسك وانت شخص مجهول، ليس لك أي مكان او مكانة تخولك اطلاق الاوصاف والتهم على الاخرين فان من حق الاخرين ان يصفوك بما يحلو لهم.

ولن اناقش مضمون المقال لانني لم افهم سببا لوصف عباس بانه كاذب الا انه قال في احدى خطبه بان اتفاقا مع حماس تم على بنود معينة ، وان حماس تراجعت عن ذلك.

وهذا امر جائز في العمل السياسي ان يتهم طرفا سياسيا طرفا اخر بالتراجع ، وان يرفض الاخر التهمة ويتراجع ويبدي استعدادا لتسوية الامور الخلافية.

لكن عندما يتهرب طرفا ويقول فقط انت كاذب ولم يتقدم خطوة للامام فهذا يشكك بموقفه وليس بالطرف الذي وصف بالكاذب.

ومع ذلك فهذا ليس محور الموضوع ، فالمحور هو الانحدار غير العادي الذي هبطت اليه الساحة الفلسطينة في الا ونة الاخيرة ، حيث استل كل طرف سيفه واخذ ينفب في معاجم اللغة بحثا عن صفات ومواصفات واوصاف ليكيلها للطرف الاخر ، وهذا هو العيب.

واذا كان السيد حمامي يستمد هذا الحقد وهذه العداوة ، وهذه الرغبة بالقطيعة ويدعو الشعب الفلسطيني لتبني موقفه ، ولهذا يحرص على توزيع مقالته على اوسع نطاق اللهم الا اذا كانت الرغبة لديه بالشهرة تسمح له بان يحققها حتى لو كان على حساب الدم الفلسطيني واللحم الفلسطيني والحق الفلسطيني ، الا اذا كان السيد حمامي لايدرك بان تاجيج الخلافات وتعميق الصراع في الساحة الفلسطينية ، يؤدي الى فاجعة ، وعندها ان يوصف من قبل كثيرين بانه جاهل ، وبان شهادة الدكتوراه التي يحملها مشكوك بامرها ، او انها شهادة دكتوراه بالجهل والتخلف الذي لا يجيد ادارة الصراع.

واذا كانت ، اقول اذا كانت ولا اجزم بشيء .. ان بعض ما سبق يمثل دوافع كتابة السيد حمامي بهذه اللغة التي لا تليق "بالناس المحترمين" فهذا يدعوني وكل من مثلي من الناس البسطاء الى التمسك ب "الكاذب" لانه وبكل الحالات والاحوال افضل بكثير من ان يقودني من هم بمستوى اخلاق حمامي او من يمتلكون دوافعه ، او يتصفون ببعض اوصافه.

وبهذه الحالة فان السيد حمامي يكون قد اساء الى نفسه بمثل هذه المقالات ، والنتائج كانت عكس ما سعى اليه ، ومن لا ترشده خبرته وحنكته وذوقه ومقدرته وثقافته لتحقيق اهدافه وبدلا منها يحقق العكس ، فهذا لا ترجى منه نصيحة ولا يرجى منه امل ، بل ان مخاطره كبيرة ، على الشعب والامة والوطن، لانه يشيع ثقافة هابطة ، ثقافة الرداحين، ثقافة الشوارع ثقافة بنات الحواري في الحارات القديمة في مصر المحروسة.

كلمة اخيرة .. لن استغرب ان يصفني السيد حمامي كما وصف كل معارضيه بانني من زبانية عباس . وبانني من المفسدين بالارض الذين باعوا ضمائرهم واخلاقهم وشرفهم ، واي وصف اخر متوقع من السيد حمامي طالما اعطى نفسه الحق بان يقول للسارق سارق وللمجرم مجرم وللكاذب كاذب ، و"للاعور اعور بعينه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابحث في الموقع

صفحة الدانة نيوز الثقافية

صفحة الدانة نيوز الثقافية
صفحة ثقافية منوعة وشاملة احدى مفاخرنا

المقالات المتحركة

الدانة نيوز - الصفحة الرئيسية

صفحة المرأة - السيدة العربية

صفحة المرأة - السيدة العربية
صفحة شاملة منوعة تتابع قضايا المرأة وشؤونها واخبارها

كيف ظهرت الحياة على الأرض

***** الأكاديمي الروسي إيريك غاليموف - المدير العلمي لمعهد الجيوكيماء بأكاديمية العلوم الروسية - هو صاحب فرضية منشأ القشرة الأرضية الكوندريتي الكربوني. كما يعتبر من أهم مؤلفات الأكاديمي غاليموف كتابه الشهير بعنوان "ظاهرة الحياة" التي يكشف فيها آلية تشكل المادة العضوية من اللاعضوية وظهور الحياة على الأرض وهذا هو موضوع حلقتنا هذه

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

الاخبار الرئيسية المتحركة

صفحة المقالات

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

اعلان

تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع
?max-results=7"> سلايدر الصور والاخبار الرئيسي
');
" });

اعلن معنا

سلايدر الصور الرئيسي